سلاح المقاومة في مرمى المؤامرة .. المشروع الصهيوأمريكي لنزع القوة من الأمة
أفق نيوز|
في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة، يعود إلى الواجهة مجددًا ملف “نزع سلاح المقاومة” في لبنان وفلسطين، في إطار المؤامرة “المؤامرة الصهيو‑أمريكية” التي لا تقتصر على تفكيك قدرات المقاومة، بل تمتد نحو استهداف إيران باعتبارها الداعم الرئيسي لمحور المواجهة مع إسرائيل والهيمنة الغربية.
يستعرض هذا التقرير دوافع المؤامرة، والوسائل التي يُحتمل أن تُستخدم لتنفيذها، مع تسليط الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه سلاح المقاومة في ميزان الردع الإقليمي، وخاصة في لبنان وغزة.
ويُبرز التقرير خطاب السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي كشف بوضوح عن ارتباط الدعوات الدولية لنزع سلاح حزب الله والفصائل الفلسطينية بمخطط صهيوأمريكي يهدف إلى إفراغ الساحة من أي قوة ردع تمنع الاحتلال وتكبح التوسع العدواني.
تتجلى أهمية هذا التقرير في تناوله لقضية مركزية تتعلق بالأمن القومي العربي والإسلامي، وموقع المقاومة ضمن معادلة الصراع الكبرى في المنطقة، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية تحت لافتات “السيادة” و”الاستقرار”، بينما تُرفع ميزانيات التسلح في الغرب إلى مستويات غير مسبوقة منذ الحرب الباردة.
ماذا يُقصد بــ«نزع سلاح المقاومة» ومن يطرحه؟
مصطلح «نزع سلاح المقاومة» يهدف إلى حرمان حزب الله، والمقاومة الفلسطينية، من قدراتها الصاروخية والردعية. من يطرح هذا المطلب بصورة صريحة هي الولايات المتحدة وكيان الاحتلال، حيث تعتبر أن وجود هذه الأسلحة يهدد أمنها أو يمنع تحقيق أهدافها الاستراتيجية، وتساند المطالب الصهيوأمريكية موقف دول عربية ودولية مؤيدة لإجراءات نزع السلاح، بسبب التطبيع الصريح وارتباط مصالحها بالعدو ، والى حالة الضعف
المؤامرة الصهيو‑أمريكية، لها دوافع وأدوات تنفيذ في مقدمتها الدافع الاستراتيجي، والمرتبط برغبة العدو الإسرائيلي في إزالة قوة ردع حزب الله ، والمقاومة الفلسطينية، التي تعتبرها خطراً في محيط عملياتها الإقليمية، ويُنظر إليه من قبل العدو كعائق أمام حرية الحركة العسكرية والهيمنة الإقليمية.
أما الولايات المتحدة ترى في تقليص قدرات حزب الله والمقاومة في فلسطين، خطوة لتثبيت قواعد نفوذ أقوى حلفائها وإضعاف نفوذ إيران في المشرق.
الأدوات السياسية والدبلوماسية التي يستخدمها العدو الصهيوأمريكي تبدأ بممارسة ضغوط دبلوماسية على الحكومة اللبنانية لقبول ترتيباتها ، لإخضاع المقاومة، وإدخال أطراف إقليمية لتقديم مبادرات لإدراج شروط تتعلق بترتيبات الأمن وسيطرة الدولة على السلاح، وتبدأ في خطوات تصعيدية باستخدام الأدوات الاقتصادية والعقوبات، من خلال عقوبات دولية.
بينما يقوم العدو الإسرائيلي بتوجيه ضربات جوية متصاعدة لمواقع تزعم دائماً أنها مقرات لحزب الله أو للمقاومة في غزة بينما تصعد في واقع هذه الجرائم من الابادة الجماعية للسكان المدنيين وتدمير الأعيان المدنية .
لماذا تُعد إيران المستهدف الأكبر في قلب المؤامرة الصهيوأمريكية؟
لا يمكن فهم مساعي نزع سلاح المقاومة في لبنان وفلسطين بمعزل عن الهدف الاستراتيجي الأوسع الذي تسعى إليه أمريكا والكيان الصهيوني، والمتمثل في تحطيم كل حلقات محور المقاومة من الداخل والخارج، وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بوصفها العقدة المركزية في مشروع الردع الإقليمي الذي أفشل مرارًا مشاريع الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة.
حيث يعتبر العدو الصهيوأمريكي، إيران، الراعي الاستراتيجي الأهم لقوى المقاومة، سواء من خلال الدعم السياسي أو التمويل أو نقل الخبرات أو التسليح النوعي، لا سيما في مجالات تكنولوجيا الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيّرة، وبالتالي، فإن ضرب قدراتها العسكرية، أو عزلها سياسيًا واقتصاديًا، يُعد خطوة جوهرية في خنق المقاومة وتفكيك بنيتها الصاروخية.
