النصر والمجد لأمة قاداتها شهداء
أفق نيوز|
وفاء الكبسي
تطل علينا ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها والآل أزكى الصلاة والتسليم هذا العام وقاداتنا جميعهم شهداء احترفوا العروج؛ لأنهم أخلصوا واشتاقوا لله تعالى فأخذهم إليه مخضبين بدماء الطهر شهداء عظماء، فهنيئا لنا بمسيرة مؤسسها شهيد، ودولة حكومتها شهداء، هنيئًا لنا هذه المواساة مع غزة وهذا التكريم الإلهي الذي لم يسبقنا إليه أحد في التضحية والفداء، تضحية من رأس الهرم رئيس وزراء ووزراء ارتقوا شهداء، فالدماء قد سالت وماتزال نقدمها على طريق القدس في معركتنا الأعظم والأقدس “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس” مع عدو حقير صهيوني متوحش لقتل الحياة البشرية دون ضوابط ولا قواعد؛ لأنه عاجز عن مواجهة قواتنا المسلحة والقادة المجاهدين في الميدان العسكري، لذلك يلجأ إلى الإجرام بأبشع الصور ضد المدنيين والأعيان الخدمية المدنية، وكان من ضمن قوافل الدماء استشهاد رئيس حكومتنا أحمد غالب الرهوي وثلة من رفاقائه الوزراء الذين ارتقوا أبطالا على طريق القدس دفاعًا عن غزة والأقصى، فهذه الجريمة النكراء تضاف إلى سجل الإجرام الصهيوني الممتد من غزة إلى اليمن ولبنان وسوريا وإيران، الملطخ بدماء الأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل، مما يكشف طبيعة العدو الصهيوني المتعطش للدماء، وغطرسته ضد كل الأعراف والقوانين الدولية.
تطل الذكرى وتحمل معها قصص الانتصارات العظيمة التي كُتبت بالدمٍ لا بالحبر ونُسجت بالعز والفخر، وتفوح من شذاها قصص أهل السماء الشهداء القادة العظماء، وكما تغير وجه العالم بمولد سيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم، اليوم سيتغير هذا الكون بهذه الذكرى المباركة وهذه الدماء الطاهرة وتزهر في كل بقعة من أرضنا عزًا ونصرًا ومجدًا.
تطل هذه الذكرى والأمة تعاني الأمرين من مؤامرات العدو الصهيوني والأمريكي في فلسطين واليمن ولبنان وسوريا وإيران، خاصة أهلنا في قطاع غزة حيث يتعرضون لإبادة جماعية وحصار مُقيت وتجويع مُميت وسط صمت العالم أجمع أمام هذه المأساة المستمرة التي لم تحرك ضمائر العالم، أين عاصفة الحزم؟ أين الطائرات التي احتشدت في سماء اليمن لتقصف وتقتل وتدمر وتحرق لسنوات عدة؟ لو أعاروها للفلسطينيين لأسبوع واحد لتم القضاء على هذا الكيان المؤقت الغاصب ومحوه من الوجود.
تطل الذكرى وقد وعى شعبنا اليمني العظيم بأحقية الجهاد في سبيل الله مهما بلغت التضحيات والتحديات والمؤمرات، والألم والحصار الذي مازلنا نعيشه، فأصبحت هناك قناعة تامة لكل أبناء اليمن بان الخيار الوحيد الذي يمكن أن يوقف هذا العدوان الاميركي الصهيوني الهمجي هو الجهاد ولاشيء سواه، فإما أن نستشهد أو ننتصر، والدليل حضور شعب اليمن المليوني الثابت والقوي في ميدان النصرة لفلسطين في السبعين، الدي يمثل النموذج الأصدق والأوفى في الصبر والصمود.
ففي حضرة مقام الرسول الأعظم في أقدس وأسمى مناسبة نعاهد الله أن موقفنا الديني والمبدئي المساند لغزة سيظل ثابت لا يتزحزح، وسنظل نشاطرهم في آلامهم وأوجاعهم وأننا إلى جانبهم ولن نتركهم ولن يظلوا لوحدهم فنحن معهم ما حيينا إلى آخر رمق وقطرة دم فينا، فهذه الدماء الطاهرة العزيزة التي سالت على أرضنا الطاهرة، هو انتصارا لمظلومية شعب فلسطين ومقدساته، حيث امتزجت دمائنا اليمنية مع دماء الشعب الفلسطيني؛ لتؤكد على وحدة أمتنا، ومركزية قضيّتنا، وخطر هذا العدو الصهيوني على أمن واستقرار أمتنا والمنطقة والعالم، وستظل بلادنا حية تنجب مثل هؤلاء القادة إلى آخر الزمان، فالمسيرة الجهادية لن تنتهي بإنطفاء شموع هنا أو هناك، مادام الله معنا وقائدنا أبى جبريل-حفظه الله- سيبقى الدرب منيرًا بقناديل الشهادة وسنظل نسير على خطى النصر، فالمجد والنصر لأمة قاداتها شهداء.