أفق نيوز
الخبر بلا حدود

نفحات رمضانية

124

 

بقلم / زينب الشهاري

ها أنت أتيت لتكون غوثا و ملاذا.. جئت لتغسل روحي المتعبة و تسكب عليها من برد سكينتك و تفيض عليها من غيث جودك….

جئت لتكون زادا أستقوي به و منهلا أرتوي منه. ستسمعني مطولاً و مطولاً و أنا أبث إليك شكواي، و أرمي بني حنايا صدرك الرحب حمل عنائي و ثقل خطوب ألمت بي…

فأنت مثلي لن ترى مجددا ذلك الطفل الذي ألف أن يعلق فانوسا أمام داره فرحا بقدومك، و ستحن لتلاوة ذاك الشاب الذي اعتاد أن يرتاد ذلك المسجد و يعتكف في لياليك، و لن ترى مجددا ذاك الشيخ البشوش الذي كان يوزع حبات التمر على المارة قبيل أذان المغرب، و لن تسمع دعاء تلك الأم الذي كان يزين أسحارك… لن تراهم عند قدومك إلي هذا العام لأن يداً آثمة بطشت بهم.

فمصابك كما هو مصابي بفقدهم عظيم غير أن ثقتي و رجائي بمن مثلهم بني ثنايا خافقي كبير فبهم ستظل جذوة روحي متوهجة …لن تخمدها أيادي العابثني و لو كرثت أو تحجب ضياء شمسها نكر أفعالهم و لو استنفرت… ففلذات روحي قد مدوا حبلاً موصولاً إلى صاحب العزة و القوة و الجبروت و منه يستمدون الصبر و به سيلهمون و يوهبون النصر و سيؤيدون بالغلبة.

ستأتي لتعطر أنفاسي من نفحاتك، لتريح نفسي في تراتيل أسحارك، و لتنسيني أوجاعي في رحاب روحانياتك.

أتيت لتطفىء في أبنائي فواجعهم و تنتشلهم من هموم مصائبهم و تشدهم إلى حبلهم الموصول أكرث و أكرث.

ستطل قريبا على أرضي التي غرقت بدماء أبنائي و تدثرت بآهات من ظلوا على ترابها الغالي أبنائي يا رمضان في شوق للقياك كما أنا يمن الصمود و العلا أتحرق شوقا لقدومك فأهلا و سهلا بعزيز اشتاقت له النفوس و تهللت بمقدمه القلوب.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com