من الفاشر إلى الساحل الغربي يتكرر المشهد وتتشابه الجريمة والمجرم
أفق نيوز| د نبيل عبدالله القدمي
في السودان اليوم تغتصب النساء على مرأى من ذويهن وتنتهك الحرمات في وضح النهار ميليشيا الدعم السريع المدعومة من الإمارات تمارس أبشع صنوف الإجرام ضد الإنسان والإنسانية حتى غدت أجساد النساء ساحة لتصفية الحسابات السياسية والعسكرية. تقارير حقوقية محلية ودولية توثق فظائع يصعب على الضمير الإنساني احتمالها وكأن الهدف هو إذلال الإنسان السوداني وتحطيم ما تبقى من إنسانيته وكرامته.
لكن أليس هذا المشهد مألوفًا؟
ألم نشاهده من قبل في اليمن في الساحل الغربي في المخا والخوخة حيث تواجد المليشيات المدعومة إماراتيًا بقيادة المرتزق طارق عفاش التي مارست الانتهاكات ذاتها؟
ألم تغلق السجون السرية، وترتكب الجرائم بحق النساء والأطفال وتسلب الأراضي والمنازل باسم التحرير
وفي عدن أيضا يتكرر السيناريو ذاته على يد مليشيات الانتقالي الجنوبي التي يقودها المرتزق عيدروس الزبيدي مليشيات تتغذى من المال والسلاح الإماراتي وتزرع الرعب بين المدنيين قتلاً وترويعًا ونهبا
إن ما يجري في السودان اليوم ليس حادثا منفردًا بل هو امتداد لسلسلة من الجرائم التي تدار من غرفة عمليات واحدة في أبوظبي.
فالإمارات التي قدّمت نفسها يوما كدولة تسامح وسلام أصبحت اليوم حليفا معلنا لإسرائيل وأداة تنفيذ لأجندتها في المنطقة
إسرائيل توجه والإمارات تنفذ عبر مرتزقتها في اليمن والسودان وليبيا الذي يؤدّون الدور كما طلب منهم وهو
تشويه صورة الإسلام، وتدمير المجتمعات العربية من
الداخل وإحراق ما تبقى من منظومة القيم والعروبة.
إنها ليست حربًا سياسية فحسب بل حرب أخلاق ودين وإنسانية.
حين تغتصب النساء باسم التحرير وحين يقتل الأب أمام ابنه لأنه رفض الانصياع وحين يسجن الصحفي لأنه كتب كلمة حق فاعلم أن الممول لا يبحث عن نصر بل عن طمس الهوية.
في اليمن كما في السودان تسقط الأقنعة
تتبدل الأسماء الدعم السريع الانتقالي ألوية العمالقة الحزام الأمني حراس الجمهورية لكنها كلها وجوه متعددة لوجه واحد وجه القبح الإماراتي الصهيوني المشترك.
وجه لا يعرف الرحمة ولا يحترم دينا ولا يرعى ذمة.
لقد آن الأوان للعالم أن يرى الحقيقة كما هي
أن ما يجري في السودان واليمن ليس سوى فصول من مشروع واحد، مشروع تدمير الإنسان العربي وتزييف صورته في وعي العالم.
أما نحن، أبناء اليمن فلا بد أن نقولها بوضوح
لن تُغسل جرائمهم مهما حاولوا التجميل بشعارات السلام
فالتاريخ لا ينسى والدماء لا تجف واليمني لا يترك حقه ولا يهمل ثأره والإرادة الوطنية لا تنكسر بإذن الله ستتحرّر كل أرض اليمن من دنس المحتلين ومرتزقتهم وستبقى بلادنا حرة موحدة عصية على الانكسار والتقسيم.
دماء الشهداء الطاهرة الزكية لن تذهب سدى فهي وقود الحق ودافع لمواصلة النضال من أجل الكرامة والعدالة. وسنسعى إلى تحرير أرضنا وسيادتها عبر جيشنا وقيادتنا القرانية ذات القيم الدينية والإنسانية
إن طريق الحرية والكرامة طويل وشاق لكنه يسلك بثبات الإيمان وصمود الشعب. وسنبقى نذكر العالم أن العدالة هي الحل وأن الحرية التي نبغيها ليست انتقاما أعمى، بل استعادة للحق والإنسانية وكرامة الأجيال القادمة.