أفق نيوز
الخبر بلا حدود

اليمن ، من حقنا أن نتساءل …

222

بقلم / احمد الحباسي

من البداية ، لماذا دعمت بعض الدول العربية ما يسمى بعاصفة الحزم السعودية ضد اليمن ؟ … السعودية تقول أنها تحارب التمدد الشيعي في اليمن ، لكن صحيفة ليبيراسيون الفرنسية لها رأى آخر إذ نشرت تحليلا مميزا يقول ” هذا الصراع خطر على السعودية نفسها فهو يساهم في زيادة التشدد الديني السني في اليمن و لا سيما أن القاعدة في شبه الجزيرة العربية تعد أخطر فروع القاعدة و هي التي نفذت عدة عمليات نوعية ضد بعض الأهداف الغربية و أقرت بمسؤوليتها حول الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو ” … فلماذا لم تنتبه الدول العربية إلى خطر القاعدة بنفس الانتباه نحو عذر التمدد الشيعي المفترض سعوديا ، صحيفة الاندبندنت البريطانية توضح الصورة و تقربها أكثر للمتابعين بأن ما يحدث في اليمن هو حرب بالوكالة بين النظام السعودي الممثل للأهداف و المصالح الصهيونية في المنطقة و جماعات الحوثيين المشتبه بانتمائهم للجمهورية الإسلامية الإيرانية ، إذن ، المسألة لم تعد تهم إعادة ما يسمى بالشرعية أو محاربة الإرهاب .

إذن ، مصر و السودان على سبيل الذكر ، منخرطان في حرب ضد الجناح الذي يزعم آل سعود و آل الصهاينة أنه يمثل المصالح الإيرانية في شبه الجزيرة العربية ، و عملية الحزم لا علاقة لها بالشرعية و بمصالح الشعب اليمنى و بوحدة التراب اليمنى ، العملية مشاركة مصرية سودانية خسيسة في حرب معلنة ضد إيران حتى لو كانت حربا بالوكالة عن الجانب الصهيوني ، و لنفهم أكثر فالنظام المصري منخرط في هذه الحرب مقابل الصمت الدولي حول مسألة ” الشرعية” و ما يسمى بالانقلاب العسكري الذي أوصل الرئيس السيسى إلى سدة الحكم ، أيضا النظام السوداني المعروف بعلاقاته المشبوهة تحت الطاولة مع الكيان الصهيوني يبحث اليوم عن مجتمع دولي يصمت حول حقيقة ما يحدث في السودان و حول متابعة مذكرة الإيقاف الدولية الصادرة ضد الرئيس عمر البشير ، و قنابل الطائرات السودانية المصرية التي تستهدف الأطفال و النساء و الشيوخ منذ أكثر من سبعة أشهر هي مقابل هذه الصفقة القذرة لا أكثر و لا أقل .

مسألة الشرعية في اليمن كان بالإمكان حسمها حول طاولة المفاوضات بين كيانات المجتمع اليمنى السياسية ، و إيران لم يكن في مقدورها الوقوف ضد مصالح الشعب اليمنى باختلاف تضاريسه السياسية ، و السعودية كان بإمكانها طلب المساعدة الإيرانية لحلحلة المسائل و الاختلافات الطارئة بين المتحاورين في اليمن ، لكن آل سعود كانت لهم أغراضهم الخفية و هم متعودون على التصرف الفردي تماما كما حدث مع العراق و مع سوريا و مع مصر ، و الجامعة العربية كانت مؤهلة لو صدقت النيات السعودية لفرض الحل العربي على الأشقاء المتصارعين في اليمن ، فالجماعات الحوثية على سبيل المثال لا يمكنها أن تعيش بمعزل عن الإرادة الجماعية العربية المتحدة ،فلماذا اختارت السعودية العاصفة بدل الحوار و لماذا تم ” تصدير” الخلاف إلى إيران و البحث عن توريطها باختلاق ذريعة التمدد الشيعي ، و هل أن البحث عن إعادة الرئيس عبد ربه منصور بقوة السلاح هي الحل ” الشرعي” لإعادة الشرعية المشبوهة .

من المثير للانتباه أن تتحول مواقف بعض البلدان الإقليمية من النقيض إلى النقيض تحت يافطة مساندة عاصفة الحزم السعودية ، فكيف نفسر الموقف التركي من عاصفة الحزم الدموية ضد الشعب اليمنى و هو الذي يعلم كراهية النظام السعودي للإخوان المسلمين و لحزب العدالة و التنمية تحديدا ، و كيف نفسر صمت مصر و قطر بالذات حول ما يحدث في فلسطين و في المسجد الأقصى في حين أن جوهر الصراع يتعلق بالشرعية الدولية و بمبدأ تطبيق تلك الشرعية ، و هل خرج الرئيس البشير من رحم الشرعية الانتخابية الموصوفة بالتزوير من المراقبين الدوليين و من عدة أطراف داخل النظام نفسه ، و الأهم في المسألة ،هل تحول النظام السعودي إلى شرطي المنطقة بعد انهيار نظام الشاه الإيراني محمد رضا بهلوى و هل يملك هذا النظام القوة العسكرية اللازمة لفرض إرادته على دول المنطقة و هل تسمح الولايات المتحدة و إسرائيل لهذا النظام الكرتوني بزعزعة الاستقرار الهش في المنطقة و الخروج عن خط السير المسطر من المحافظين الجدد زمن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن ، أيضا ، من حق الجميع أن يتساءل اليوم مجددا و بنفس الإلحاح هل ستحسم عاصفة الحزم السعودية الوضع في اليمن نهائيا لصالح النظام العميل بقيادة عبد ربه منصور ، و هل ستتمكن الطائرات من قتل الإرادة الشعبية الحرة للشعب اليمنى ، بل هل ستأتي عاصفة الحزم السعودية بالاستقرار للمنطقة و هل سيكون بالإمكان للنظام السعودي الخروج من هذا المأزق اليمنى دون دفع فواتير باهظة الثمن على المدى المتوسط و البعيد ، نسأل و نريد أن نهم .

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com