أفق نيوز
الخبر بلا حدود

مجزرة تنومة خنجر مسموم في تاريخ الإسلام وجريمة لن تسقط بالتقادم

599

أفق نيوز –  استطلاع / أسماء البزاز

أوضح عدد من أعضاء مجلس الشورى وعلماء حقوقيون ان جريمة تنومة التي استهدفت ما يقارب ثلاثة آلاف وخمسمائة حاج يمني في منطقة عسير من قبل دعاة التكفير جريمة لا تُنسى وفعل منكر لا ينمحى بمرور السنين على الإطلاق بحق وفد الرحمن الذي كان في طريقه إلى مكة المكرمة قد لبس ثياب الإحرام.

أكثر من ثلاثة آلاف موحد يقطعون الفيافي والقفار قاصدين أداء المنسك الذي فرضه الله عليهم، بينهم العلماء والقضاة والنساء والأطفال والشباب والشيوب، لم يدر في خلدهم بأن جنود البغي يكمنون لهم مستحلين دماءهم وهم في أمان الله يرددون: (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك) لم يشفع لهم النداء عند جنود التكفير فسفكوا دماءهم قتلاً بالرصاص وطعناً بالخناجر في الشهر الحرام..

 

الدكتور يحيى أحمد جحاف – عضو مجلس الشورى أوضح ان مجزرةُ تنومة والعدوان على اليمن تاريخٌ إجرامي أسود، حيث يتذكَّرُ اليمنيون بأسًى كُـلَّ عامٍ في موسم الحج المجزرةَ البشعةَ التي ارتكبها المجرمون السعوديّون بحقِّ الحُجَّاجِ اليمنيين في منطقة تنومة قبل ١٠٠ عام، حَيثُ تأتي هذه الذكرى مع استمرار العدوان الأمريكي السعوديّ للعام الثامن في قتل الشعب اليمني وحصاره ووضع العراقيل أمام الحجاج اليمنيين من تأدية الركن الخامس من أركان الإسلام.

مشروع تكفيري

وقال جحاف: وعلى الرغم من مرور هذه الفترة الزمنية الطويلة، إلَّا أن اليمنيين لم ينسوا ما حَـلَّ بهم، ولا يمكن أن يغفروا، وستظل دماء الأبرياء تلاحقهم إلى يوم القيامة. وفي بداية العام 1342هجرية الموافق 1923 ميلادي حدثت مجزرة في غاية الوحشية بحق آلاف الحجيج اليمنيين على أيدي جيش آل سعود الذين تمركزوا على قمم الجبال، ليقتلوا حينها أكثر من ثلاثة آلاف من الحجاج المحرمين القاصدين لبيت الله الحرام وهم في طريقهم لأداء مناسك الركن الخامس من أركان الإسلام.

مذبحة كبرى تعكس قُبحَ النظام المتوحش وتاريخَه الأسودَ على مدى الأزمنة، ولا تزالُ وحشيتُه ممتدةً وحاضرةً في كُـلّ بقعة من اليمن، حينما جيَّشَ الجيوش وجلب العالَمَ وأتى بطائراته الحديثة للقتال والإبادة الجماعية وسط صمت عالمي مخزٍ ومريب.

وأوضح جحاف: إنه ومنذ ما يقارب مِئة عام لا يزال اليمنيون يحكون للأجيال هذا اليوم الأسود الذي حدث للحجاج ذوي الرداء الأبيض والذين سقطوا على الأرض القاحلة إثر وابل من رصاص الحقد انهالت عليهم من كُـلّ صوب، والتي كانت تخترق الأجساد من الرجال والنساء، فتسقط تلك الأجساد مضرجةً بدمائها الطاهرة، وكأنها وهي تسيل فوق تراب الأرض ترسم الصورة الوحشية القذرة لنظام قمعي استبدادي عميل، سخر نفسه ومقدراته لحرب الله ودينه، ومع الهجمات الغادرة التي تعرضوا لها الحجيج، أدانت تلك الأرض هذا العمل الجبان الآثم وتحولت إلى أرض حمراء من دمائهم المسفوكة بدون وجه حق ولا ذنب، إلا أنهم قطعوا مسافات شاسعة مشياً على الأقدام وهم في شوق كبير لمعانقة بيت الله الحرام.

