سلاح المقاومة ليس للمساومة
أفق نيوز|
رهيب التبعي
رَدٌّ ضافٍ على تصريحات المبعوث الأممي حول نزع سلاح حماس أي من قبل قادة الحركة.
في كُـلّ مرحلة من مراحل الصراع الفلسطيني مع الاحتلال، تبرز محاولات متكرّرة لنزع جوهر القضية: سلاح المقاومة. هذا السلاح لم يكن يومًا عبثيًّا، بل وُلد من رحم الألم والمعاناة، ومن قلب شعب يتعرض منذ عقود لأبشع أنواع الاحتلال والتنكيل والحصار.
وآخر تلك المحاولات ما نُقل مؤخّرًا عن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، من مزاعم حول “استعداد حركة حماس لنزع سلاحها” في سياق تسوية سياسية. وهي تصريحات تنمّ عن تجاهلٍ صارخ لحقيقة الصراع، وتفتقر إلى الحد الأدنى من الإنصاف السياسي والتاريخي.
نرد على هذا الادِّعاء بوضوح:
سلاح المقاومة ليس مطروحًا للتفاوض أَو التنازل، لا اليوم ولا غدًا، ما دام الاحتلال جاثمًا على الأرض، وما دام الشعب الفلسطيني محرومًا من حقوقه المشروعة في التحرّر والعودة. المقاومة وسلاحها ليستا خيارًا طارئًا، بل حق مشروع تكفله القوانين الدولية، ووسيلة للدفاع عن النفس في وجه آلة القتل الإسرائيلية المدعومة أمريكيًّا وغربيًّا.
إن الدعوات لنزع سلاح المقاومة، في ظل استمرار الاحتلال والعدوان، تعني ببساطة شرعنة لجرائم الحرب، ومنح العدوّ الضوء الأخضر لاستكمال مخطّطاته دون أي رادع. بل إن مثل هذه التصريحات تكشف حجم الانحياز للمحتلّ، وتُظهر نفاق المجتمع الدولي حين يُطالب الضحية بالتخلي عن أدوات حمايتها.
سلاح المقاومة ليس بندًا تفاوضيًّا، بل صمام أمان للكرامة الوطنية.
هو الصوت الذي يُسمع عندما يصمت العالم عن المجازر، وهو الكلمة التي تقف في وجه مشاريع التصفية والتطبيع والتجويع.
من يطالب المقاومة بنزع سلاحها، يطالبها عمليًّا بالاستسلام، ويشرعن بقاء الاحتلال، ويمهد لتصفية القضية. وهنا نقول بوضوح: سلاح المقاومة ليس للمساومة، ولا للرهان السياسي، ولا لإرضاء المبعوثين الدوليين. هو مِلكٌ لشعب قدّمَ مِن أجلِه أنهارًا من الدماء، ودفع ثمنًا باهظًا ليحافظ على كرامته وأرضه وهُويته.
وإذا كان المبعوثون الدوليون حريصين حقًّا على السلام، فليبدأوا بمخاطبة المحتلّ، لا بمساومة المظلوم. فـ نزع الاحتلال أولًا… لا نزع السلاح.