أفق نيوز
الخبر بلا حدود

الأجواء اليمنية من الاستباحة إلى الكابوس .. ثمار ثورة 21 سبتمبر في أعظم تجلياتها

40

أفق نيوز|

في الحادي والعشرين من سبتمبر عام 2014، خرج اليمنيون بثورة شعبية غيرت معادلات الداخل والخارج، وأسقطت منظومة الفساد والتبعية، لتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقلال الوطني، والسيادة السياسية والعسكرية.

يمانيون / تقرير / خاص

 

اليوم، بعد أكثر من عقد من انطلاق الثورة، لم تعد سماء اليمن مستباحة كما كانت، ولم تعد الطائرات الأمريكية المتطورة تسرح وتمرح فوق المدن اليمنية دون رادع. في تحول نوعي، أصبح اليمن بلدًا يصنع ويطوّر سلاحه، ويفرض قواعد اشتباك جديدة في مواجهة أعقد المنظومات العسكرية في العالم.

 

من الاستباحة إلى السيادة الجوية

لأعوام طويلة، كانت الولايات المتحدة تستخدم الطائرات بدون طيار لتنفيذ عمليات استخباراتية واغتيالات في الداخل اليمني، مستخدمة طائرات من طراز MQ-1 Predator و M‌Q-9 Reaper التي تُعد من أقوى الدرونز القتالية على مستوى العالم.

لكن هذا المشهد تغيّر جذريًا بعد ثورة 21 سبتمبر، حيث شرع اليمنيون في تطوير قدراتهم الدفاعية، ونجحوا في تحويل سماء اليمن من منطقة مفتوحة للانتهاك الجوي إلى ساحة خطر حقيقية على الطائرات الأمريكية والبريطانية.

 

فخر الصناعات الأمريكية MQ-9 Reaper .. تسقط في سماء اليمن

تُعد طائرة MQ-9 Reaper واحدة من أكثر الطائرات الأمريكية تطورًا، إذ تتمتع بقدرات قتالية واستخباراتية عالية، ويُقدّر سعر الطائرة الواحدة منها بما يفوق 30 مليون دولار، ورغم هذه الإمكانيات الهائلة، فقد تمكّنت الدفاعات الجوية اليمنية من إسقاط عدة طائرات من هذا الطراز في السنوات الأخيرة، وتم توثيق سقوطها في مناطق مختلفة، بينها مأرب والبيضاء وصنعاء.

هذا التحول شكل صدمة للدوائر العسكرية الغربية، حيث فشلت التقنيات المتطورة للطائرة  بما في ذلك أنظمة التخفي والتشويش في الإفلات من رادارات وأنظمة الدفاع الجوي اليمنية.

ويُعد إسقاط MQ-9 Reaper دلالة رمزية وعسكرية بالغة الأهمية، إذ أنها تمثل فخر الصناعات العسكرية الأمريكية وقد صُممت للسيطرة على الأجواء في بيئات الصراع، لكنها اليوم تسقط تباعًا فوق اليمن، في رسالة تقول بوضوح لم تعد السماء اليمنية مفتوحة أمام أحد.

 

رسائل أبعد من الحدود

هذه الإنجازات لم تبقَ حبيسة الجغرافيا اليمنية، بل ترددت أصداؤها إقليميًا ودوليًا، فقد أظهرت صنعاء قدرة على تطوير الصناعات العسكرية محليًا، وفرض واقع استراتيجي جديد أربك حسابات القوى الكبرى، خصوصًا في ظل ارتباط هذه العمليات بملفات إقليمية مثل الحصار المفروض، والتضامن مع القضية الفلسطينية.

وقد جاءت هذه العمليات الدفاعية في سياق الرد المشروع على العدوان الأمريكي والبريطاني، وفي إطار الدفاع عن سيادة البلاد.

 

اليمن الجديد يصنع تاريخه بيده

منذ ثورة 21 سبتمبر وحتى اليوم، يخط اليمن صفحة جديدة من تاريخه المعاصر، حيث انتقل من بلد خاضع للهيمنة والاختراق، إلى دولة تبني منظومتها الدفاعية، وتُسقط أكثر الطائرات تطورًا في سمائها.

وإذا كانت MQ-9 Reaper تمثل الذراع الطويلة لأمريكا في الحروب الحديثة، فإن سقوطها في اليمن يرمز إلى انكسار هذه الذراع أمام الإرادة الشعبية والتطور المحلي، ليؤكد مجددًا أن المعادلات القديمة في المنطقة لم تعد صالحة، وأن “سماء اليمن لليمنيين”.

المصدر : موقع يمانيون