المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم يختتم أعماله ويؤكد أهمية الاستفادة من مخرجاته البحثية
أفق نيوز|
وجددوا في ختام أعمال المؤتمر الذي نظمته الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم على مدى ثلاثة أيام بالعاصمة صنعاء، الإدانة والاستنكار للعمليات الإجرامية التي قام ويقوم بها العدو الصهيوني في اليمن وفلسطين ولبنان، وغيرها من الدول التي انتهك العدو سيادتها بالعدوان عليها، ومنها جريمة استهداف حكومة التغيير والبناء.
كما جددوا في سياق التوصيات العامة للمؤتمر، العهد لله تعالى ثم لدماء الشهداء بالمضي في مواجهة العدو الصهيوني الأمريكي في كل الفعاليات الثقافية والمظاهرات الجماهيرية.
وعبر المؤتمرون عن التأييد للمجاهدين في القوات المسلحة بالاستمرار في العمليات العسكرية التي تقض مضاجع الأعداء وتساند أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم المحاصر.. داعين الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى إيقاف الحصار والتجويع والجرائم البشعة التي يرتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزة.
كما دعوا المسلمين جميعا إلى الاقتداء بالرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، امتثالا لقول الله تعالى “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة” خصوصا في مواجهة اليهود ومن يدور في فلكهم.. مؤكدين على أهمية دعم وتشجيع الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم في جهودها المثمرة في رعاية وتنظيم المؤتمرات العلمية البحثية.
وأقر المؤتمر عقد ورشة لصياغة خطة عملية قابلة للتنفيذ في الواقع العملي في إطار محاور المؤتمر الدولي الثالث، لصياغة المخرجات، وتنفيذ التوصيات، ورسم آليات التنفيذ، وتحديد الجهات المسؤولة عن التنفيذ لكي تؤتي الأبحاث العلمية ثمارها على أرض الواقع بالتعاون والتنسيق مع الجهات المسؤولة ذات العلاقة.
وأكد على أهمية “تشجيع مراكز البحوث على صياغة لوائحها من ثقافتنا القرآنية لتترافق مع مسارنا العملي في معركتنا التنموية المستمرة في بناء دولتنا اليمنية الحديثة وفق الشعار الذي رسمه الشهيد الرئيس صالح الصماد “يد تبني ويد تحمي”.
وفي التوصيات الخاصة بمحاور المؤتمر السبعة، أكدت توصيات المحور الثقافي الاجتماعي على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في نشر الثقافة القرآنية والتعريف بشخصية الرسول الأعظم من خلال القرآن الكريم، والعمل على تصميم برامج توعوية ووقائية للشباب والمراهقين قائمة على تعزيز الصحة النفسية من خلال القرآن والمنهج النبوي، إضافة إلى إنشاء منصة إلكترونية تحتوي على موارد ومقاييس وأدلة إرشادية تعتمد على النموذج القرآني النبوي في الصحة النفسية.
وشددت توصيات المحور السياسي والإداري على التصدي لسياسات الهيمنة والتبعية التي تمارسها القوى الغربية في العلاقات الدولية تجاه الأمة الإسلامية، والتي تحاول فرض الهيمنة الأمريكية، وتحقيق المشروع الصهيوني.
وحثت على دعم إنشاء مراكز بحثية تُعنى بالفكر السياسي القرآني وإعداد دراسات تحليلية تبرز البعد التحرري للمقاطعة، وتقدم بدائل عملية للسياسات الحالية، فضلا عن تعزيز الاتجاهات الإيجابية للطلبة نحو القضية الفلسطينية عبر المناهج الجامعية وغيرها.
فيما أكدت توصيات المحور الاقتصادي على تطوير وتحديث التشريعات المعززة للتنمية الاقتصادية كالاستثمار والتصنيع والخدمات المالية والمصرفية، وتنظيم الإنتاج الزراعي بما يحقق الأمن الغذائي وفقًا لمنهجية سلاسل القيمة والمشاركة المجتمعية، إلى جانب الاهتمام بالتنمية الصناعية، وتبنى سياسة الهندسة العكسية لتوطين التكنولوجيا بأنواعها المختلفة بما يسهم في تقليص فاتورة الاستيراد.
وفي المحور التربوي والتعليمي أوصى المؤتمرون بإدماج المنهج القرآني والنبوي في المناهج التعليمية بما يعزز القيم، والتفكير النقدي، وبناء شخصية متوازنة قادرة على مواجهة التحديات.
ودعوا إلى ربط مخرجات التعليم بسوق العمل والمجتمع من خلال تحديث المناهج وإدماج مهارات القرن الحادي والعشرين والتعلم القائم على المشاريع، وكذا وتشجيع البحوث التطبيقية والدراسات المستقبلية التي تربط السيرة النبوية والمشروع القرآني بالقضايا التربوية والسلوكية المعاصرة وتقدم حلولاً علمية.
