أفق نيوز
الخبر بلا حدود

عبده الجندي: وحدة الصف اليمني في مواجهة العدوّ الإسرائيلي.. ومؤتمر بلا عملاء

42

أفق نيوز|

أطلق نائب رئيس مجلس الشورى والناطق باسم المؤتمر الشعبي العام، الأستاذ عبده محمد الجندي، سلسلةَ مواقف سياسية صريحة وقاطعة، رسمت ملامح رؤية المؤتمر الشعبي العام للقضية الفلسطينية، وحددت بوضوح خطوط التماس بين المشروع الوطني والمشاريع المرتبطة بالخارج.

وأكد الجندي أن المؤتمر الشعبي العام ينظر إلى القضية الفلسطينية باعتبارها “قضية اليمن المركزية الأولى”، وهو توصيف يحمل أبعادًا سياسية أبعد من مجرد التعاطف؛ فهو يضع المؤتمر في قلب المعركة العربية والإسلامية ضد الكيان الصهيوني، ويربط شرعية مواقفه ومكانته السياسية بمدى التزامه بهذه القضية.

الجندي ذهب أبعد حين اعتبر أن أي انحرافٍ عن دعم المقاومة الفلسطينية، أو الوقوف إلى جانب الكيان الإسرائيلي أو من يتحالف معه، يعني أن المؤتمر فقد جوهره وهويته.

وفي خطوةٍ توحي بإدراك خطورة المرحلة، أعلن الجندي تجميد الخلافات الداخلية ومدّ اليد للقيادة الثورية ممثلة بالسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، مؤكدًا أن المعركة ضد العدوّ الصهيوني كشفت الخيانات ورفعت رؤوس اليمنيين.

موقفٌ يوجه رسالة داخلية بأن الخصومات السياسية التقليدية تتلاشى أمام مواجهة الخطر الأكبر، ورسالة خارجية بأن اليمن –بمختلف مكوناته– موحد في هذه الجبهة، وتحت قيادة واحدة.

لم يتردد الجندي في تسمية الأطراف التي يحذر منها، مؤكدًا أن المؤتمر الشعبي العام لن يكون أداة بيد الإمارات أو السعودية أو الولايات المتحدة أو (إسرائيل)، رافضًا الانجرار خلف الأصوات التي تقلل من أولوية غزة أو تدعو للانشغال بالصراعات الداخلية.

هذا الموقف يكشف عن وعي بخطط قوى التطبيع والانبطاح الأعرابية لتفتيت الموقف اليمني وتحويل مسار النقاش العام نحو قضايا هامشية تخدم أجندات الخارج، وتشغل اليمن عن أداء واجبه المقدس في نصرة القضية الفلسطينية.

لم يوفر الجندي رموزًا داخل المؤتمر من النقد؛ بل وجّه انتقادات مباشرة، أبرزها للمدعو “أحمد علي عبدالله صالح”، متهمًا إياه بالصمت في المواقف التي تستدعي الكلام، والكلام في المواقف التي تستدعي الصمت.

كما وجه خطابه لأدوات الخارج مذكرًا إياهم بـ33 عامًا من الفساد والإفقار، ومطالبًا بعودة شريفة من بوابة الوطن لا من العواصم الأجنبية.

وأشاد الجندي بما يقوم به اليمن في البحر الأحمر دعمًا لفلسطين، معتبرًا أن هذه العمليات ترفع رؤوس اليمنيين وتقلق العدو الإسرائيلي رغم الإمكانات المحدودة، مشيرًا إلى أن الإيمان والإرادة كانتا كفيلتين بزلزلة أقدام المستعمرين.

وانتقد الجندي ممارسات بعض الطامحين للقيادة عبر “حفلات الأعراس الباذخة” الممولة من قوت الشعب التي نهبوها خلال العقود الماضية، داعيًا إلى التنافس بأساليب وطنية شريفة، وإلى عدم تحويل المؤتمر إلى “ستار أو واجهة سياسية” لأي طرف.

في الوقت نفسه، أكد أن وحدة الصف والحوار الوطني يجب أن تكون مع أصحاب الأيادي النظيفة، لا مع من تورطوا في الفساد والعمالة والخيانة والارتزاق.

وإلى قواعد المؤتمر قال الجندي: “لا تنساقوا وراء الدعايات، وحاسبوا أصحاب الأخطاء التي قد تزج باليمن في معارك جانبية”، ومخاطبًا أدوات العدوّ: “لن تتمكنوا من فعل أكثر مما فعلتم، واليمن لكم بالمرصاد”.

وإلى السيد القائد قال الجندي: “تحية تقدير على المواقف المشرفة وروح التسامح”، وإلى الشعب الفلسطيني: “نحن معكم حتى الرمق الأخير، ونفتخر ببطولاتكم”.

تصريحات الأستاذ عبده الجندي حملت بعدين متوازيين:

داخليًا:محاولة لتثبيت المؤتمر الشعبي العام في موقعه الطبيعي كحزبٍ وطني عروبي، وإعادة لمّ شمله حول القضية الفلسطينية؛ بما يحصنه من الانقسامات الداخلية والاختراقات الخارجية.

خارجيًا:توجيه رسالة بأن اليمن، بمختلف قواه السياسية، يرفض التطبيع والارتهان والخيانة، ويقف في خندق واحد مع محور الجهاد والمقاومة، وأن أي رهان على شق الصف اليمني سيفشل.

الجندي لم يكتفِ بتسجيل موقف؛ بل قدّم خطابًا يضع خطوطًا حمراء ويعيد تعريف الانتماء الوطني والحزبي على أساس الموقف من فلسطين ومواجهة العدوّ الإسرائيلي، واضعًا الجميع أمام اختبار الولاء الحقيقي للوطن والأمة.