أفق نيوز
الخبر بلا حدود

وأنا هُنا في صنعاءَ المقدَّسة..

48

أفق نيوز|

عبدالمنان السنبلي

لو كنت مكانَ هذا المجرم «نتنياهو»، لا قدّر الله؛ لما فكرت أَو أمرت بتنفيذ أية عملية عسكرية على اليمن مطلقًا..

تعرفون لماذا..؟

لأن كُـلّ عملية يقوم بها في اليمن، تفضح جيشه، وحجم قدراته وإمْكَاناته العسكرية والاستخباراتية أكثر مما تخدمه أَو تسوّق له..

هذه هي الحقيقة..

فعندما أسمعه مثلًا يقول: سلاح الجو يشن ضربات على أهداف استراتيجية في اليمن..

أو يقول: الحــوثيون تلقّوا درسًا قاسيًا وسيدفعون ثمنًا باهظًا لاستهدافهم إسـرائيل..

عندما أسمعه يقول هكذا، وأنا هنا على الأرض في صنعاء، أرى بأُمِّ عيني ما يناقض كلامه جملة وتفصيلًا..

ماذا يعني هذا..؟

يعني أنه يدّعي إنجازًا لا وجودَ له..

وأن كيانَه لا يعتمد في بقائه أصلًا على قوته وقدراته العسكرية بقدر ما يعتمد على قدرته في إنتاج وصناعة «البروباغاندا»..

وأن مقولة: الجيش الذي لا يُقهَر، ما هي إلا مُجَـرّد خرافة..

وأن هزيمة هذا الجيش أسهل بكثيرٍ من هزيمة قرية واحدة أَو قريتين على الأكثر في بني مطر..!

أليس هذا هو التفسير الحقيقي لطبيعة العمليات والأهداف التي ينفذها العدوّ في اليمن..؟

وإلا ماذا يعني أن يأتيَ هذا العدوّ بطائراته وصواريخه من آخر الدنيا ليقصفَ ويدمّـر محطة وقود مثلًا، أَو مصنع إسمنت هنا أَو هناك، أَو حتى مطارًا أَو ميناءً مدنيًّا..؟

ماذا يعني أن يخرج بعد ذلك مدّعيًا أنه استهدف وقصف أهدافا ومواقع عسكرية واستراتيجية..؟!

ألا يفضح هذا مدى ضعفه وعجزه وفشله..؟

حتى وإن كان يقصد بهذه العمليات الاستعراض، مثلًا، أَو أخذ اللقطة كما يذهب إلى ذلك البعض، فهذا، بالطبع، لن يُحسّن أَو يُجمّل من صورته بتاتًا؛ لسبب بسيط جِـدًّا هو أن القول بمثل هذا الأمر لا يمكن أن يتناسب مع حجم وكمية العنتريات التي يطلقها نتنياهو أَو أحد أركان حكمه..!

على أية حال،

لو كنت مكان هذا المجرم نتنياهو ـ لا سمح الله ـ لكنت قد أعدت النظر وفكرت مرتين قبل أن أقدم على قرار مهاجمة اليمن أَو العدوان عليه، ليس لأني لا أستطيع فعل ذلك، ولكن لأنني أمام شعب لم تستطع أن تهزّه أَو تكسر شوكته مئات الآلاف من العمليات والغارات العسكرية على مدى أكثر من تسع سنوات من العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي البريطاني، فكيف بعملية أَو عمليتين أَو حتى ألف أَو ألفي عملية أقوم بتنفيذها هناك..!

لكن من يقرأ لـ«عرَيْج» خطّها..

أو كما يقول اليمنيون..!