صنيعة بريطانية

من ناحيته يقول محمد الرضي ان العدوان على اليمن انكى الجراح واظهر كل جرائم مملكة آل سعود الصنيعة البريطانية وصانعة داعش وكانت مجزرة تنومة عام ١٩٣٦م تاريخ مغيب حتى ثورة ٢١ سبتمبر ارتكب آل سعود مجزرة بحق الحجاج اليمنيين وقتل ما يقارب ثلاثة آلاف حاج يمني في أبشع جريمة إنسانية آنذاك تناسبت مع العدة والعتاد للعدو والتوجه المستقبلي للصنيعة اليهودية في الحجاز.

وما عدوانهم الآن وقتل الألاف من اليمنيين بعد حصولها من عدة وعتاد وسلاح من أموال النفط ألا امتداداً لتلك الجريمة البشعة وتطور قدراتها.

وقال الرضي: ثلاثة آلاف حاج محرمين مسلمين متوجهين إلى بيت الله العتيق لا سلاح لديهم سوى التسابيح والتهاليل والرجاء في الله بالتوفيق ان يعينهم ان يكونوا ضيوفا في حرمه.

وتابع: هي جريمة بشعة مثل جرائم داعش الآن التي هي صنيعة أمريكية بريطانية عبر مملكة الشر في الحجاز.

وقال الرضي: العدوان والحصار لليمن وجه هذا العدو الذي نصب نفسه عدواً لأكرم شعب واشجع شعب، وشعب لا ينسى ان يثأر مهما طوت السنين جرحه وغطى العملاء والأنظمة الفاسدة على جرائم كهذه ارتكبت بحقه، وهذه الجريمة أرادوا بها صد الناس عن بيت الله الحرام وليست الأولى والأخيرة فقد صدوا الناس بحجج واهية وكاذبة، كما حدث ان اغلقوا مكة بمؤامرة كورونا وكذا اعتقالهم لمن يتوجه لزيارة بيت الله الحرام بشكل مباشر أو عبر أدواتهم خلال السنوات الثمان الماضية، وكذا إحاطة بيت الله الحرام بالبنوك الربوية والفنادق الحفلات الماجنة وما يسمى الترفيه وظهور اليهود الصهاينة بشكل واضح داخل المقدسات في مكة والمدينة، وكذا النصارى والبوذيين والهندوس وعبدة الطاغوت.

وتابع: وبهذه المناسبة نطالب الدولة بعمل زيارات ومتابعة لمن تبقى من أهالي الضحايا ومطالبة مملكة آل سعود دوليا وملاحقتهم والإفصاح عن هذه الجريمة التي لا يمكن التغاضي والسكوت عنها وما عدوانهم حاليا الا لأنهم تعودوا السكوت وتغطية النظام السابق على كل جريمة يرتكبونها بحق اليمنيين

مجزرة بحق ضيوف الرحمن

العلامة حسين السراجي يقول من جانبه: ان ذكرى مجزرة تنومة بحق الحجاج اليمنيين قبل مائة وثلاثة أعوام ما تزال حاضرة في الذاكرة اليمنية ولن تنمحي.

وقال السراجي: لم يكن أحد ليتوقع أن التكفيريين الوهابيين في بلاد نجد يكمنون لوفد رباني أعزل يلبس ثياب الإحرام ويُلبي فيُقدموا على قتل أكثر من ثلاثة آلاف حاج يمني وهم في طريقهم إلى مكة المكرمة.