كما أن المؤامرة لا تقف عند حدود لبنان أو غزة؛ بل تتجه بشكل واضح نحو نزع الحضور الاستراتيجي لإيران، وقد باتت الدعوات الأمريكية الصهيونية، لنزع سلاح حزب الله أو تفكيك قدرات غزة العسكرية، تترافق مباشرة مع مطالبها للحد برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، تحت ذريعة “تهديد الأمن الإقليمي”، في حين أن الهدف الحقيقي هو شلّ قدرة إيران على حماية سيادتها وردع أي عدوان صهيوني أو أمريكي محتمل.
شيطنة إيران لتبرير التدخل والسيطرة
في إطار الحرب النفسية والإعلامية، يسعى العدو الصهيوأمريكي إلى شيطنة إيران وتقديمها كخطر وجودي على دول المنطقة، بغرض كسب تأييد عربي ودولي لخطط استهدافها، هذا المسار يهدف لتبرير تدخلات سياسية أو حتى عسكرية مباشرة في المستقبل، وإلى تمرير خطاب مفاده أن أمن المنطقة لا يتحقق إلا بإقصاء إيران ومحورها، رغم أن الوقائع تثبت أن منبع التهديد الأساسي هو الاحتلال الإسرائيلي المستمر.
مشروع النزع الكامل كمرحلة نهائية للمؤامرة
الربط المتعمد بين سلاح المقاومة اللبنانية والفلسطينية وبين البرنامج الدفاعي الإيراني، يكشف عن بنية المؤامرة الصهيوأمريكية التي تسير على مراحل، تطويع الداخل العربي لقبول فكرة أن السلاح يشكل تهديدًا لا حماية، و إضعاف قوى المقاومة ميدانيًا من خلال الاستهداف أو الحصار، وصولاً إلى إجبار إيران على الرضوخ عبر تصعيد الضغوط أو الحروب المركبة.
هذا المسار، إذا ما اكتمل، سيؤدي إلى تجريد الأمة من عناصر القوة والكرامة والسيادة، وفتح الطريق أمام مرحلة جديدة من السيطرة الشاملة، سياسيًا وأمنيًا وعسكريًا.
الشاهد الحي لخطورة المؤامرة كما قدمه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
خطاب السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله ، لا يقتصر على موقف سياسي بل يمثل تحذيراً مستبصراً يعكس فهماً عميقاً واستشرافاً لخطورة المشروع الصهيو‑أمريكي لنزع سلاح المقاومة، صيغت مواقفه بكلمات لا تقتصر على رفض فوري لطلبات النزع، بل تقدم رؤية استراتيجية تحذر من نتائج التفريط والقبول بمقترحات تُفرغ الأمة من أدوات ردعها،
حيث يؤكد السيد القائد أن قبول نزع السلاح يعني تمهيد الطريق أمام مشاريع احتلالية واستراتيجية تهدف إلى إضعاف الأمة وإلغاء قدرتها على حماية أرضها وشعبها، هذا ليس مجرد خطاب ردّ فعل، بل دعوة للوعي بالنتيجة المباشرة والمستقبلية لتسليم عناصر القوة.
وفي إشارة هامة من كلمته حفظه الله يؤكد السيد القائد أن السلاح ليس غاية بل وسيلة دفاعية وركيزة للحماية الوطنية، وأن فقدانه سيترك فراغاً أمنياً لا تعوضه وعود سياسية أو ترتيبات دولية تظهر غالباً كعناوين لا تحمي من العدوان الفعلي.
ويشير السيد القائد إلى تجارب سابقة حيث كانت المقاومة هي ما أعاد الأرض المغتصبة التي تعرضت للاحتلال ، ليبيّن أن الدروس التاريخية تحتم عدم التفريط في أدوات الردع نهائياً مع عدو لا عهد له ولا ذمة .
باختصار، تحذيرات السيد القائد تُعرض كصوت استشرافي يسلّط الضوء على أن قضية السلاح قضية وجودية مرتبطة بالكرامة والسيادة، وأن القبول بدعوات نزع السلاح يعني المخاطرة بمصير الأمة على المدى الطويل.
