تذكيرُ الأُمَّــة بمسؤولياتها
أفق نيوز|
حاتم الأهدل
في كُـلّ خميس، يوجه السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي كلمات حية للأُمَّـة، تتجاوز حدود الخطاب التقليدي، لتكون دعوة صادقة وصرخة تحذيرية في وجه الغفلة والتخاذل.
هذه الكلمات تتسم بالحرص العميق على تذكير الأُمَّــة بمسؤولياتها تجاه دينها، تجاه فلسطين وغزة، وتجاه أعدائها الذين لا يخفون عداءهم من اليهود والنصارى.
منذ بدء العدوان على غزة، لم يقتصر السيد عبدالملك الحوثي على الشأن الداخلي، بل ظلّت فلسطين حاضرة في كُـلّ موقف وخطاب، لأنها جوهر الصراع الإيماني، وليس مُجَـرّد نزاع سياسي. كلمات السيد عبدالملك كُـلّ خميس ليست مُجَـرّد خطب، بل خارطة طريق تعبئ النفوس، وتبني الوعي، وتربط مصير الأُمَّــة بمصير فلسطين.
يؤكّـد السيد عبدالملك على النقطة الأَسَاسية: العودة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، والتمسك بالحق والعدل في مواجهة التحديات الكبرى. يحذر الأُمَّــة من خطورة التخاذل والابتعاد عن الله، مشدّدًا على أن أي تقصير في الواجب تجاه الدين والشعب المستضعف يؤدي إلى عواقب وخيمة، ويزيد من قوة أعدائهم. هذه الكلمات ليست شعارات جوفاء، بل دعوة عملية للتفكير والعمل، للثبات والصمود أمام أعداء الأُمَّــة الذين يسعون للنيل منها.
وفي ضوء ما يجري في غزة من مآسٍ وتجويع وقتل وإبادة ممنهجة، يرفع السيد عبدالملك نداءً مؤثرًا: يحرق قلبه لما تراه عينه من تخاذل الأُمَّــة وحكامها، وهو يشاهد صمتًا مخزيًا وعدم تحَرّك أي ضمير عربي، رغم أن لو كانت هذه النداءات موجهة لغير العرب لتأثروا فورًا وتحَرّكوا. هذا الشعور العميق بالحزن والأسى يجعل كلماته صادقة، تنبع من الألم الحقيقي على الأُمَّــة ومصيرها، من منطلق الواجب الديني والأخلاقي تجاه المستضعفين في فلسطين.
ومع ذلك، يرى السيد عبدالملك أن الحكام والشعوب في كثير من الأحيان لا يعون حقيقة ما يدور حولهم. يتعاملون ببرودة مع الرسائل النيرة، لديهم عقول لا تفقه، وآذان تسمع لكنها لا تدرك. الغفلة المُستمرّة تجعل الأُمَّــة ضحية للإغفال، وميدانًا للعدو، مهما كان حجم التحذيرات والنصائح.
كلماته الأسبوعية تعكس صورة واضحة عن المسؤولية الفردية والجماعية، وتوضح أن الوعي الحقيقي يبدأ بالرجوع إلى الله، والتمسك بالدين، والعمل لما فيه نصرة المستضعفين، وعلى رأسهم أهل غزة وفلسطين. هذه الكلمات تشكل رسالة جامعة: الأُمَّــة مطالبة باليقظة، والقوة الحقيقية تكمن في وحدة الصف، ووعي الشعوب، وصدق التوجّـه نحو الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
إن ما يكرّره السيد عبدالملك في كُـلّ خميس هو أكثر من مُجَـرّد كلام؛ إنه جرس إنذار وحافز للتفكير والعمل، لتحويل الوعي إلى موقف عملي، ولتحمل المسؤولية تجاه الدين والأمة وأرض فلسطين المغتصبة، مهما كانت التحديات. فهو يذكر الأُمَّــة بمسؤوليتها الدينية والوطنية، وينبّهها إلى أن الصمت والتخاذل ليسا خيارًا، وأن الفعل والوعي هما الطريق الوحيد لحماية الكرامة والحقوق، ولردع أعداء الأُمَّــة عن استباحة دماء الأبرياء.