معتبرا ذلك جريمة لا تُنسى وفعلاً منكراً لا ينمحي بمرور السنين على الإطلاق بحق وفد الرحمن الذي في طريقه إلى مكة المكرمة قد لبس ثياب الإحرام وأحرم لله سبحانه بالحج، أكثر من ثلاثة آلاف موحد يقطعون الفيافي والقفار قاصدين أداء المنسك الذي افترضه الله عليهم، ما يزيد على ثلاثة آلاف حاج بينهم العلماء والقضاة والنساء والأطفال والشباب والشيوب لم يدر في خلدهم بأن جنود البغي السعودي التكفيري يكمنون لهم مستحلين دماءهم وهم في أمان الله وكانوا يرددون: ( لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ) لم يشفع لهم النداء عند جنود التكفير والاستحلال السعودي الوهابي فسفكوا دماءهم قتلاً بالرصاص وطعناً بالخناجر في الشهر الحرام

وتابع السراجي: كربلاء الحسين وكربلاء تنومة وكربلاء مران وكربلاء اليمنيين للعام التاسع على التوالي كلها فصول ومشاهد جرائم لا تمت للإنسانية بصلة فكيف بمن يزعم الإسلام وهو صانع القتل والذبح والتفريق والتمزيق لأمة الإسلام.

وأضاف: ان تنومة التي قد لا يعرفها الكثير من الشباب سوى في السنوات الأخيرة فقط، حيث عملت الوهابية على محاولة طمس الشواهد والآثار لكنها ثأرنا الذي لن يُنسى مهما حاولت الوهابية وأزلامها التغطية عليها وسوق المبررات والأعذار للتهرب من مسئوليتها، وما يزيد على مائة عام منذ وقعت الجريمة المنكرة، مذبحة تنومة وقعت في الــ 17 من ذي القعدة 1341ه الموافق للعام 1923م ونحن اليوم نتذكر الجريمة المأساوية بعد مرور قرن وثلاثة أعوام من الزمان لتبقى حية في ذاكرة الأجيال ، إنها ثأرنا يا بني قريضة !! ثأرنا يا بني النظير !! ثأرنا يا بني قينقاع !! ثأرنا يا بني كلب !! ثأرنا يا فصيلة الضباع وأحفاد الشمر.

تجهيل وانتقام

من ناحيته يقول عبدالرحمن الموشكي- مدير الوعظ والإرشاد بشؤون الحج والعمرة : إن مجزرة تنومة وما ادراك ما مجزرة تنومة هي تلك المجزرة التي كانت الأولى ولم تكن الأخيرة فما عقبها من مجازر في ظل العدوان السعودي الأمريكي على اليمن توحي بالحقد الدفين الذي يحمله مرتكبوها بحق اليمن وشعبها منذ القدم وليس من اليوم، توحي بالحقد والغل على الإيمان وأهله وعلى الإسلام وحامليه، فمن يقتل حجاج بيت الله عدوانا وظلما لن يتورع عن قتل النساء والأطفال والشيوخ، ومن فصل الرؤوس عن الأجساد في تنومة هو من يفصل الإسلام اليوم عن مبادئه وقيمه وأخلاقه وما يحمل في طياته من الرحمة، تنومة الأمس هي نفسها تنومة اليوم فالمحرك آنذاك بريطاني واليوم بريطاني أمريكي صهيوني والمنفذ نفس المنفذ نحن اليوم وفي ظل الصحوة الثقافية والسياسية والتاريخية نلمس ونفهم أن كل مصيبة وتجويع وإفقار وتجهيل أصاب هذا الشعب المضطهد كان لآل سعود فيه النصيب الأكبر منذ القدم وحتى اليوم.

وقال الموشكي: لقد أوحت لنا مجزرة تنومة وما حصل فيها وما زال يحصل حتى اليوم عن التاريخ الأسود لآل سعود ومملكة قرن الشيطان ولولا الارتزاق الذي حصل وللأسف الشديد ممن مسكو زمام هذا البلد وتواطئوا مع آل سعود فحرّفوا التاريخ وطمسوا الحقائق وزيفوا الوقائع وسمحوا لهم التحكم والسيطرة على كل مفاصل الدولة اليمنية فلولا هذا كله لكانت اليمن من الدول العظمى فما نراه اليوم وفي ظل الحصار الجائر والعدوان الظالم الذي حل بشعبنا وبلدنا العزيز ونرى القوة التي خرج بها من تصنيع غذائي وعسكري وسعى نحو الاكتفاء الذاتي في جميع المجالات فكيف سيكون حينما يتحرر من الهيمنة الاستكبارية المتغطرسة في العالم،

كيف سيكون حينما يحصل على سيادته واستقلاله واستقراره، كيف سيكون حينما تعود إليه ثرواته ويأمن عليها من النهابين والاستغلاليين.

