لا تتجاهل آلام الرقبة.. هذه أبرز أسبابها
أفق نيوز|
رقبتك تتحرك باستمرار خلال روتينك اليومي، سواء أثناء الاسترخاء في المنزل، أو العمل، أو ممارسة الرياضة. وعلى الرغم من صغر حجمها، إلا أن الرقبة جزء معقد من العمود الفقري، يحتوي على عضلات، وعظام، ومفاصل، وأوتار، وأوعية دموية، وأعصاب، كلها مجمعة في مساحة طولها حوالي 12 سنتيمترًا، تدعم رأسك البالغ وزنه 5.5 كيلوغرام وتربط الدماغ بجسمك.
العمود الفقري العنقي وحساسية الرقبة
تتعرض الرقبة بشكل خاص للإصابة والأمراض المزمنة نتيجة تعقيد بنيتها وحركتها المستمرة. وتشير دراسة منشورة في Global Spine Journal إلى أن 60-80% من الأشخاص يعانون من آلام الرقبة في مرحلة ما من حياتهم، بينما يبلغ معدل الإصابة السنوي ما بين 10.4 و21.3%. ويعاني حوالي 50% من الأشخاص من آلام متكررة في الرقبة، ما يشكل مشكلة صحية عامة مهمة.
وفق أطباء مايو كلينك، فإن الوضعية غير السليمة للجسم — كالانحناء أمام الكمبيوتر أو الهاتف — تُجهد عضلات الرقبة. كما يُعد الالتهاب المفصلي العظمي من أكثر أسباب الألم شيوعًا. ويُنصح بطلب الرعاية الطبية فورًا عند وجود ألم مصحوب بخدر، ضعف في الذراعين أو اليدين، أو ألم يمتد إلى الكتف أو أسفل الذراع.
أسباب آلام الرقبة المرتبطة بالسلوكيات اليومية
الإجهاد العضلي: الجلوس لساعات طويلة أمام الحاسوب أو الهاتف، أو القراءة على السرير، يجهد عضلات الرقبة والكتف. يُنصح بالتحرك بشكل دوري، ومد الرقبة والكتفين، وضبط المكتب والشاشة بحيث تكون على مستوى العين.
استخدام الهاتف والقراءة في السرير: النظر المستمر لأسفل أثناء القراءة أو استخدام الهاتف يزيد الضغط على الرقبة. يُفضل رفع الجهاز إلى مستوى العين، واستخدام وسادة أو عدة وسائد لدعم الظهر، ووضع وسادة تحت الركبتين للحفاظ على استقامة العمود الفقري.
النوم بوضعية خاطئة: النوم على البطن أو استخدام وسادة غير مناسبة يدفع الرقبة إلى وضع غير طبيعي. من الأفضل النوم على الظهر أو الجانب مع وسادة داعمة للرقبة ومحاذاة الرأس مع العمود الفقري.
الوضعية السيئة أثناء الجلوس أو الوقوف: يجب أن تكون الأذنان فوق الكتفين مباشرة، والكتفان في خط مستقيم مع الوركين، مع رفع الأجهزة إلى مستوى العين لتقليل الانحناء الأمامي للرقبة.
حمل الأوزان الثقيلة على كتف واحد: مثل حقائب الكتف أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة. ينصح بتوزيع الوزن بالتساوي على كلا الكتفين أو تغيير الكتف المستخدم بشكل دوري.
قلة النشاط البدني: ممارسة التمارين الهوائية وتمارين المرونة وتقوية العضلات تحسن الدورة الدموية، وتدعم عضلات الرقبة والكتف والظهر، وتقلل من الإجهاد والتصلب.
التقدم في العمر والحالات المرضية: تآكل المفاصل، والانزلاق الغضروفي، ونتوءات العظام، وحوادث الإصابات، أو أمراض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو السرطان، كلها قد تسبب ألم الرقبة. كما يزيد التدخين من احتمالية الإصابة.
متى يجب مراجعة الطبيب فورًا؟
أغلب آلام الرقبة ناتجة عن أنشطة يومية وعادات غير صحيحة، لكنها تتحسن عادة بتعديل وضعية الجسم وممارسة التمارين. ومع ذلك، يجب مراجعة الطبيب إذا كان الألم:
شديدًا أو مستمرًا لعدة أيام دون تحسن.
مصحوبًا بخدر، ضعف، أو وخز في الذراعين أو الساقين.
نتيجة إصابة مثل حادث سيارة أو سقوط.
مرتبطًا بصداع شديد أو ألم ينتشر إلى الكتف أو أسفل الذراع.
تجنب آلام الرقبة يبدأ بالانتباه لوضعية جسمك أثناء الجلوس، العمل، النوم، وممارسة الرياضة. التوازن بين الحركة والراحة، واستخدام الوسائد المناسبة، وممارسة التمارين لتقوية العضلات، كلها خطوات أساسية للحفاظ على صحة الرقبة ومنع الألم المزمن.