أفق نيوز
الخبر بلا حدود

غزّة تجوَّع.. وأمّة الـ57 دولة تتفرّج: أين الضمير وأين الدين؟

64

أفق نيوز|

عبدالله عبدالعزيز الحمران

غزة لا تحتضر بصمت… بل تجوَّع أمام الكاميرات، على مرأى ومسمع من أُمَّـة تدّعي الإسلام وتتباهى بعروبتها. أطفالها بلا خبز، نساؤها بلا دواء، مرضاها بلا كهرباء، وجثث شهدائها تتكدّس بلا ثلاجات… والعالم يُدير وجهه، بينما 57 دولة عربية وإسلامية تعلم… وتصمت.

 

الصمت خيانة للضمير والدين:

ليس الجوع في غزّة نتيجة عجز، بل نتيجة تواطؤ وصمت مخزٍ.

أُمَّـة تمتلك الموانئ والمخازن، تمتلك الطائرات والذهب… لكنها لم تفتح معبرًا، ولم تسيّر سفينة، ولم تقطع شريانًا للعدو.

فأي إسلام هذا الذي يجعل المسلم يبيت شبعان، وهو يعلم أن إخوته في غزة ينامون على العشب، ويفطرون على ماءٍ مالح؟

أما سمع هؤلاء حديث النبي -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-:

> “ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم”؟

فكيف بأمة كاملة، تعلم أن غزة محاصَرة، وتدّعي الإيمان، ثم لا تفعل شيئًا؟

الجوع في غزة صار امتحانًا للعقيدة… لا للكرم.

 

أين الضمير الشعبي؟

ليست المسؤولية على الحكومات وحدَها.

أين الشعوب؟

أين المساجد؟

أين النخب والعلماء؟

أين أُولئك الذين يصرخون لحقوق الإنسان حين يموت كلب في أُورُوبا، لكنهم يصمتون حين تقتل تجوع غزّة؟

إن الشعوب، إن عجزت عن دفع الحكومات، فعليها أن تنتفض بكرامتها، بصوتها، بموقفها، فالتاريخ لا يرحم الصامتين.

 

ما هو الموقف العملي المطلوب؟

الموقف المطلوب ليس ترفًا ولا اختيارا، بل فرضٌ ديني وأخلاقي:

1- تحريك الوعي الشعبي: عبر كُـلّ الوسائل، من الخطب والمنابر والمواقع ووسائل التواصل. لا بد من كسر حاجز الصمت.

2- المطالبة بفتح المعابر فورًا: والضغط الشعبي والإعلامي على الحكومات لتمكين الغذاء والدواء والوقود من الدخول لغزة.

3- دعم المقاومة معنويًّا وماديًّا: فهي الحصن الأخير بعد أن تخلّى الجميع.

4- تجريم التطبيع ومحاسبة المطبعين: لأَنَّهم شريك في حصار غزة وقتلها البطيء.

5- إحياء الموقف الشرعي: بأن نصرة المظلوم واجبة، ورفع الظلم من أعظم القُربات، والساكت عن الحق شيطان أخرس.

 

غزة لا تسأل كثيرًا:

غزة لا تطلب تبرعات، ولا دموعًا، ولا قصائد.

تطلب فقط أن نكون مسلمين كما أراد الله، لا كما أرادت السياسات.

تطلب أَلَّا نكون شهود زور في زمن الجريمة، ولا عبيدًا للمواقف الرمادية.

 

غزة تقول لكل من يسمع:

“نمتم كثيرًا… جعت كثيرًا… متّ كثيرًا… أفيقوا”.

فهل من مجيب؟