الحرية لا تأتي إلّا مع المسؤولية
أفق نيوز|
بشرى خالد الصارم
من منطلق الفشل الذريع الذي تكبدته أمريكا وإسرائيل وأداوتهم من الدول المجاورة في وقف وعرقلة إسناد الشعب اليمني للمجاهين في غزة وإيقاف العمليات العسكرية الموجهة إلى عمق الكيان الغاصب في الأراضي المحتلة في فلسطين ، قام العدو الصهيوأمريكي بتحريك أدواته وخونة الوطن ومن ضربت عليهم العمالة والابتذال داخل الوطن وداخل صفوف المواطنين بإقامة الفوضى والزوبعة والبلطجة وتعطيل مصالح المواطنين باختيار يوم ذكرى ثورة الـ26سبتمبر للترتيب لهذه الفوضى وإثارة أعمال الشغب وجر من هم في صفوفهم إلى تمثيل هذه الثورة والاحتفال بها بصورة مبتذلة رخيصة ودخيلة لا تمس هوية الشعب اليمني وعاداته وتقاليده وإنما الهدف من هذه التصرفات هو التشويش لموقف المساندة للمجاهدين في غزة، وإثارة الفتن وزعزعة الأمن الداخلي وتشويه حالة الإيمان والوعي لدى أبناء هذا الوطن الأبي.
ولكن هذا العام أعلنت وزارة الداخلية بتوضيحٍ في بيانٍ لها أن كل مؤامرات هؤلاء العملاء ومن يحركهم في الخارج بادت مكشوفة ومعروفة وأصبحوا تحت مجهر رجال الأجهزة الأمنية، وكل من يفتعل أو يكون له يد في هذه الأعمال فهو متورط وليس هناك حسن ظن لأي عمل يُطرح في ذكرى ثورة الـ26سبتمبر مهما كانت مبرراته، لأن الكلفة ستكون باهضة، فالقضية هي قضية مؤامرة عدائية من قبل العدو الأمريكي والإسرائيلي وأداوته الخارجية ومرتزقته، وليست قضية شعارات وطنية وأعياد ثورية فقط.
ومن منطلق المسؤولية في حماية الجبهة الداخلية، وانطلاقاً من مسؤولية صون أمن واستقرار الوطن والمواطن ومكتسباته كل هذه المخططات التي حاكها العدو أصبحت في قبضة رجال الله والعيون الساهرة، بفضل الله وتوفيقه وبفضل جهود وزارة الداخلية ومنتسبيها من رجال الأمن وبفضل وعي والحس الأمني للشعب والمواطنين وتعاونهم مع الأجهزة الأمنية،حيث سيتم ردعها وإبطالها ودحضها و وأدها ولن يصل العدو إلى ما يسعى له وأن كيده الذي كاده ضد هذا الشعب سيُصب عليه وعلى أدواته ومرتزقته وبالاً ونكالاً لا محالة.
إن التورط في الخروج والزوبعة وإثارة الفوضى والفتن داخل صفوف المواطنين في ذكرى الـ26سبتمبر هو سقوط في مستنقع الخيانة والعمالة لصالح العدو الصهيوني وخدمة مجانية له سواء ممن هم مدفوعين مباشرة من العدو من قد استلم ثمن خيانته وعمالته، أو ممن هم منقادين ومدفوعين للخروج إلى هذه الأعمال الفوضوية الدخيلة تحت مسميات ومشاعر وعبارات وعناوين وطنية تسيئ للوطن ولذكرى هذه الثورة بدلاً من أن يتم الاحتفال بها كما هو معهود ومعروف عنه منذ أكثر من 60 عام، حيث هذه الذكرى تقام طيلة هذه الأعوام من خلال الاحتفالات الرسمية المعترفة عليها.
أن على رافعي علم هذا الوطن المناشدين بعبارات الحرية والاستقلال عليهم أولاً أن يتحلّوا بمسؤولية حمايته وحماية مقدراته وحماية أهداف ثورة الـ26سبتمبر، فاليوم عندما نرى العلم اليمني مرفوع بكل عزة وشموخ وكرامة وسيادة واستقلال في كل بقاع هذا الوطن هو ناتج تضحيات من فدوا هذا الوطن بدمائهم وأرواحهم لأجل حرية هذا الوطن واستقلاله، من رفعوا العلم اليمني وهو مغمور بدمائهم وعرق جبينهم فوق دبابات التحالف، رفعوه فوق هاماتهم وعلى فوهات بنادقهم، حملوه على أكفهم وأكفانهم ،والتحفوا به وسط الثغور، هم فقط من يجب عليهم رفعه وحمله، وليس كما يظنه هؤلاء المتشدقون بالحرية والاستقلال رافعي الأعلام اليمنية والتغني بشعارات الثورة وعناوينها وهم مجرد أدوات مرتهنة للعدو الأمريكي والإسرائيلي ومن تحالف معه من السعودي والإماراتي يحركونهم كيفما يشاؤن والمكان والزمان الذي يريدونه وحسب مناسبات معينة.
ومما لا شك فيه أن الجبهة الداخلية في حالة حرب بعد تصريح العدو الإسرائيلي باستهدافه لهذه الجبهة، وقد أعلنت الأجهزة الأمنية حالة الطوارئ ورفع كافة أصعدة الجهوزية الأمنية ومسؤولية حمايتها هي مطلوبة من الجميع وذلك من خلال التبليغ بأي عمل مشبوه،وأي تورط سيكون له تبعاته وله مجرياته،فالخطأ الذي يُقترف للمساس بالأمن الداخلي ليس وارد في الأراضي اليمنية الحرة،ولن يمر مرور الكرام وستكون عواقبه وخيمة.
عاش اليمن حراً عزيزاً مستقلاً، والنصر لليمن ولكل أحرار الأمة، ولا نامت أعين الخونة والعملاء، فالعيون الساهرة لهم بالمرصاد.