العدوان الصهيو أمريكي على قطر .. دلالات الاستباحة ومعادلة الرد
أفق نيوز|
تحليل / خاص
في سياق التصعيد المستمر الذي يمارسه العدو الصهيوني ضد الأمة الإسلامية، جاءت تحذيرات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، لتسلط الضوء على خطورة المرحلة، وتضع النقاط على الحروف في معركة الهوية والسيادة، التي تسعى قوى الاستكبار لطمسها وفرض معادلات جديدة تقوم على الاستباحة الشاملة لبلدان الأمة وشعوبها.
الاعتداء الإسرائيلي الغادر الذي استهدف دولة قطر، في محاولة للنيل من قادة في حركة حماس، يمثل تحولًا خطيرًا في نمط العدوان الصهيوني، إذ لم يعد العدو يكتفي بالاعتداء على فلسطين أو لبنان أو سوريا، بل بات يتجرأ على عمق الخليج العربي، ضمن مشروع أمريكي-صهيوني هدفه إرساء معادلة العدوان بلا حساب، وفرض واقع جديد لا مكان فيه للسيادة أو للحقوق.
ما أشار إليه السيد القائد بشأن الغطاء الأمريكي المستمر للعدو الإسرائيلي، يكشف حقيقة الشراكة العميقة بينهما في استهداف الأمة، إلا أن الأخطر هو التواطؤ من بعض الأنظمة العربية، التي باتت تشكّل غطاءً سياسيًا ودبلوماسيًا لتحركات الكيان الصهيوني، سواء من خلال التطبيع أو الصمت المريب، ما يُشجّع العدو على الاستمرار في تجاوز الخطوط الحمراء.
من خلال هذا العدوان، يسعى العدو الصهيوني لتكريس معادلة استباحة كاملة، لا سيادة لدولة، ولا حصانة لرموز المقاومة، ولا خطوط حمراء تُحترم، وهي معادلة إذا لم تُكسر بموقف موحد وقوي، فإنها ستمتد لتشمل كل بلد عربي وإسلامي، من الخليج إلى المحيط.
تحذير السيد القائد يحفظه الله ، يعكس وعيًا استراتيجيًا عميقًا بطبيعة المشروع الصهيوني-الأمريكي، الذي لا يكتفي بتصفية القضية الفلسطينية، بل يتجه إلى تفكيك الأمة من الداخل، وتحويلها إلى كيانات خاضعة ومنهكة، لا قدرة لها على الدفاع عن نفسها أو حماية شعوبها.
وفي هذا السياق، فقد أكد السيد القائد في أكثر من خطاب في إطار موقف اليمن المساند لغزة، أن الرد المطلوب لا يكون عبر بيانات الإدانة أو الاستنكار، بل من خلال موقف موحد وفاعل من الأمة، بمكوناتها الحيّة، وقواها الحرة، ومقاومتها الصادقة، وحده هذا الرد يمكنه أن يعيد الاعتبار للكرامة والسيادة، ويضع حدًا لعربدة العدو، ويقلب معادلة العدوان إلى معادلة ردع وكرامة.
ما حدث اليوم في قطر ليس حدثًا عابرًا، بل حلقة خطيرة في سلسلة طويلة من الانتهاكات الصهيونية التي تستهدف الأمة كلها. وتحذيرات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله تأتي في توقيتها وضرورتها، لتذكر الجميع أن الصمت تواطؤ، والخذلان خيانة، والموقف الموحد هو الطريق الوحيد لحماية الأمة، ووضع حدّ لمشروع الهيمنة الصهيوأمريكي.