أفق نيوز
الخبر بلا حدود

التواجد العسكري الأمريكي في المحافظات اليمنية المحتلة .. محاولة بائسة لثني القوات المسلحة اليمنية عن دعم غزة

55

أفق نيوز|  تقرير|

منذ تصاعد التوتر في البحر الأحمر وباب المندب على خلفية العدوان الإسرائيلي على غزة، اتخذت الولايات المتحدة خطوات عسكرية واضحة لتعزيز وجودها في المنطقة، خاصة في المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية الواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات. وترافق ذلك مع نشر قوات أمريكية ومعدات عسكرية في محافظات مثل المهرة وحضرموت وسقطرى، تحت مبررات مكافحة “التهديد الإيراني” أو “حماية الملاحة الدولية”، لكن واقع الميدان يشير إلى أهداف أعمق تتعلق بإخضاع اليمن وكبح تحركات صنعاء المؤيدة للمقاومة الفلسطينية.

خارطة التواجد الأمريكي في المحافظات اليمنية المحتلة

في سقطرى، القاعدة المتقدمة في المحيط الهندي، حيث تتمركز عناصر من القوات الأمريكية بالتنسيق مع القوات الإماراتية.

وتم إنشاء مرافق تنصت ومراقبة بحرية، وهو أحد المواقع اليمنية الهامة التي يسعى العدو الصهيوأمريكي من خلاله مراقبة حركة السفن في المحيط الهندي وبحر العرب.

أما في المهرة، عبر استخدام مطار الغيضة كقاعدة لوجستية، هناك انتشار قوات أمريكية، وتهدف واشنطن إلى مراقبة الحدود مع سلطنة عمان، ومنع أي دعم لوجستي محتمل من محور المقاومة.

وفي حضرموت، موقع أطماع النفط وخطوط الإمداد، هناك تزايد الوجود العسكري الأمريكي في منشآت نفطية، خصوصًا قرب ميناء الضبة، ويهدف العدو إلى تأمين الإمدادات ومحاولة منع القوات المسلحة اليمنية من استهداف المنشآت النفطية التي تدر أرباحًا لدول العدوان.

 

الأهداف الأمريكية من هذا التواجد

حماية المصالح الاستراتيجية لا حماية الملاحة، رغم الحديث الأمريكي المتكرر عن حماية الملاحة الدولية، إلا أن الواقع يكشف أن الهدف الأساسي هو حماية مصالح واشنطن في موارد الطاقة وخطوط التجارة، ومنع التحول الجيوسياسي في المنطقة الذي قد يضر بمصالحها .

محاولة تطويق صنعاء وردع دعمها لغزة، مع بروز القوات المسلحة اليمنية كفاعل رئيسي في مواجهة العدوان على غزة من خلال العمليات البحرية واستهداف السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني، تسعى واشنطن إلى إرسال رسائل، مفادها أن استمرار الدعم اليمني سيقابل بتصعيد مباشر أو غير مباشر في الجبهات الداخلية.

 دعم التحالف الإماراتي _ السعودي وإعادة إنتاج الاحتلال بشكل أمريكي مباشر، عبر تعزيز تواجدها العسكري، تسعى الولايات المتحدة إلى ملء الفراغ الناتج عن تراجع النفوذ السعودي _ الإماراتي، بما يضمن استمرار احتلال أجزاء من اليمن دون تكبد كلفة سياسية كبيرة.

 

الدلالات السياسية والعسكرية

 اعتراف ضمني بفشل تحالف العدوان الذي دفعت السعودية والامارات كلفته للولايات المتحدة ، وفشلت فشلاً ذريعاً ، واللجوء إلى الانتشار الأمريكي المباشر في المحافظات المحتلة يكشف فشل أدوات العدوان المحليّة (قوات التحالف والمرتزقة) في تأمين الأهداف الاستراتيجية، ما استدعى تدخلًا أمريكيًا مباشرًا.

 تعاظم دور القوات المسلحة اليمنية كقوة إقليمية، والتصعيد الأمريكي جاء كرد فعل واضح على العمليات اليمنية في البحر الأحمر وباب المندب، والتي غيرت موازين القوى البحرية وفرضت واقعًا جديدًا في الملاحة البحرية.

 سقوط الخطاب الأمريكي في ازدواجية المعايير، في الوقت الذي تدعي فيه واشنطن الدفاع عن السيادة اليمنية، نجدها تكرّس الاحتلال عبر تواجد غير مشروع في أراضٍ يمنية.

 

 موقف القوات المسلحة اليمنية ورسائلها

في موقف وطني يعكس الإرادة اليمنية الصلبة ورفض الوصاية الأجنبية، أكدت القوات المسلحة اليمنية أن التواجد العسكري الأمريكي في أي من المحافظات اليمنية المحتلة هو تواجد غير مشروع، وسيُعامل كهدف مشروع للقوات المسلحة، بما يتوافق مع حق اليمن الطبيعي في الدفاع عن سيادته واستقلاله.

وجاء هذا الموقف في بيان رسمي صدر عن القوات المسلحة، وجّه رسالة مباشرة لكل القوى الأجنبية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، محذرًا من مغبة الاستمرار في انتهاك السيادة الوطنية تحت أي ذريعة، ومؤكدًا أن اليمن لم ولن يقبل بأي شكل من أشكال الاحتلال أو الوجود العسكري الأجنبي، مهما كانت التبريرات.

 

أخيراً

وفيما تواصل أمريكا تعزيز تواجدها في بعض المحافظات الجنوبية المحتلة بدعم من أطراف محلية، تؤكد القوات المسلحة اليمنية أن المعادلة تغيرت، وأن اليمن الجديد لم يعد يخضع للهيمنة أو الاملاءات، وأن أي رهان على حماية أجنبية هو رهان خاسر، سنواجه المحتلين كما واجهنا العدوان، وقرارنا واضح لا مكان لقواعد أجنبية على أرضنا، ولا أمان لأي قوة عسكرية لا تحترم سيادة اليمن، وسنستمر في دعم غزة وإسناد مجاهديها بكل قوة مهما كانت التضحيات .

المصدر: نقلا عن موقع يمانيون