اغتيال الرهوي ورفاقه .. جريمة تفتح أبواب الجحيم على الصهاينة
أفق نيوز|
بشرى حمود الهمداني
في جريمة تصعيدية غير مسبوقة، استهدفت غارة جوية صهيونية ورشة عمل حكومية في العاصمة صنعاء، ما أسفر عن استشهاد رئيس الوزراء، أحمد غالب الرهوي، وعدد من الوزراء.
هذه الجريمة النكراء، التي تأتي في خضم تصاعد التوترات الإقليمية، تُمثل تحولاً خطيراً في قواعد الاشتباك وتداعياتها قد تتجاوز حدود اليمن بكثير.
الرهوي: رجل الدولة في زمن الحرب
الشهيد أحمد الرهوي لم يكن مجرد رئيس وزراء، لقد كان أحد الرموز الوطنية اليمنية التي صمدت في وجه العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي المستمر على اليمن منذ سنوات.
شخصية الرهوي كانت تمثل استمرارية للدولة اليمنية رغم التحديات الجسيمة، وعمله في إدارة شؤون البلاد في ظل حصار خانق وحرب طاحنة، جعله هدفاً لمَن يرى في أي مظهر من مظاهر الاستقرار اليمني تهديداً لمصالحه، حيث وأن اغتياله ليس استهدافاً لشخص، بل هو استهداف لمؤسسة الدولة في صنعاء، ومحاولة لزعزعة ما تبقى من أركانها.
جريمة تتجاوز كل الخطوط الحمراء
استهداف الكيان الصهيوني لمسؤولين مدنيين رفيعي المستوى في اجتماع حكومي يُعد جريمة حرب واضحة المعالم، وتحدياً صارخاً للقوانين والمواثيق الدولية، حيث وهذه ليست عملية عسكرية تستهدف مراكز قيادة أو مخازن أسلحة، بل هي عملية اغتيال سياسي تستهدف كيان الدولة اليمنية نفسه.
هذه الجريمة تبعث برسائل متعددة:
رسالة يأس: للعدو الصهيوني الذي لم يتمكن من تحقيق أي اختراق عسكري أو سياسي على الأرض، فلجأ إلى سياسة الاغتيالات الجبانة.
رسالة تصعيد: تُشير إلى أن العدو لم يعد يعترف بأي خطوط حمراء، وأنه مستعد لتوسيع دائرة الاستهداف لتشمل الرموز السياسية المدنية.
رسالة استفزاز: تهدف إلى استفزاز محور المقاومة لرد فعل قد يُبرّر المزيد من التصعيد.
تداعيات لا مفر منها
من المؤكد أن هذه الجريمة لن تمر مرور الكرام‘ فاليمن، الذي أثبت صموده الأسطوري وواجه العدوان الأمريكي الصهيوني بقوة لم تتوقعها أعتى القوى، لن يقبل بهذا الاستهداف لرموزه الوطنية.
تصعيد في البحر الأحمر: من المرجح أن يؤدي هذا العدوان إلى تصعيد غير مسبوق في البحر الأحمر ومضيق باب المندب ضد الملاحة الصهيونية، وهي مناطق حيوية للملاحة الدولية.
ردود فعل أوسع: قد يشهد اليمن توسيعاً لدائرة أهدافه لتشمل مصالح الأطراف المتورطة في العدوان، وقد تتجاوز الردود النطاق الجغرافي المعتاد.
توحيد الصفوف: قد تؤدي هذه الجريمة إلى مزيد من توحيد الصفوف اليمنية خلف قيادتهم، وزيادة الإصرار على مواجهة العدوان حتى تحقيق النصر.
إن اغتيال رئيس الوزراء أحمد الرهوي ورفاقه ليس مجرد خبر عابر، بل هو حدث مفصلي يفتح صفحة جديدة في سجل الصراع مع كيان العدو الصهيوني، ويُشير إلى أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة قد تشهد تآكل الحدود والقواعد، وأن تداعياتها قد تكون مدمرة على المعتدين.