الصمود الفلسطيني يرسم ملامح مرحلة جديدة: لا للإدانة.. نعم للفعل والمقاومة
أفق نيوز| تقرير|
منذ اندلاع العدوان الصهيوني على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، شهد الموقف الفلسطيني، في حركته الرسمية ومقاومته الشعبية، تطورًا يُمكن وصفه بأنه موقف ثابت وصمود أسطوري معززا بدعم عسكري وسياسي ومسارات الإسناد اليمنية ولهيب جبهة حزب الله والردع الإيراني للعدوان عليه كانت بمثابة دعائم الصمود والثبات الفلسطيني.
مواقف عربية عسكرية وسياسية حاسمة وضاغطة، لا إدانات فارغة يصب غضبه في الشارع ويرجع هادئا كما لوكان، لأن الفلسطينيين والمقاومة لا يكتفون بالرفض الشعبي والادانات فقط لتعزيز موقفهم المتصدي لعدوان همجي أحرق الأخضر واليابس في غزة وكل فلسطين منذ عامين، وإنما يحتاجون لمواقف عسكرية ورادعة لغطرسة العدو وإيقافه، فالدعوات، والمفاوضات في جوهر السلوك السياسي للعدو لم تأت من فراغ وإنما من وجع في مفاصل مدنه المحتلة ومنشآته الحيوية كمطار اللد ورامون وحيفا وتل أبيب التي الحقت أضرارا ورعبا في كيانه من قبل القوات المسلحة اليمنية وقبلها القوات المسلحة الإيرانية، مع التمسك بحقوق الرد والإسناد للقضية المركزية التي تعتبر قضية كل المسلمين والعرب خاصة.
فخيارات الشعب الفلسطيني ومقاومته مع كل ما ذُكر تعتبر خيارات القوة للمفاوضة لا الادانات والشجب والتنديد التي تزيد العدو من عدوانه وقصفه وهمجيته فيحق للمقاومة اتخاذ ما يلي من موقع القوة لمسارات الاسناد لا الادانات الفارغة:
أولًا: التمسك بثوابت الشعب الفلسطيني. حقوق العودة، حق تقرير المصير، إدارة الشأن الفلسطيني بحرية، ورفض الاحتلال بكافة أشكاله، هي مواقف لا تنازل عنها، وأي مفاوضات أو اتفاقات لا تتحقق من خلالها هذه الحقوق تُرفض أو تُهيّأ لها احتجاجات داخلية.
ثانياً: رفض أي وصاية خارجية تُزيد من أهمية سيادة القرار الفلسطيني، حيث يرفض الفلسطينيون أن يُفرض عليهم من الخارج اتفاق يُلغي أو يُخفّض من مطالبهم الأساسية، وأن يكون هناك صوت فلسطيني مستقل، مقاوم، قادر على الكلام والتفاوض من موقع قوة وليس من موقع عبودية.
ثالثاً: سقف المواقف المدنية والسياسية للفلسطينيون، سواء عبر المؤسسات الرسمية، الحركة الإسلامية مثل حماس، أو فصائل المقاومة، وكذلك المجتمع المدني، لا يكتفون بإدانة العدوان الإسرائيلي فحسب، بل يطالبون باتخاذ إجراءات فعلية، مثل وقف العدوان بدون شروط، انسحاب الاحتلال، إعادة الحقوق، تبادل الأسرى، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وإعمار ما دمره القصف الصهيوني المستمر طيلة عامين كاملين.
حماس وجميع الفصائل تتمسك بخيار المقاومة والمفاوضة بالتزامن، وتعتبر أن أي مفاوضات لا تبدأ بانسحاب الاحتلال من غزة وتوقف التهجير وعودة اللاجئين أو السكان إلى بيوتهم لا معنى لها، لا سيما إن جاءت مقيدة بشروط لا تُراعي الموقف الفلسطيني الجوهري.
المجتمع المدني والإعلام والنخب تُسهم في بلورة الرأي العام، وضغط السلطات، وإيصال المعلومة المُستقاة من الأرض، بما في ذلك معاناة المدنيين، الخروقات، وآثار الحصار والدمار، لضمان أن الموقف الفلسطيني لا يُنسى أو يُهمّش.
الموقع الاستراتيجي للمفاوضات يأتي ضمن موقف لا إدانة المفاوضات، حسب الموقف الفلسطيني، وتعتبر وسيلة وليست هدفًا نهائيًا، بمعنى أنه يجب أن تفضي إلى انسحاب كامل للعدو الصهيوني من غزة والضفة الشرقية المحتلة.
وقف كامل للعدوان، ورفض التهجير القسري، مع ضمان حق السكان في البقاء وإدارة حياتهم بأنفسهم دون وصاية من جهة أجنبية، بالإضافة إلى تبادل أسرى وشهداء كجزء من أي صفقة سلام أو هدنة، وتقديم مساعدات إنسانية غير مشروطة تدخل القطاع برعاية آمنة.
المصدر: نقلا عن موقع المسيرة