ذكرى رحيل الأمين
أفق نيوز|
أم المختار مهدي
اليوم نقف على أعتاب أكثر ذكرى ألمًا، وأعظم المواقف حزنًا، وأكثر الأوجاع عمقًا في قلوب الأحرار المؤمنين، إنها ذكرى استشهاد شهيد الإسلام والإنسانية “حسن النصر”.
الرجل الذي جمع كل معاني الرجولة في أقواله وأفعاله في الزمن الذي تنكر فيه العالم لأدنى ذرات الرجولة.
المجاهد الذي بذل أقصى جهده في سبيل الله، ووهب نفسه نصرة للمظلومين وجهاد الظالمين في الواقع الذي تجرد فيه العالم من الإنسانية ورضي بالسكوت والجمود والخنوع للظالم بدلًا من التحرك والتنديد والتحرر.
المؤمن الذي أثبت إيمانه في الميدان في زمن رأى المسلمون الإيمان مجرد عقائد وشهادات.
لقد أثبت الشهيد الحسن أن الحق لا يهزم، وأن الباطل ضعيف ولو كان يملك كل قوى الارض، أثبت بجهاده وثباته أن الجيش الذي لا يقهر ما هو إلا كبيت العنكبوت بل هو أهون أمام ثبات وصمود المؤمنين، لقد جعل -رضوان الله عليه- من حزب الله قوة تقف أمام طواغيت الأرض أجمع، قِبلة للأحرار، ومنارة للحق، ومثالًا يُحتذى به لكل من يريد الحرية والتحرر.
لقد كان -سلام الله عليه- ذو نظرة عالمية غير مقتصر على حزب أو بلد، بل قاتل العدو الذي هو عدو لكل البشرية، ولطالما كان يكرر أن قضية حزب الله الأولى هي “القضية الفلسطينية “، ولقد كان يذكر المسلمين بها ويستنهضهم للتحرك والجهاد ضد الكيان الذي يمثل السرطان في جسد الأمة.
لقد جمع بين الرجل الصلب المجاهد؛ فكان يصمد في الحرب كالليث لا يهاب المنايا حتى أصبح من أعظم الصامدين في ساحات القتال حتى لاقى الله تعالى في ميدان الجهاد، وكان كذلك جامعًا لصفات التقوى والزهد؛ فلم يغتر بمنصبه، ولم يأخذ لنفسه شيئًا من الدنيا، لقد مثَّل بتقواه العالِم في المنبر والعابد في المحراب؛ فما كان يمكث ناصحًا مرشدًا معلمًا للناس مذكرًا الأمة بمسؤوليتها، يربطها بدينها وآخرتها وبما هو نجاتها وصلاحها.
لقد كان بضحكته الغراء، وابتسامته الشافية، وكلماته العذبة بلسمًا للقلوب المكلومة، وطمأنينة للأرواح الموجوعة، واليوم لم يغب باستشهاده وليس مجرد ذكرى رحلت بل هو الملهم في درب الشهادة والجهاد، نجمًا في سماء الأحرار مريدي الحرية والكرامة، لم يضعفنا استشهاده ولم ننكسر، بل نزداد قوة وإرادة لأنها من علمناها، علمنا أن الصبر سلاح المؤمن في ميدان الجهاد ف تصبرنا وثبتنا، كان يشدنا إلى آل البيت أهل التضحيات فعلى دربهم سنواصل مسيرتنا دون كلل أو تراجع حتى يشرفنا الله بنصره ويحقق لنا وعده، ويكون الشهيد الحسن على نصرنا من الشهداء الشاهدين.