تفكيكُ المقاومة.. الهدفُ الخفي للرياض وأبوظبي
أفق نيوز|
شعفل علي عمير
ليس كُـلّ ما يُرفع من شعارات دعم للبنان وفلسطين صادقًا، فخلف الخطاب المعلن من الرياض وأبوظبي تختبئ أجندات ضيقة تُسهم عمليًّا في تفكيك المقاومة، بما يخدم الاستراتيجية الصهيونية في المنطقة.
تتجلى هذه الأجندات في محاولات نزع سلاح فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، وفي مقدمتها حركة حماس، وُصُـولًا إلى حزب الله في لبنان. فهذه القوى تشكل عقبة كبرى أمام التمدد الإسرائيلي، وهو ما يفسر الضغوط السعوديّة والإماراتية لإحلال قوى بديلة أكثر انصياعًا لمصالحهما المتقاطعة مع مصالح تل أبيب والغرب.
التحَرّكات السياسية التي تتبناها هذه الدول تُقابل برفض وغضب شعبي متزايد؛ إذ يراها كثيرون انخراطا مباشرًا في تنفيذ أجندات أعداء الأُمَّــة. فالسعوديّة والإمارات، اللتان تحولتا خلال العقود الأخيرة إلى لاعبين إقليميين نافذين بفضل الثروات النفطية، بات جزء من سياساتهما يصب في مصلحة المشروع الصهيوني الرامي لتقويض أية قوة مقاومة.
إن الدعوات لنزع سلاح المقاومة تحت ذريعة “الاستقرار الإقليمي” ليست سوى غطاء لعملية تجريد القوى الميدانية الوحيدة القادرة على مواجهة العدوان الإسرائيلي من أدواتها الدفاعية. وهذا يعني عمليًّا فتح الطريق أمام الاحتلال لفرض مشاريعه دون رادع.
الجرائم اليومية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين تفرض ردًّا بحجم التحديات، ولن يكون ذلك ممكنًا إلا بوجود مقاومة مسلحة حرة الحركة. ومن هنا، فإن إحباط الجهود الرامية لتقييدها هو واجب عاجل لا يحتمل التأجيل، وجزء أصيل من معركة أوسع لتحرير الأرض واستعادة الحقوق.
ويظل التناقض الصارخ في مواقف بعض الأنظمة العربية أكثر ما يثير الريبة؛ فهي ترفع رايات الدفاع عن فلسطين في المحافل الدولية، بينما تعمل في الخفاء على إضعاف المقاومة على الأرض. والوعي بهذه الحقائق ضرورة؛ لأن الحقوق لا تُستعاد بالتنازلات والمساومات، بل تُنتزع بالصمود والمقاومة.