السابع من أكتوبر… يومٌ من أيام الله
أفق نيوز|
د نبيل عبدالله القدمي
في مثل هذا اليوم، السابع من أكتوبر 2023م، اهتزّت الأرض تحت أقدام المحتل الإسرائيلي، وتبدّد وهم “الجيش الذي لا يُقهر”.
ففي فجرٍ من فجر الله، انتفض أبناء فلسطين من تحت الركام والحصار، ليُسطروا أروع ملاحم البطولة في غلاف غزة، حيث اخترق المقاومون أسوار الاحتلال، واستعادوا الأرض التي دنّسها، وأسروا جنوده الذين طالما تباهى بهم امام العالم.
كان ذلك اليوم بحق يومًا من أيام الله.
يومًا عرف فيه المحتل حجمه الحقيقي، وذاق فيه طعم الذل الذي طالما أذاقه لغيره.
يومًا رأى فيه العالم أن الإرادة الحرة لا تُقهر، وأن الشعوب التي تؤمن بحقها في الحياة لا تموت.
لكن لم تمر سوى أيام معدودات، حتى تكشّف وجه العالم الحقيقي:
وهرعت أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، بكل ما أوتيت من نفاق، لتقول للمحتل: “لا تخف… نحن معك”.
فعاد الإسرائيلي، لا بوجه جيش ، بل بوجه وحشٍ غادر ، ينهش كل ما أمامه دون رحمة.
عاد ليقتل الطفل قبل الأم، والأم قبل الأب،
ليُبيد العائلة قبل أن تُكمل عشاءها الأخير،
وليمحو المدن فوق رؤوس ساكنيها.
قتل، ودمّر، وجوّع،
وحاصر غزة حتى من لقمة الخبز وجرعة الدواء،
وترك الأطفال يموتون من الجوع والبعض يموت تحت الركام و العالم المنافق يشاهد .
جريمة لم يشهد لها التاريخ مثيلًا منذ خلق الله آدم عليه السلام.
حتى في الحروب القديمة، كان يُجنَّب الأطفال والنساء،
أما في زمن “الحرية وحقوق الإنسان”، فقد صار القتل مباحًا إذا كان المقتول فلسطينيًا.
عامٌين مضت، والعالم ما زال أعمى،
الأمم المتحدة صمّاء،
ومجلس الأمن مقعدٌ عن العدل،
والضمير الإنساني مدفون تحت أنقاض غزة.
لكن رغم كل ذلك، عجز المحتل عن كسر إرادة المقاومة.
فشل في القضاء على المقاتل الفلسطيني،
فشل في استعادة أسراه،
فشل في فرض الاستسلام على شعبٍ يؤمن بأن الموت في سبيل الله حياة.
أما العرب ملوك وحكام ، فقد أثبتت غزة أنهم ليسوا أكثر من موظفين عند الصهيوني والأمريكي.
يتحدثون عن السلام وهم يباركون الذبح،
ويتباهون بالمؤتمرات وهم يتجاهلون الجثث.
غزة لم تكن مجرد مدينة محاصرة،
بل كانت ميزان الحق والباطل،
كشفت الوجوه المقنّعة، وأسقطت أقنعة الزيف والإنسانية المزيّفة.
من أراد أن يعرف من مع الله ومن مع الشيطان، فلينظر إلى غزة.
من أراد أن يعرف معنى الكرامة، فلينظر إلى المقاوم الفلسطيني الذي يقاتل بحجرٍ وإيمان.
إن السابع من أكتوبر سيظل خالدًا في ذاكرة الأمة،
اليوم الذي سقط فيه غرور إسرائيل،
وانكشفت فيه حقيقة الغرب،
وثبت للعالم أن صاحب الأرض هو صاحب القوة التي لا تُقهر.