إطلالة على كلمة الأمين القاسم
أفق نيوز| نبيل الجمل|
بمثابة بيان سياسي وعقائدي راسخ، يُجدِّدُ ثوابت المقاومة ويُرسم خارطة طريق للصمود في مواجهة التهديدات الوجودية.. هكذا جاءت كلمة الشيخ نعيم قاسم، يوم الثلاثاء، الموافق 11 نوفمبر 2025م، بمناسبة يوم الشهيد..
لقد تمحورت حول تأكيد لا يقبَلُ التأويلَ على التمسُّك المطلَق بسلاح المقاومة ورفض الإملاءات، حَيثُ شدّد الشيخ قاسم بشكل قاطع على أن التخلي عن هذا السلاح ليس خيارًا، بل هو مدخلٌ لوضع لبنان في “خطر وجودي حقيقي” تحتَ رحمةِ العدوان الصهيوني.
وهو بذلك يضع معادلة واضحة: إن الثمنَ الذي يُدفَعُ في المواجهة والتضحية هو بالضرورة أقلُّ وأهونُ من ثمن الاستسلام الذي يفتح البلاد والعباد أمام أفق الهزيمة.
وقد رسخ خطابه ثلاث قواعد للصمود، مفادها أن المقاومة وشعبها لا يُهزمان، وأن نتيجتهما محصورة في إحدى الحسنيين: النصر أَو الشهادة، وأن المرحلة الراهنة هي زمن صناعة المستقبل القائم على العزة والكرامة.
وإلى جانب ترسيخ الثوابت الداخلية، انطوت الكلمة على تحذير جدي وفاعل من التدخلات الأمريكية والإسرائيلية المباشرة في مستقبل لبنان، مؤكّـدًا أن هدف واشنطن الأَسَاسي هو نزع سلاح المقاومة ليبقى الساحة اللبنانية مكشوفة أمام المخطّطات العدوانية.
كما وضع الشيخ قاسم النقاط على الحروف فيما يخص اتّفاق وقف إطلاق النار المبرم في 27 نوفمبر 2024، مشدّدًا على أن هذا الاتّفاق يتعلق “حصرًا بجنوب نهر الليطاني”، وأن أية شروط لوقف العدوان يجب أن تشمل الانسحاب الإسرائيلي الكامل ووقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، رافضًا أية محاولات لتضخيم الاتّفاق بما يتجاوز سياقه.
ولم يغفل الأمين العام لحزب الله عن توجيه رسائل الوحدة والإشادة بجبهات المقاومة الممتدة، حَيثُ استذكر الأمين العام انسحاب الاحتلال من لبنان عام 2000، مؤكّـدًا أنه لم يكن نتاجًا للمفاوضات أَو الحلول السياسيَّة، بل كان خروجًا صاغرًا بفعلِ ضربات المقاومة وتضحيات شهدائها.
وختم الشيخ قاسم كلمته بتوجيه تحيةً خَاصَّةً للشعب اليمني الأبي، واصفًا إياهم بأنهم “طلائع التحرير بإذن الله”، اعترافًا وثناءً على دورهم الإسنادي القوي والبارز وغير المسبوق لغزة؛ مما يؤكّـد أن الكلمة كانت بيانًا شاملًا لـ تأكيد ثوابت محور المقاومة، ورفض التنازلات، والتحذير من المشروع الأمريكي الإسرائيلي لتقويض قوة لبنان وقراره.