خروقاتُ الاحتلال نكثٌ للاتّفاق
أفق نيوز|
نبيل الجمل
على الرغم من الاتّفاقية التي تم التوصل إليها لوقف إطلاق النار في قطاع غزة عبر الوسطاء، فَــإنَّ الخروقات المتكرّرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي مُستمرّة هذه الأيّام، على مرأى من الوسطاء والمجتمع الدولي ومبادئ القانون الدولي الإنساني.
إن الاحتلال يواصل ارتكاب المجازر والاستمرار في الانتهاكات الوحشية ضد أهالي غزة وفلسطين.
في الوقت ذاته، يتباكى المجرم ترامب وحلفاؤه من الصهاينة والمطبِّعين والمُطبلين على جثامين عددٍ من جنود الاحتلال الإسرائيلي، ويتجاهلون جثامين عشرات الآلاف من شهداء شعب غزة والشعب الفلسطيني، التي إما ما زالت تحت الأنقاض، أَو تبخرت، أَو منع الاحتلال المجرم أهلها من دفنها فنهشتها الكلاب.
تصريحات نتنياهو وتهديده بتأخير فتح معبر رفح وتقليص دخول المساعدات الإنسانية تعكس نهج حكومته الفاشية في تشديد الخناق على أهل غزة والتلاعب بالمِلف الإنساني.
كما كُشف عن جريمة تاريخية يجب أن يعلم بها العالم أجمع: فقد سلّم الصليب الأحمر من سجون الاحتلال جثثًا لفلسطينيين من غزة كانوا معصوبي العينين، ملفوفًا حول أعناق بعضهم حبلٌ ليموتوا خنقًا.
وقد وُجد كثير منهم دون أعضاء داخلية، بعد أن تم تفريغها وحشو بطونهم بالقطن.
إنها أبشع جريمة لم تعرفها البشرية من قبل.
وتشير بعض المصادر إلى أن الإسرائيليين يتاجرون بالأعضاء البشرية التي يستخرجونها من الأسرى والجرحى الفلسطينيين في سجون الاحتلال – جريمةٌ إنسانية لم تُسجَّل في أي مكانٍ في العالم.
لقد ارتكب الاحتلال الإسرائيلي خروقات بالعشرات بعد إعلان وقف العدوان على غزة، وارتقى خلالها شهداء وجرحى بالعشرات أيضًا.
فمنذ الإعلان عن انتهاء الحرب على قطاع غزة، نفّذ الاحتلال سلسلةً من الخروقات الخطيرة والمتكرّرة، في انتهاك صارخٍ وواضحٍ لقرار وقف الحرب ولقواعد القانون الدولي الإنساني.
وتنوّعت هذه الخروقات بين:
إطلاق النار المباشر على المدنيين.
القصف والاستهداف المتعمّد.
اعتقال عددٍ من المواطنين العُزّل.
في ممارساتٍ تعكس استمرار النهج العدواني للاحتلال، رغم إعلان وقف الحرب.
ويستخدم الاحتلال في ذلك آلياته العسكرية والدبابات المتمركزة على أطراف الأحياء السكنية، والرافعات الإلكترونية المزوّدة بأجهزة استشعار واستهداف عن بُعد، إضافة إلى الطائرات المسيرة (مثل “كواد كابتر”) التي تواصل التحليق فوق المناطق السكنية وتنفّذ عمليات إطلاق نار واستهداف مباشر للمدنيين.
ومنذ صدور قرار وقف الحرب، ارتقى خلالها شهداء وجرحى بالعشرات بجراحٍ متفاوتة جرّاء هذه الخروقات المتواصلة.
ومن بين أشكال الخروقات أيضًا: المعاملة الشنيعة المتمثلة في تقليص وعرقلة إدخَال المساعدات الإنسانية؛ إذ انخفضت كميات المساعدات الداخلة إلى غزة عن المستوى الذي كانت عليه في بداية الاتّفاق.
كما يقوم الاحتلال بعرقلة عمل الجرافات التي تُعنى بإعادة الإعمار في غزة بعد الدمار الهائل الذي خلّفه العدوان والحرب.
ندعو المجتمع الدولي إلى:
التحقيق الفوري في خروقات الاتّفاقية.
اتِّخاذ موقفٍ حازمٍ إزاء هذه الغطرسة.
مواصلة إجراءات محاسبة مرتكبي جرائم الحرب في غزة ومحاكمتهم.
تقديمهم إلى العدالة الدولية.
ومواصلة عزل الاحتلال وقادته عن الساحة السياسية العالمية.