نص كلمة السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي (الدرس الخامس) ضمن سلسلة دروس القصص القرآني
أفق نيوز| نبي الله إبراهيم عليه السلام، جعله الله إماماً للناس، من أنبياء ومن غيرهم، في حياته الدروس العظيمة، التي هي محط أسوة وقدوة، تمثِّل دروسا لكل الأجيال، ينتفع بها المؤمنون انتفاعاً عظيماً في مقام التأسي، وفي مقام الهداية.
– الحالة النفسية التي كان يعيشها، من محبةٍ لله سبحانه وتعالى، من تعظيمٍ لله، من ثقةٍ بالله سبحانه وتعالى، من يقين، من توكُّلٍ على الله جل شأنه، وكذلك ما كان عليه من الهدى، في رشده، ووعيه، وفهمه، وحُجَّته، وعلمه، وما يعرضه من البراهين، والمقدرة الفائقة على الإقناع، على التوضيح، على التبيين، على الاحتجاج، على التفنيد للباطل… وغير ذلك.
– كان في الوقت الذي قرَّروا فيه إعدامه حرقاً بالنار ثابتاً، لا يتزحزح ولا يتراجع ابداً، وكان في منتهى التسليم لأمر الله سبحانه وتعالى، فهو جاهزٌ أن يضحي بنفسه في سبيل الله جل شانه، وكانت الآية العجيبة والمعجزة العظيمة، حينما جعل الله النار برداً وسلاماً عليه.
– فهو صار في وضعٍ مختلف، هيأه الله له، وفي بلد هو بلد مبارك، {الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} كما قال الله سبحانه وتعالى، بركات واسعة، ومهيأ لهذا الدور، ليكون دوراً ممتداً عبر الأجيال؛ ولذلك فعطاء نبي الله إبراهيم، وجهده، وإسهامه، امتد جيلاً بعد جيل.
– [إبراهيم] يريد لذُرِّيَّتِه أن تكون أيضاً مساهمةً في اتِّساع دائرة الإيمان والمؤمنين، وأن تكون امتداداً له في التَّمَسُّك بهدى الله سبحانه وتعالى، والهداية لعبادة، وتقديم النموذج الصالح والمؤثِّر في أوساط المجتمعات البشرية.
الحلم هو من أهم الصفات الإيمانية من جهة، ومن أهم الصفات التي تؤهِّل الإنسان لأن يكون له دورٌ مؤثِّرٌ في الواقع من حوله، وفي الناس من حوله من جهةٍ أخرى، ومن أهم الصفات القيادية، التي تؤهِّل الانسان للدور القيادي، فيكون شخصاً مؤثِّراً في هذه الحياة، مفيداً ونافعاً، يستوعب الآخرين، يؤثِّر في الآخرين، يتمكَّن من تجسيد القيم الإلهية في واقع الحياة.
– فأتى هذا المولود [إسماعيل] بعد انتظار طويل، قد تجاوز حتى مرحلة الشباب، ولنا أن ندرك كيف كانت مشاعر نبي الله إبراهيم عليه السلام بعد أن رزقه الله بهذا المولود، كيف هي فرحته به، ارتياحه به، وكيف يتَّجه إلى تنشئته تنشئةً على الصلاح؛ لأنه مُرَكِّز على ذلك، ومهتم بذلك.
