لماذا يخشى نتنياهو راية اليمن
أفق نيوز| د نبيل عبدالله القدمي
لم يكن تصريح المجرم بنيامين نتنياهو الأخير بشأن الراية التي ترفعها صنعاء (أنصارالله) مجرد انفعال سياسي بل كان اعترافا صريحا بأن اليمن أصبح لاعبا إقليميا مؤثرًا وأن صوته وفعله باتا حاضرين في قلب الحسابات الأمنية للكيان فالاحتلال الذي طالما انشغل بتهديدات قريبة ومباشرة وجد نفسه اليوم يتحدث عن راية ترفرف على
بعد آلاف الكيلومترات لكنه يشعر بها وكأنها فوق تل أبيب نفسها.
نتنياهو لا يخشى الراية من حيث شكلها أو كلماتها فقط
بل من الإرادة والقيادة التي تقف خلفها ومن الموقف الذي لم يعد مجرد خطاب بل مشروع مقاوم أثبت أنه قادر على التحرك في البر والبحر وتغيير مسارات الملاحة وفرض قواعد اشتباك جديدة الراية هنا ليست شعارًا بل إعلان موقف صلب تُرجم إلى فعل والفعل إلى معادلة إقليمية لم يكن الاحتلال يتوقع ظهورها من اليمن تحديدًا.
ما زاد من قلق نتنياهو أن الجبهة اليمنية تحولت خلال سنوات قليلة من بلد مشغول بصراعاته الداخلية إلى قوة صاعدة تمتلك القدرة على التأثير في خطوط التجارة العالمية وفي توازن الردع. وعندما يعترف رئيس وزراء الاحتلال بأن هذه الراية تحمل تهديدًا مباشرًا فهو يقر بأن اليمن لم يعد حضورا هامشيا بل جزءا من مشهد الصراع على مستوى المنطقة بأكملها.
إن حديث نتنياهو عن الراية المختلفة ليس وصفا دعائيا بل تلويحا مبطنا بأن الزمن الذي كانت فيه إسرائيل تتجاهل اليمن قد انتهى. فالجبهة البعيدة جغرافيا أصبحت قريبة من حساباته الأمنية والراية التي ترفرف في صنعاء باتت في نظره إعلانًا عن مرحلة جديدة في معادلة المواجهة.
في النهاية الراية التي أرعبت الكيان لم ترتفع بقوة الريح بل بقوة التحولات الكبرى في وعي وقوة وإرادة اليمنيين وشجاعة قائد قراني يرى بنور الله وبقدرة واقع جديد فرض نفسه رغم البعد الجغرافي ومن هنا لم يعد السؤال لماذا تخيفه راية اليمن بل ماذا سيعني هذا الخوف لمستقبل المنطقة وتوازنات الصراع مع العدو الإسرائيلي