أفق نيوز
الخبر بلا حدود

القطاع الزراعي في اليمن: خسارة وزير في معركة السيادة والأمن الغذائي

177

أفق نيوز|

الخبير الزراعي المهندس عبدالملك الضبيبي

تلقى القطاع الزراعي في اليمن ضربة قاصمة باغتيال وزير الزراعة والثروة السمكية، المهندس رضوان الرباعي، الذي ارتقى شهيداً إلى جانب رئيس الوزراء أحمد غالب الرهوي وعدد من وزراء حكومة التغيير والبناء.

 هذه الجريمة النكراء لم تستهدف شخصاً، بل استهدفت رمزاً وطنياً يمثل خط الدفاع الأول عن الأمن الغذائي في بلد يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

الشهيد رضوان الرباعي لم يكن مجرد وزير، بل كان مهندساً في معركة الاستقلال الاقتصادي، فقد كان سابقاً في منصب نائب وزير، وكرّس جهوده لوقف خسائر القطاع الزراعي التي تجاوزت التريليونات بسبب العدوان والحصار، كان صوته عالياً في المحافل الدولية، محذراً من أن استهداف الزراعة اليمنية هو محاولة لتركيع الشعب وتجويعه.

وكانت آخر جهوده المعلنة هي الإشراف على المشاريع التي تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتوطين الصناعات الزراعية، وتطوير البنية التحتية المتضررة. إن اغتياله هو رسالة واضحة من العدو بأن كل من يعمل على بناء الدولة اليمنية وتعزيز صمودها هو هدف مباشر، وأن العدوان لم يعد يكتفي باستهداف القدرات العسكرية، بل يسعى لتدمير القدرات المدنية والبشرية التي تمثل صمام الأمان للشعب.

يُعتبر القطاع الزراعي في اليمن جبهة صمود حقيقية، حيث يعتمد عليه أكثر من 50% من السكان كمصدر رئيسي للدخل. ورغم التحديات الكبيرة التي يواجهها، من تغيرات مناخية وفيضانات، إلى ندرة المياه وهجرة الشباب، إلا أن هذا القطاع ظل يمثل بصيص أمل في تحقيق الأمن الغذائي.

إن اغتيال الوزير الرباعي يمثل حلقة جديدة في سلسلة استهداف هذا القطاع الحيوي، والذي يشمل:

تدمير المنشآت والمزارع وشبكات الري.

منع دخول المشتقات النفطية اللازمة لتشغيل الآليات والمضخات الزراعية.

الحصار الاقتصادي الذي أدى إلى ارتفاع أسعار البذور والأسمدة والمبيدات.

ولكن، وكما ضحى رئيس الحكومة ورفاقه الوزراء بأرواحهم، فإن هذه الجريمة لن تكسر إرادة الشعب اليمني، فدماء الشهداء، ومنهم الوزير الرباعي، ستكون وقوداً لمزيد من الإصرار على تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتأكيد أن اليمن سيظل أرضاً حرة، وأن شعبه لن يركع.

إن خسارة الوزير هي خسارة للقطاع، ولكنها في الوقت ذاته، دافع أقوى لمواصلة المسيرة، لأن الشهداء لا يموتون، بل يحيون في ضمير الأمة ويدفعون بها نحو النصر.