– {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ}[الصافات:102]، نشأ هذا الغلام في إطار رعايته وتربيته، وهذا ما تفيده عبارة (مَعَهُ): أنه نشأ في ظل رعاية والده، وفي ظل اهتمام والده وتربية والده، حتى بلغ معه مرحلة السعي
– (السَّعْيَ): القدرة على الحركة، الحركة في الأعمال العبادية، الأعمال الحياتية وشؤون الحياة، فهو بلغ المرحلة التي يستطيع فيها أن يكون عنصراً فاعلاً وعملياً، يستطيع أن يشارك مع والده في الأعمال العبادية، في الأعمال الصالحة، وفي الأعمال التي هي في إطار شؤون الحياة
– {مَعَهُ} هنا هي مهمةٌ جداً؛ لأن هناك إشكالية كبيرة في بعض المرويات التاريخية، التي بعضٌ منها هو من خلال الاعتماد على المصادر والروايات الاسرائيلية، والتي حرصت على أن تُقَدِّم صيغةً مختلفةً عن الواقع، حتى مسيئةً إلى نبي الله إبراهيم عليه السلام. بي الله إبراهيم عليه السلام، الذي عمل- وبتوجيهٍ من الله سبحانه وتعالى، وأمرٍ من الله، وهدايةٍ من الله- على أن ينقل هذا الجزء من أسرته (هاجر، وابنها إسماعيل ‘عَلَيْهِمَا السَّلَامُ’) إلى مكة، لهدفٍ عظيم مُقَدَّس
{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}[إبراهيم:37]
– في هذا الدعاء يُبَيِّن أن الهدف والغاية، التي من أجلها أسكنهم هناك، هو: العناية بإقامة وإحياء الصلاة، يعني في إطار الدور العظيم لبيت الله الحرام (للكعبة المشرفة)
– السياق هنا يبيِّن على أن نبي الله إبراهيم عليه السلام لم ينقل هذا الفرع، وهذا الجزء من أسرته، كعملية نفي وطرد لمعالجة مشكلة أسرية، كما تفيده بعض المرويات، التي تستند أساساً إلى مرويات إسرائيلية، وكأن المسألة أنه طرد (هاجر) وطفلها الرضيع، وتركهما هناك، ولم يكن يجرؤ حتى على زيارتهما. {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ} هذا التعبير القرآني هو مهمٌ جداً؛ لأنه يُقَدِّم لنا النبأ الحق، والقصص الحق كما هو، وفعلاً هو بالشكل الذي يُجَسِّد لنا ما عليه أنبياء الله من أخلاقٍ كريمة، من رحمة، من قيم
– فالله يخبرنا في القرآن الكريم أنه نشأ في إطار رعاية والده، هذا بالنسبة لإسماعيل عليه السلام: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ}، (مَعَهُ) واضحة يعني، في إطار رعايته، وتنشئته، وتربيته، واهتمامه، ووصل إلى هذه المرحلة: {السَّعْيَ}: القدرة على العمل والحركة، فهو يشارك مع والده في أعمال العبادة، وفي الأعمال الصالحة، وفي الأعمال التي تعود إلى شؤون الحياة المختلفة.
– في هذه المرحلة، التي هو فرحٌ فيها بابنه إسماعيل في غاية الفرح والسرور.. فهو يرى فيه ما يسره، وفيه صفة الحلم متميِّزة وبارزة، وهي صفة مهمة، يعني: تُبَيِّن لنا كم كان عليه إسماعيل من حُسن الخلق، من التعامل، من الأدب العالي جداً؛ لأن مع الحلم الأدب، وحسن التعامل؛ ليس إنساناً فظاً، أو غليظاً، أو يسيء التعامل
– هنا تأتي المفاجأة الكبيرة لنبي الله إبراهيم عليه السلام، في إطار امتحانٍ عجيب، وامتحان كبير في نفس الوقت، وخارج عن أي حالة مألوفة، وفيه درسٌ عجيبٌ جداً: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ}، المرحلة التي بات فيها يعتمد عليه، يُؤَمِّل فيه أكثر، وأصبح أيضاً فيما هو عليه من كمال إيماني وأخلاقي.. أتاه هذا الامتحان: {قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ}[الصافات:102] {قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} أتت لنبي الله إبراهيم رؤيا عجيبة، وصادمة، وغريبة، فهو يرى في منامه أنه يذبح ابنه، يرى الفعل، الذي يراه في المنام هو هذا الفعل: عملية الذبح لابنه، هذا الابن الذي هو في غاية السرور به.
– {إِنِّي أَرَى} لم يقل: [إني رأيته في المنام أني أذبحك]، {إِنِّي أَرَى}، تكرَّرت هذه الرؤية، في بعض المصادر: أنه رأى هذه الرؤيا في ليلة الثامن من شهر ذي الحجة… ثم رآها للمرَّة الثالثة ليلة العاشرة من شهر ذي الحجة، ليلة عيد الأضحى، فتكرَّرت ثلاث مرَّات؛ وولـذلك وجد نفسه أمام تأكيد
– لأن الابن أيضاً يعرف عن رؤى الأنبياء، ما لها من خصوصية مختلفة عن غيرهم من الناس، {فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى}، يطرح عليه الرؤية، وليفكر هو ماذا سيكون قراره، وموقفه، ورؤيته تجاه ذلك.
