أفق نيوز
الخبر بلا حدود

فشل الغارات الصهيونية على اليمن يكشف مأزق كيان العدو وتصاعد الردع اليمني

36

أفق نيوز| 

خاص| منصور البكالي| المسيرة : في تصعيد يعكس حالة الإرباك والضغط التي يعيشها الكيان الصهيوني، شنت قواته الجوية غارات على مدينة الحديدة اليمنية استهدفت منشآت مدنية كالموانئ ومحطة الكهرباء المركزية، رغم تهديدات مسبقة باستهداف “أهداف حساسة” في اليمن.

لكن التصدي اليمني المباغت والدقيق، ونجاح الدفاعات الجوية في إفشال الضربات، عكس معادلة جديدة تؤكد تطور القدرات العسكرية والاستخباراتية اليمنية، وتحول اليمن من موقع الدعم السياسي للقضية الفلسطينية إلى فاعل عسكري مباشر يؤثر بعمق في معادلة الردع الإقليمية.

مأزق استخباراتي وعسكري صهيوني

تصريحات وتحليلات لمختصين عسكريين وسياسيين لقناة المسيرة، أكدت أن الغارات الأخيرة على موانئ ومحطات الكهرباء كشفت عن عجز استخباراتي كبير لدى العدو الصهيوني، الذي استهدف مواقع سبق قصفها، في مؤشر على فقدانه لبنك أهداف حقيقي. يتزامن هذا مع تصاعد فاعلية الدفاع الجوي اليمني والهجمات الصاروخية والطيران المسير، مما يعمّق مأزق الكيان الصهيوني، في ظل مساعي واشنطن لإنقاذ حليفها من مستنقع غزة.

العميد عبد الغني الزبيدي أوضح أن الضربات نُفذت من خارج الأجواء اليمنية، ما يدل على خشية العدو من التوغل بفعل تطور الدفاعات الجوية.

وأضاف أن التصدي لم يكن فقط بتقنيات الدفاع، بل بتكتيك مسبق وإنذار مبكر وجهوزية عالية. وأكد أن ما صرّح به العميد يحيى سريع يعكس واقعًا ردعيًا جديدًا فرضه اليمن.

 استهداف مكرر وعجز استخباراتي

الخبير العسكري الزبيدي شدد على أن استهداف منشآت مدنية مكررة يعكس إفلاسًا استخباراتيًا، ويؤكد عدم وجود أهداف عسكرية حقيقية. وأشار إلى أن الطائرات المعادية فشلت في دخول الأجواء اليمنية بفعل تطور الدفاعات الجوية التي أجبرتها على الفرار، معتبرًا أن الضربات كانت مجرد استعراض إعلامي لا أكثر، في ظل أزمة الكيان بعد الضربة الإيرانية والعمليات اليمنية المستمرة.

من الدعم السياسي إلى التأثير العسكري

المحلل السياسي عدنان الصباح بيّن أن اليمن لعب دورًا استراتيجيًا فاعلًا منذ بداية العدوان على غزة، وفرض معادلة جديدة تضع الاحتلال تحت ضغط عسكري ونفسي مستمر.

 وأضاف أن ضربات الحديدة كانت محاولة يائسة من نتنياهو لصناعة إنجاز وهمي خلال زيارته لواشنطن، معتبرًا أن تكرار استهداف البنية التحتية اليمنية لن يوقف الصواريخ اليمنية التي تصل لعمق الأراضي المحتلة.

الصباح شدد على أن اليمن، الذي رفض الخضوع للضغوط الأمريكية، بات هدفًا حقيقيًا للكيان العدو الذي يفتقر للمعلومات الاستخباراتية، ويلجأ لاستهداف المنشآت الاقتصادية والمدنية.

 ورأى أن ما يقلق الكيان ليس الخسائر الاقتصادية، بل التدهور المجتمعي والخسائر البشرية، وأن الحل أمامه هو وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.

تحول نوعي في قواعد الاشتباك

الخبير العسكري اللواء خالد غراب أشار إلى أن الكيان حاول تقليد تجربة الهجوم على إيران لكنه فوجئ برد دفاعي يمني مكثف أجبره على الانسحاب.

ولفت إلى أن نشر الدفاعات الجوية في مواقع استراتيجية عكس تطورًا في امتلاك ركائز الردع، وأكد أن الضربات لم تحقق إصابات عسكرية.

وأضاف أن الرد اليمني سيكون ضمن عمليات نوعية بحرية وصاروخية، مؤكدًا أن الصواريخ اليمنية تتجاوز كافة الحواجز الدفاعية الأمريكية والإسرائيلية.

 كما أوضح أن استهداف سفينة بريطانية قبالة إيلات يأتي ضمن الرد على جرائم الاحتلال، وأن استهداف ميناء الحديدة لا يحمل قيمة عسكرية بل يعكس عجزًا استخباراتيًا.

وأشار غراب إلى أن العدو تفاجأ بتحضيرات الدفاعات اليمنية الجديدة التي أجبرت طائراته على المغادرة قبل تنفيذ المهام، مؤكدًا أن هناك تحذيرات أمريكية سابقة من قدرة اليمن على إسقاط طائرات إف-35 وأسر طياريها.

ولفت إلى أن منظومات الدفاع الصهيونية، ومنها “مقلاع داود” والقبب الحديدية، فشلت أمام الضربات اليمنية.

نقلة استراتيجية لمحور المقاومة

تحليلات الإعلام المقاوم أجمعت على أن توقيت الضربة الصهيونية تزامن مع زيارة نتنياهو لواشنطن، في محاولة لصناعة “ورقة تفاوضية” فاشلة. بيانات العدو المتضاربة بين نفي وتراجع أظهرت حالة تخبط داخل تل أبيب، في ظل العجز عن وقف الهجمات اليمنية اليومية.

ويرى المحللون أن الرهان على كسر اليمن عسكريًا فشل، بل عزز من ترابط محور المقاومة، وأعاد رسم خريطة الردع في المنطقة، من لبنان إلى إيران، ومن غزة إلى صنعاء.

تبقى التساؤلات مطروحة:هل بات الكيان يدرك أن معادلة الردع خرجت من يده؟ وهل زيارة مجرم الحرب نتنياهو لواشنطن كفيلة بتغيير واقع الصواريخ اليمنية؟ أم أن ما جرى في الحديدة يمثل بداية لنهاية الغطرسة؟

ما يبدو مؤكدًا أن موازين القوى تتحرك بقوة ضد المشروع الصهيوني، وأن اليمن أثبت أنه ليس مجرد داعم، بل لاعب رئيسي في معركة الكرامة والسيادة.