أما توصيات المحور المهني والحرفي والصناعي فأكدت على ضرورة دمج مفاهيم الإبداع والابتكار وأخلاقيات المهنة في ضوء الثقافة القرآنية في المناهج والبرامج التعليمية والتدريبية المهنية والحرفية، لتعزيز وتنمية قدرات الشباب وتوجيههم نحو الابتكار المنتج.
كما أكدت على دعم العمال المهرة من خلال الحماية والتدريب والتمويل للحفاظ على الموارد البشرية، وضمان التنمية المستدامة لحماية الهوية اليمنية، وكذا ضرورة دعم سياسات التنمية التي تدمج الصناعات الحرفية التقليدية في خطط الاقتصاد للصناعات النسيجية اليدوية.
وتضمنت توصيات المحور الإعلامي إدماج التربية الإعلامية الرقمية كمنهج دراسي لتعليم الطلاب مهارات التحقق والتفكير النقدي لفهم طبيعة وسائل الإعلام الإلكترونية، وتعزيز الشراكة بين المؤسسات الدينية والإعلامية لمواجهة الشائعات ذات البعد العقائدي أو القيمي.
ودعت إلى إنشاء مراصد خاصة للمعلومات المضللة والأخبار الزائفة، وتفنيدها على مستوى المحافظات والمديريات، ومواجهة مروجيها بالحقائق والأخبار الصادقة.
في حين أكدت توصيات المحور الأمني والعسكري على إبراز دور الهوية الإيمانية في بناء عقيدة الردع لدى القيادة اليمنية والمقاومة الشعبية، والتعمق في دراسة وتحليل استراتيجيات النبي الأكرم في إدارته للمعارك العسكرية، بالإضافة إلى تعزيز التكامل بين محور الجهاد والمقاومة، وتبادل الخبرات.
وفي ختام المؤتمر، أكد نائب رئيس المؤتمر الدكتور إبراهيم العامري أن هذا المؤتمر يعد منبرا دوليا لحث الأمة بكل فئاتها على الاهتداء والاقتداء برسولها الأعظم في سيرة حياتها، وفي مواجهة التحديات والأخطار وأبرزها مساعي الأعداء إلى طمس الهوية الإيمانية للشعوب الإسلامية وفصلها عن رسولها الأعظم لتظل رهينة وتابعة لأعدائها فلا تنال عزتها وكرامتها ولا تجد فرصتها في النهوض.
وأشار إلى أن الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم حرصت من خلال هذا المؤتمر وجلساته على ترسيخ المنهج النبوي القرآني في وعي الأمة وسلوكها وتعزيز الارتباط العملي بالرسول الأعظم كقائد وقدوة حتى تتحقق لها الريادة على الأمم، وتكون شاهدة على عظمة المشروع القرآني في إقامة الدين وتحقيق القسط والانتصار للمستضعفين.
وأوضح الدكتور العامري أن المؤتمر مثل جزءا من المسؤولية التي يستشعرها أبناء يمن الإيمان والحكمة الذين اضطلعوا بمسؤوليتهم الجهادية في مواجهة قوى الاستكبار العالمية “أمريكا وإسرائيل” وقدموا الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني المظلوم تجسيدا للمنهج النبوي واستجابة لتوجيهات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي والذي لم يألو جهدا في دعوة الأمة إلى إحياء روحية الجهاد حتى يتحقق لها النصر والتمكين.
وفي الختام قام الأمين العام للجمعية- نائب رئيس اللجنة الإشرافية للمؤتمر عبدالرحمن العفاد، ورئيس المؤتمر الدكتور القاسم عباس، ونائب وزير الإعلام عمر البخيتي، ورئيس جامعة صنعاء الدكتور محمد البخيتي، وعضو اللجنة الإشرافية- رئيس جامعة صعدة الدكتور عبد الرحيم الحمران، ورئيس اللجنة العلمية- رئيس جامعة البيضاء الدكتور أحمد العرامي، ورئيس جامعة اليمن الدكتور علي مظفر، بتكريم الباحثين الفائزين بجائزة المؤتمر في المحاور السبعة، وهم أحمد مطهر في المحور السياسي والإداري، وإبراهيم المسوري في المحور المهني الحرفي الصناعي، وسليم شرف الدين في المحور الأمني والعسكري، وحسين المهدي وفواز سليمان في المحور التربوي والتعليمي، وفهمي الشامي في المحور الاقتصادي، وخالد القزحي في المحور الثقافي الاجتماعي، والدكتور عبده الأكوع في المحور الإعلامي.
وقد حفل المؤتمر خلال أيامه الثلاثة بمشاركات بحثية محلية ودولية وحضور رسمي وأكاديمي وثقافي وإعلامي واسع كتظاهرة وحدث علمي بالغ الأهمية بما تمخض عنه من مخرجات نوعية لما تضمنه من دراسات وأبحاث علمية في مختلف المحاور.