أفق نيوز
الخبر بلا حدود

الانتصار من أيامه الأولى

80

أفق نيوز| بقلم/ شرف العياني / لم يكن النصر الذي حققته الجمهورية الإسلامية الإيرانية منحصرًا على جغرافيتها، بل يمتد هذا النصر التاريخي الذي من خلاله مرغت أنوف الصهاينة في الوحل إلى المنطقة.

“الشرق الأوسط” هذه العبارة التي لطالما يسمعها العالم ومنهم الأنظمة التي تقبع فيه، والذي يعتبر هدفًا ومشروعًا للعدو الصهيوني يتفاخرون ويتباهون بعملهم لتحقيق هذا المشروع الذي يستهدف أبناء الأمة جمعاء.

في نشوة الغرور والإعجاب، نتنياهو في أيام الحرب الأولى يصرح بأن النصر على إيران إزاحة للعائق أمام مشروعهم المزعوم للسيطرة على ما يسمى “الشرق الأوسط”

ماهية وسقوط أهداف العدو

في فجر الجمعة، بدأ العدوان الإسرائيلي والأمريكي على إيران مستهدفًا منشآت مدنية وعسكرية مدعوم من عملاء وعناصر للموساد يصل دورهم إلى التنفيذ والتحريض وزعزعة الامن والاستقرار، وهذا يكشف لمن تابع الأخبار بأن المعركة أمنية بقدر ما تكون من الجو والهدف منها [ إسقاط النظام ] ولهذا تحدث نتنياهو بعد ساعات من بدء العدوان محرضًا الإيرانيين بأنها فرصتهم لإسقاط النظام، مستفيدين من التجربة السورية ونجاحها، ولكن سرعان ما تفككت ووقع عشرات العملاء في قبضة الجهات الأمنية بكل عتادهم المجهز لهذه المعركة وبهذا فشل العدوّ عن تحقيق الهدف الأكبر بصخرة الوعي الشعبي الإيراني..

منع امتلاك “السلاح نووي” لم يكن هدفًا رئيسًا للعدو الصهيوني؛ فالكل يعرف بأن إيران لا تنوي امتلاكها لسلاح نووي؛ لأن الدين الإسلامي ومبادئه ينهى عنه، إضافة للمراقبة الدائمة على التخصيب من قبل الوكالة، وظلت تقتصر على تخصيب اليورانيوم لدواع إنسانية وسلمية، وهذا سبب آخر لا يحب أن يراه اليهود بأن أي دولة مسلمة تتقدم علميًّا، ومع هذا لم تستطع منع إيران من تخصيب اليورانيوم كما تؤكده إيران.

العدوان الصهيوني لم يتجه بإيران إلى التراجع، بل جعل إيران تقوم بتجربة صواريخها في كيان العدو بمختلف مؤسساته وأبحاثه وقواعده ومراكزه

12 عشر يومًا من العدوان الصهيوني قابلته إيران بـ 22 موجة من الصواريخ البالستية بعضها جربته لأول مرة إضافة لمئات الطائرات المسيّرة، لم يصمد أمامها وسرعان ما جثا العدو على ركبتيه مستنجدًا بالأمريكي متباكيًّا من على ركام الدمار الذي يمسي ويصبح عليه العدوّ الإسرائيلي طيلة أيام العدوان حتى وصل لدرجة العمل على ترشيد الصواريخ الاعتراضية لاعتراض الصواريخ؛ بسبب ما تناقلته قنواتهم بنقص الصواريخ الاعتراضية…

استشهاد القادة ووقوع الخسائر ليس معياراً للانتصار

لم يقرن النصر يومًا بمعيار الفقد ووقوع الخسائر، بل بسقوط أهداف العدو من نيلها؛ فالخسائر واردة في أي معركة ولكن الفارق بالقضية التي نحملها والمشروع الذي نحمله، إضافة لكسر هيبة العدو وإعادة رسم خرائط المواجهة بمعايير ترسمها المظلومية وتخطها نحو تحقيق النصر وإزالة العدو الإسرائيلي والأمريكي وإجرامه

إيران في أعين العالم

استمتع العالم وأحراره اثنا عشر يومًا وهم يرون مشاهد الصواريخ قبل وصولها، احتفل الأحرار من تحتها وهي تخط طريق النصر وتحرف بوصلة العداء لعدو الأمة الحقيقي، اجتمع العالم واتحد الجميع تحت سقف حقها في الرد وتنفيذها للردع، ومع كل موجة أطلقت اتجهت الأنظار للقائد الإمام الخامنئي وشجاعته وبأسه،

إيران لم تكسر قواعد العدو في الاستباحة فقط، بل رسمت نموذجًا للشعوب في تصحيح الولاءات الزائفة وقدمت النموذج الأسمى للدين المحمدي قولًا وعملًا ، فالنصر من طهران صار إرثاً لكل من قال للظلم: كفى.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com