– نبي الله إسماعيل عليه السلام، وهو لا يزال في سنٍ مبكرة، لا يزال غلاماً، كان رده ومن دون تأخيرٍ كما يظهر، يعني: لم يفكر طويلاً، ولا شك أنَّه صدم بالموضوع، وتفاجأ، لا شك أنَّه تفاجأ جداً بما طُرِحَ عليه، والذي طُرِحَ عليه ليس أمراً عادياً
– طُرِحَ على إسماعيل موضوع أن يُذبَح، واحتمال أن يُذبَح، فماذا كان رده؟ على الفور: {قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ}[الصافات:102]، وكان رداً فعلاً يعبِّر عن حالة راقية جداً من الإيمان والتسليم لله سبحانه وتعالى.
حتى خطابه مع أبيه، يعني: كان المتوقع مثلاً لهذه المفاجأة أن يكون لها تأثير على نفسيته، وحتى على مستوى تخاطبه مع والده، يتخاطب معه بكل هذا الاحترام، بكل هذا الأدب، بكل هذه المراعاة لمقام الأبوة، فيقول: {يَا أَبَتِ}
– ثم يكمل خطابه وكلامه معه بهذا التعبير: {افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ}، فهو في إطار المساندة والتشجيع لوالده، لم يأت منه أي عبارة فيها تذمر، أو عبارة فيها مثلاً تعبيرٌ عن حالة انزعاج شديد من هذه المفاجأة العجيبة، التي لم يكن يخطر بباله أن تحدث.
– لم يصدر منه مثلاً أن يقول له: [حاول أن تراجع ربك، ادع الله لكي يخارجنا من هذا الموقف]… أو أي شيء من هذا القبيل؛ إنما اتَّجه لتشجيعه على أن يفعل ما يأمره الله به، وأنه من جانبه مسلِّمٌ لأمر الله سبحانه وتعالى
– {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}[الصافات:102]، هذا يبين ما كان عليه من مستوى عظيم جداً من الإيمان، والتسليم لأمر الله سبحانه وتعالى، والذوبان في أمر الله جلَّ شأنه. نجد أنَّ الصيغة هنا في: {يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ}، هي صيغة المضارع: {مَا تُؤْمَرُ}؛ ولذلك هذا يبيِّن لنا أنَّ الرؤية بنفسها هي كانت دلالةً ومؤشراً على مجيء الأمر الإلهي.
– لذلك هو يقول: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}، يعني: لا تحمل همي، لا تقلق من جهتي، من جهتي أنا وبمشيئة الله حتى هذا التعبير يدل على مدى التجائه إلى الله، اعتماده على الله.
– فهو يعبِّر عن أنَّه سيكون صابراً؛ وبالتالي لن يكون من جانبه ما يعبِّر عن حالة جزع، أو هلع، أو خوف، أو قلق، أو تذمر… أو أي عائق قد يؤثِّر على تنفيذ والده للأمر الإلهي إن أتى بالذبح.
– {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ}[الصافات:103]، هذه الحالة عبَّر عنها القرآن الكريم بأهم دلالة وتعبير عنها
– {فَلَمَّا أَسْلَمَا}، الحالة التي دخلا فيها في حالة الجهوزية التامة نفسياً وذهنياً وفعلياً، قد أضجعه على الأرض.
– كلاهما: الأب والابن، سلَّما لأمر الله سبحانه وتعالى تسليماً تاماً، جعلا أمر الله فوق كل الاعتبارات، فوق هذه العلاقة، فوق هذه العواطف، فوق هذه الاعتبارات النفسية.
– التسليم لله سبحانه وتعالى، بأن يكون أمر الله فوق كلِّ الاعتبارات، فوق كل المخاوف، فوق كل الرغبات، فوق كل الحسابات والمصالح الشخصية، وفوق كل أنواع العلاقات، هذا هو محور الدين، محور الإيمان، هو أساس الدين بكله.
– قدِّم لنا نموذج راقٍ جداً، في مستوى عالٍ جداً، لا يمكن أن يصل إليه أحد… فالله جعل لنا قدوةً راقيةً جداً، ونموذجاً عالياً جداً في مستوى ما كان عليه.
{وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ}، أصبح جاهزاً للتنفيذ، أضجعه، (المُدْيَة): السكين الذي للتنفيذ في يده، وجاهزٌ لأن ينفِّذ بانتظار ورود الأمر الإلهي… فما بقي إلَّا أن يذبح فقط.
– أتى النداء من الله سبحانه وتعالى… الذي كان تدخلاً إلهياً لإعفائه بعد أن نجحا كلاهما في هذا الامتحان الكبير، الذي قدَّم أعلى مستوى من التسليم لله سبحانه وتعالى، والمجيء بذبحٍ عظيم، بفداء.
– في بعض المصادر أن جبرئيل عليه السلام وأمام هذه اللحظة العجيبة جداً… كبَّر: (الله أكبر، الله أكبر)، ومن جانبه إسماعيل عليه السلام قال كذلك متمماً لهذا التكبير: (لا إله إلا الله، والله أكبر)، وأكمل إبراهيم عليه السلام: (الله أكبر ولله الحمد).
– عملية الذبح للأبناء لم تأتِ أبداً في شرع الله سبحانه وتعالى… بل كانت في إطار امتحانٍ خاصٍ لإبراهيم عليه السلام، أمر امتحان، ورؤيا امتحان، لم يأتِ بعد الأمر نفسه بالتنفيذ.
– هذا اليوم العظيم، وهذه الحادثة التي عاشا فيها كل هذا المستوى العالي… في يوم الأضحى، في يوم العاشر من شهر ذي الحجة… يخلِّد هذه الذكرى، هذه الذكرى العجيبة، التي قدَّمت درساً لكل البشرية، درساً لكل الأجيال، في التسليم لله سبحانه وتعالى.
ما الذي يؤثِّر علينا كبشر تجاه أوامر الله سبحانه وتعالى…؟ عادة رغبات، أهواء، مخاوف، حسابات شخصية، اعتبارات، مصالح… ومن هذا القبيل، بل البعض من الناس كلما ضعف إيمان الإنسان بالله؛ كلما ضعف تسليمه لله سبحانه وتعالى..
– أمر الله سبحانه وتعالى لدى عباده المؤمنين مُعَظَّم.. يعيشون مع الالتزامات والواجبات والمسؤوليات الإيمانية… باهتمام، بحرص كبير، بدافع إيماني كبير، لتنفيذها، والالتزام بها، والطاعة لله فيها.
– في التربية الإيمانية، المحور الذي نربِّي أنفسنا عليه… هو التسليم لله سبحانه وتعالى، في أمره، ونهيه، وتوجيهاته، وتعليماته، والاتِّباع لهداه؛ لأن هذا هو محور الدين.
– {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}… تأتي رعاية من الله فيها سلامةٌ من أشياء كثيرة، تحقيقٌ لنتائج مهمة… وفي ما تحقق لهما من نتائج بناءً على ذلك، رعاية كبيرة.
{وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ}… وهكذا شرعت الأضاحي، وأصبحت سنَّةً قائمةً في الحج نفسه، وفي غير الحج بالنسبة لبقية الناس… وتخليداً لهذه الذكرى المهمة، التي تحمل هذا الدرس الكبير في روح الدين بكله.
– {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ}… يحظى بالمنزلة الكبيرة لدى المجتمعات البشرية… في موقع القدوة، وفي مقام عالٍ في مقام القدوة والأسوة لدى المجتمعات البشرية.
{كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}… لأنه كان محسناً، كان يجمع بين درجة الإيمان والإحسان… {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ}… الإيمان هذا أساسه، وهذا جوهره، وهو يرتقي بالإنسان، هو العنوان الجامع.
– {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ}، هنا يبيِّن الله لنا الأساس الذي انطلق منه إبراهيم عليه السلام، هو الإيمان، والإيمان هذا أساسه، وهذا جوهره، وهو يرتقي بالإنسان، هو العنوان الجامع، يجمع الأنبياء والرسل وكل أولياء الله، وكل عباد الله الذين يستجيبون له في الإطار الإيماني، إطار جامعٌ للجميع
– {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ}، فهو لم يخسر إسماعيل، ومع ذلك أضيفت له هذه البشارة بمولودٍ آخر سيرزقه الله به وهو إسحاق، وسيكون أيضاً نبياً من أنبياء الله، ومن الصالحين، في إطار هذا العنوان العظيم والمهم، الذي يركِّز عليه حتى الأنبياء: عنوان الصالحين.