التسلح الأمريكي والإسرائيلي مقابل نزع سلاح المقاومة .. تناقض فجّ ورفض منطقي
في سياق تحذيراته ورؤيته الاستباقية، شدّد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي على نقطة محورية تكشف زيف الخطاب الأمريكي‑الإسرائيلي في دعواته لنزع سلاح المقاومة، وتُظهر حجم التناقض السافر الذي يفرض نفسه على الواقع، كيف يُطالَب الشعب اللبناني أو الفلسطيني أو الأمة عموماً بتسليم سلاحها، في الوقت الذي تواصل فيه واشنطن وتل أبيب تعزيز ترساناتهما العسكرية بوتيرة غير مسبوقة؟
الإنفاق العسكري الهائل .. والسلاح “المحرَّم” على الأمة
أكد السيد القائد أن الولايات المتحدة هي الدولة الأكثر إنفاقاً عسكرياً في العالم، بميزانية تقارب تريليون دولار سنوياً، بينما إسرائيل لا تتوقف عن تحديث قدراتها الجوية والنووية والتقنية، وتستفيد من دعم عسكري أمريكي مباشر وغير مشروط، في المقابل، تُمنَع الشعوب المحتلة أو المهددة من امتلاك حتى أبسط أدوات الدفاع، وتُطالَب بالتجرد من السلاح تحت ذرائع سياسية ودبلوماسية.
هذا التناقض الفجّ لا يعكس فقط سياسة الكيل بمكيالين، بل يُظهر بوضوح الطابع الاستعماري لمطالب نزع السلاح، إذ يُراد للأمة أن تبقى عارية أمام عدوانٍ مستمر، بينما يُسمح للعدو بتضخيم قوته وتسليحه دون قيد.
ومن خلال قراءته للواقع العالمي، يشير السيد القائد إلى أن غالبية دول العالم اتجهت خلال السنوات الأخيرة إلى رفع موازناتها العسكرية بشكل ملحوظ، خاصة بعد الحرب في أوكرانيا وتصاعد التوترات الدولية، حيث سجّلت تقارير متخصصة أن الإنفاق العسكري العالمي بلغ أعلى مستوياته منذ الحرب الباردة.
ورغم ذلك، لا يُدان هذا التسلح ولا يُستنكر، بل يُعدُّ “حقًا سياديًا مشروعًا”، لكن حين تمتلك المقاومة في لبنان أو غزة سلاحًا دفاعيًا محدودًا لردع اعتداءات مباشرة، تُشَنّ ضدها الحملات وتُفرض الضغوط.
نحن أمة مستهدفة ولسنا المشكلة
في هذا السياق، يرفض السيد القائد رفضًا قاطعًا أي خطاب يعتبر امتلاك المقاومة للسلاح مشكلة، بل يُعيد توجيه البوصلة نحو الحقيقة، المشكلة ليست في أن تمتلك الأمة سلاحًا، بل في أن تُجبر على التخلي عنه رغم أنها أمة مستهدفة ومعتدى عليها.
إن تحميل المقاومة مسؤولية زعزعة الاستقرار، في حين أن الاحتلال الإسرائيلي هو الجذر الأساسي لكل صراع قائم، يشكل تزويرًا للوقائع وخضوعًا لإملاءات العدو، وهو ما اعتبره السيد القائد أمرًا مرفوضًا وغير مقبول تحت أي ذريعة.
رؤية السيد القائد تضع الأصبع على جوهر المؤامرة، تجريد الشعوب من أدوات الدفاع، بينما يُسمح للعدو بتوسيع ترسانته العدوانية دون مساءلة، وهذا من وجهة نظر استراتيجية وسيادية مرفوض أخلاقيًا ومرفوض واقعيًا، ويجب أن يُواجه بالوعي والرفض الشعبي والسياسي القاطع.
وعيٌ استراتيجي في وجه المؤامرة
تتضح من خلال هذا التقرير معالم مؤامرة خطيرة، تُدار بعناوين “السلام” و”الاستقرار”، لكن جوهرها الحقيقي يتمثل في محاولة نزع سلاح المقاومة وتفكيك قدرات الأمة الدفاعية، تمهيدًا لإعادة فرض السيطرة الصهيو‑أمريكية على المنطقة، بعيدًا عن أي توازن أو ردع.
لقد كشفت كلمات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، بحفظه الله، برؤيةٍ واعية وعينٍ ثاقبة، أن ما يُطرح اليوم من ضغوط تحت مسمى نزع السلاح، ما هو إلا استهداف مباشر لعناصر القوة التي حفظت الأرض ومنعت الاحتلال، ليس فقط في لبنان وفلسطين، بل في كل منطقة حاولت قوى الاستكبار التغلغل فيها.
وأمام تصاعد الإنفاق العسكري الأمريكي والإسرائيلي، واتساع التهديدات، يبدو واضحًا أن الخلل ليس في وجود سلاح بيد المقاومة، بل في محاولة منعه عن المستضعفين وتكريسه لصالح الغزاة. وهذا التناقض الصارخ يُحتم على الشعوب والأنظمة الحرّة أن تعي خطورته، وترفض الخضوع له تحت أي ظرف.
فالصراع لم يعد عسكريًا فقط، بل هو صراع على الوعي والسيادة وحق البقاء، ومن يُفرّط بسلاحه اليوم، قد يُفرّط بوطنه غدًا.
المصدر: موقع يمانيون / تقرير / خاص