أنظمة الفساد

أما الناشطة والكاتبة رجاء المؤيد فتستهل حديثها بقوله تعالى: (واذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا) عندما امر الله سبحانه وتعالى ببناء البيت الحرام وأمره بتبليغ الناس ليقصدوه ويؤدوا المناسك والعبادات التي أرادها الله للناس أهمها ذكر الله تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)27الحج.

وأضافت: منذ ذلك العهد والناس يذهبون إلى مكة ملبين النداء لله تعالى آمنين يجتمعون حوله يؤدون المناسك ويشهدون منافع أخرى منها التجارة والتبادل الثقافي والفكري وتتحقق فيه بعض المقاصد الأخرى اجتماع الناس والتعارف واستمر الحال حتى جاء الإسلام، فكان الحج كما امر الله ان يكون إضافة إلى ما كان عليه من آثار ومقاصد دينية وثقافية أضيف له مقاصد عقائدية وأزيل منه ما كان من آثار الجاهلية التي تخالف الشريعة الإسلامية منها المكاء والتصدية وتغيير لباس الإحرام، حيث كان يطوف البعض في الجاهلية كما قيل عراة (وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) الأنفال- (35) ، وكان أول حج في الإسلام كما امر الله عندما أرسل رسول الله الإمام علي عليه السلام اميرا للحج ومبلغا البراءة من المشركين ومنعهم من دخول الحرم) وَأَذَانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْـمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَـمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ )التوبة- آية (3)واسمر الحال كما أراد الله مع تعاقب الأنظمة حتى الظالمة والفاسدة منها وان غيبت المقاصد الحقيقية في بعض الأزمنة وأكثرها في ظل نظام آل سعود الذين جاءوا بفكر التكفير وقاتلوا أمة الإسلام وقتلوهم باسم قتال المشركين أهل البدع، كما يقولون وسيطروا على ارض الحجاز فكريا وعسكريا وكانوا يرون كل مخالف لهم مشركا وخاصة اتباع أهل البيت عليهم السلام ومنهم الزيدية في اليمن.

وتابعت: حتى مذاهب أهل السنة كان لها نصيب من تكفيرهم وتبديعهم وتفسيقهم حتى كانت الفاجعة والجريمة البشعة في حق ثلاثة آلاف وخمسمائة حاج يمني قبل مئة سنة في عسير في تنومه حيث قام بعض هؤلاء الجنود بالتقطع لحجاج اليمن وقتلهم وسلب أموالهم بما فيهم النساء والأطفال الذين كانوا معهم، ولم يكتفوا بذلك بل تركوا جثثهم طعاما للسباع والنسور وبقي القليل منهم عميت عنهم أعين الأعداء لكي يوصلوا مظلومية وبشاعة الجريمة لأهل الضحايا بل لليمن بأكمله، فلم يبق بيت الا وفيه معدده وحزن على هؤلاء الشهداء حتى ثار الناس يريدون ان يثاروا للجريمة التي ذهب ضحيتها علماء وحجاج أبرياء لم يكن لهم من جريمة الا انهم استجابوا لله ولرسوله، يؤدون فريضة الحج والركن الخامس من أركان الإسلام، كما انهم كانوا يسيرون في طرق معروفة ومحددة ومؤمّنة، كما اكد لهم أمير عسير بأن الطريق آمن الا أنهم كمنوا لهم بواسطة رجال متشددين، يقال لهم رجال غطغط الذين هم اكثر رجال آل سعود تشددا وحقدا فقتلوا وقطعوا الرؤوس وسلبوا الأموال.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com