مبادرة مجتمعية في المحويت تخدم اكثر من عشر قرى
أفق نيوز|
في مشهد يترجم تلاحم أبناء المجتمع اليمني وإصرارهم على البناء رغم التحديات، تتواصل أعمال تنفيذ مشروع طريق “بيت مونس – بيت الحربي” في محافظة المحويت، وهي مبادرة مجتمعية رائدة تخدم أكثر من عشرين قرية وتربط مدينة المحويت بسوق الأحد في جبل المحويت.
المشروع الذي يتكفل به المواطنون بإسناد محدود من وحدة التدخلات المركزية الطارئة، بلغت نسبة إنجازه أكثر من 70%، وتم خلاله تعبيد 1000 متر من الطريق بعرض 10 أمتار، بتكلفة إجمالية تقدر بـ35 مليون ريال، وسط تحديات أبرزها نقص مادة الأسمنت، وتأثيرات السيول الأخيرة التي تهدد بتقويض ما تم إنجازه.
وفي مداخلة مباشرة عبر برنامج “نوافذ – نافذة العطاء المجتمعي” على قناة “المسيرة”، أكد الأستاذ زيد مونس، مسؤول اللجنة المجتمعية للمشروع، أن الأهالي عانوا لسنوات من وعورة الطريق وعزلتهم عن المدينة والأسواق، مشيرًا إلى أن المبادرة جاءت نتيجة معاناة حقيقية عاشها السكان، حيث تكاتفوا لتقسيم العمل إلى مراحل وإنجاز الجزء الأكبر منها رغم محدودية الإمكانيات.
وتابع “بذلنا جهدًا كبيرًا، وحققنا تقدمًا ملموسًا، ولم يتبقَ إلا القليل… نأمل أن نحصل على دعم بسيط فقط لاستكمال المشروع”.
مادة واحدة تعيق الاستكمال
المشروع تم إنجازه بجهد شعبي خالص، باستثناء دعم وحدة التدخلات بـ700 كيس من الأسمنت، والتي كانت كافية لإنجاز المرحلة الأولى من الطريق. أما المرحلة الثانية، فهي جاهزة للتنفيذ من حيث التجهيزات، لكنها معلّقة حتى وصول مادة الأسمنت المتبقية.
من جانبه شدد مدير مديرية مدينة المحويت إبراهيم الناصر، خلال مداخلة هاتفية على أهمية المشروع من حيث التمكين الاقتصادي والخدمي لما يزيد عن 5,000 نسمة، منوهًا إلى أن تأخر استكماله سيعرض البنية التحتية التي أنجزها المواطنون للانهيار بسبب السيول.
“الدولة قدمت أقل من 10% من الحاجة الفعلية، ونناشد وحدة التدخلات المركزية بسرعة توفير ما تبقى من مادة الأسمنت، فهذا المشروع حيوي لمئات الأسر ويعزز من قدراتهم في الزراعة والتنقل والتعليم.”
أفاد المشاركون في اللقاء أن الأمطار الأخيرة تسببت بالفعل في تضرر بعض الأجزاء المنجزة من الطريق، خصوصًا في ظل الانتظار الطويل لوصول المواد اللازمة لإتمام المرحلة الثانية، مما يعرض المشروع لخطر الفشل رغم الجهود الجبارة المبذولة من المجتمع.
وأشار مدير المديرية إلى أن العديد من المناطق المجاورة تعتمد على الزراعة والثروة الحيوانية، والطريق يمثل شريانًا أساسيًا لتحسين دخول المواطنين وتسهيل وصولهم إلى الأسواق والخدمات، مشددًا على أن دعم المشروع لا يتطلب أكثر من توفير “الجزء اليسير” من مادة الأسمنت.
مناشدة لدعم المبادرات المجتمعية
وخلال الحلقة، وجه الضيوف مناشدات مباشرة لوحدة التدخلات المركزية والجهات المعنية، ولرجال الأعمال من أبناء محافظة المحويت، للمساهمة في استكمال هذا المشروع الحيوي، مشيرين إلى أن الأهالي قدموا الغالي والنفيس، ويستحقون الدعم لا سيما وأن إنجاز المشروع سيفتح آفاقًا اقتصادية وتنموية واسعة.
وأشار مسؤول المبادرات المجتمعية في المحويت إلى أن “هناك أكثر من 800 مبادرة مجتمعية في المحافظة، تتجاوز قيمتها 3 مليارات ريال… ما تحتاجه هذه المشاريع من الدولة بسيط جدًا، لكنه سيمنع ضياع جهود عظيمة بذلها المواطنون”، قال الناصر.
ما يجري في طريق بيت مونس – بيت الحربي ليس مجرد مشروع خدمي، بل هو قصة نضال مجتمعي في مواجهة الإهمال والصعوبات.
وبينما يواصل المواطنون العمل بما يملكون، يبقى نجاح هذه المبادرة مرهونًا بسرعة الاستجابة الرسمية، وتحديدًا في توفير مادة الأسمنت لاستكمال المشروع قبل أن تتلفه الأمطار وتضيع الجهود سدى.