صنعاء تستعدّ للردّ: “أيام سود” تنتظر الكيان الصهيوني
أفق نيوز|
توعّدت صنعاء، أمس، الكيان “الإسرائيلي” بحرب لا هوادة فيها، رداً على اغتياله، في عملية غادرة، رئيس حكومة «البناء والتغيير»، أحمد الرهوي، وعدداً من الوزراء، وذلك أثناء اجتماع اعتيادي لهم في صنعاء، الخميس الماضي. وأكّدت القيادة العسكرية العليا، في تصريحات متعدّدة، أن الردّ اليمني على هذه الجريمة سيكون مؤلماً للعدو، وأن «أياماً سوداً تنتظر إسرائيل».
وكانت تمكّنت صنعاء من احتواء تداعيات الاستهداف الإجرامي الذي طاول اجتماعاً للحكومة، في أقلّ من 48 ساعة، وذلك بتكليف النائب الأول لرئيس الحكومة، محمد مفتاح، بالقيام بأعماله إلى حين تعيين خلَف للشهيد، وتوجيه القوات المسلحة بالردّ القوي والمؤلم على هذه الجريمة التي أودت، إلى جانب الرهوي، بحياة وزراء الخارجية، جمال أحمد عامر، والزراعة، رضوان الرباعي، والكهرباء، علي سيف الشرجبي، والإعلام، هاشم شرف الدين. وقالت مصادر حكومية مطّلعة في صنعاء، لـ»الأخبار»، إن وزراء آخرين أيضاً أصيبوا بجروح متباينة، مضيفة أن البعض منهم إصاباتهم خطرة، ويتلقّون العلاج في مستشفيات العاصمة. ونفت المزاعم التي تم تسويقها في شأن مقتل جميع أعضاء الحكومة.
ووسط ترتيبات تجري في صنعاء لتشييع رسمي وشعبي واسع للشهداء، يترقّب الشارع اليمني رداً واسعاً قد يشمل أهدافاً حيوية للعدو بعد عملية التشييع. وفي هذا الإطار، قالت مصادر عسكرية مطّلعة، لـ»الأخبار»، إن «الردّ اليمني على جريمة استهداف اجتماع اعتيادي لحكومة مدنية، لن يكون انفعالياً كما يتوقّع البعض، بل إن العمليات التي تعدّ لها قوات صنعاء ستكون نوعية ومؤلمة، وإن مقرّات الاحتلال الحكومية لن تكون بعيدة عن نيران قواتنا المسلحة». وأضافت المصادر أن «بنك أهداف صنعاء قد يتّسع ولن يكون منزل ومقرّات (رئيس حكومة العدو، بنيامين) نتنياهو، أماكن آمنة».
وعلى خط مواز، دفع هذا الاغتيال الإجرامي، بقيادة «أنصار الله»، إلى وضع الملف الأمني الداخلي في رأس قائمة الاهتمامات، خاصة أن الموالين للتحالف السعودي – الإماراتي حاولوا استغلاله، بالدعوة إلى التصعيد ضد الحركة، معتبرين أن ما حدث سيضعف الحركة. وسُجّلت هذه الدعوات على الرغم من أن الإجراءات المتخَذة أمنياً وعسكرياً، عكست قدرة قيادة صنعاء على التماسك.
وفي المواقف، قال قائد «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، في خطاب مساء أمس، إن مسارات مواجهة الكيان الإسرائيلي سوف تتواصل بشكل تصاعدي عبر الصواريخ والطائرات المُسيّرة أو بالحظر البحري خلال الفترة القادمة، مؤكداً أن «الاستهداف الغادر لرئيس الحكومة وعدد من وزراء حكومته، لن يضعف جبهة الإسناد اليمنية ولن يوهن من عزم الحركة على الاستمرار في التصعيد ضد الكيان الإسرائيلي».
كما توعّد رئيس «المجلس السياسي الأعلى»، مهدي المشّاط، في وقت سابق، إسرائيل بـ»أيام سود» رداً على الاستهداف الأخير، وعاهد الشعب اليمني وأسر الشهداء والجرحى على الأخذ بالثأر. وقال «إننا سنواصل التحدّي بالتحدّي، ولن يذوق الصهاينة بعد اليوم الأمن»، داعياً الشركات الدولية العاملة في إسرائيل، إلى الخروج من الكيان ووقف التعامل معه.
ومن جهته، أكّد وزير الدفاع في حكومة صنعاء، اللواء محمد ناصر العاطفي، جهوزية قواته على المستويات كافة للمواجهة مع العدو، مشيراً إلى أن «القيادة السياسية اتّخذت كل الإجراءات لمواجهة العدوان الأميركي – الإسرائيلي»، مضيفاً أن «المؤامرة ستفشل مهما تعاظمت». وبدوره، توعّد رئيس الأركان، اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري، بأن استهداف الأحياء المدنية في صنعاء «لن يمرّ من دون عقاب».
في المقابل، بدت مخاوف الكيان الإسرائيلي من ردّ صنعاء على الجريمة، واضحة. وخلال الساعات الماضية، قالت وسائل إعلام عبرية إن حكومة الاحتلال نقلت اجتماعاتها إلى أماكن سرية ومحصّنة تحت الأرض، في حين ذكرت «القناة 12» العبرية أن الحكومة فرضت حظر نشر في شأن اجتماعاتها.
وزاد من تلك المخاوف اعتراف الإعلام العبري بفشل جيش العدو في استهداف القوى العسكرية المؤثّرة في اليمن، واعتباره أن استهداف حكومة صنعاء، يزيد نقمة «أنصار الله» ضد إسرائيل. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، من جهتها، إن اجتماعات «الحكومة والكابينت» انتقلت إلى ملجأ حكومي سرّي تحت حراسة استثنائية موسّعة من جهاز «الشاباك»، في حين أشار موقع «واللا» العبري إلى أن جيش الاحتلال «يستعدّ لاحتمال أن يحاول اليمنيون تحدّي أنظمة الدفاع».