أفق نيوز
الخبر بلا حدود

فلسطين أمام خطر قانوني وجودي.. خطوات قد تمهد لنهايتها

111

أفق نيوز|

تفاهمات أمريكية – صهيونية لوقف العدوان على غزة مقابل تغييرات جذرية في الخريطة السياسية للمنطقة

كثرت في الآونة الأخيرة التسريبات حول تفاهمات أمريكية–إسرائيلية تهدف إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط مؤشرات على تحولات جذرية قد تطال شكل المنطقة ومستقبل القضية الفلسطينية.

جاء ذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وقف إطلاق النار بين الكيان الإسرائيلي وإيران، فيما عُرف بـ”حرب الـ12 يوماً”، وهو ما دفع البعض للتساؤل حول إمكانية انعكاس هذه التسوية على العدوان المستمر على غزة منذ أكثر من 21 شهرًا.

قمة لاهاي… وملامح اتفاق جديد

في ختام قمة حلف شمال الأطلسي التي عُقدت في لاهاي، لمح ترامب إلى أن اتفاق وقف العدوان على قطاع غزة بات قريبًا جدًا. تسريبات إعلامية إسرائيلية، أبرزها من صحيفة “إسرائيل هيوم”، أشارت إلى أن هناك اتصالات جرت بين ترامب، ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، تضمنت تفاهمات لإيقاف العمليات العسكرية خلال أسبوعين على أقصى تقدير.

وتتضمن هذه التفاهمات – وفقًا للتقارير – الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس، مقابل ترحيل عدد من قيادات الحركة إلى دول أخرى، في إطار ما يُوصف بـ”التسوية الإقليمية”.

تسوية مشروطة… ودور عربي جديد

وبحسب المصادر ذاتها، فإن الاتفاق يشمل أيضًا إدارة قطاع غزة من قبل تحالف يضم أربع دول عربية، من بينها مصر والإمارات، وبإشراف دولي تشارك فيه واشنطن وتل أبيب، دون إشراك وسطاء تقليديين مثل مصر أو قطر في هذه المرحلة.

وتشير التحليلات إلى أن هذه الخطوة قد تُمهد لإفراغ قطاع غزة تدريجيًا من سكانه، عبر اتفاق قانوني يحمل أبعادًا استراتيجية بعيدة المدى.

الضفة الغربية… توسع “قانوني” للسيادة الإسرائيلية

بالتوازي مع ذلك، تحدثت تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية عن اتفاق أمريكي رسمي يمنح “إسرائيل” سيادة جزئية على أجزاء من الضفة الغربية، في خطوة تُعد سابقة من حيث الإقرار الدولي بهذا التوسع، ولكن تحت غطاء دبلوماسي هذه المرة، على عكس ما حدث في غزة.

وتشير تصريحات للمحلل السياسي الفلسطيني عدنان الصبّاح إلى أن أكثر من 64% من الضفة الغربية باتت فعليًا تحت السيطرة الإسرائيلية، مع حصر الفلسطينيين في جيوب سكانية صغيرة لا تتجاوز 8% من المساحة الكلية للضفة، في تكرار مشابه لما يحدث في قطاع غزة.

“اتفاق إبراهام 2.0″… إعادة تشكيل المنطقة

وفي تطور لافت، كشفت وسائل إعلام أمريكية عن مساعٍ لتوسيع نطاق اتفاقيات إبراهام لتشمل دولًا جديدة، بينها سوريا ولبنان والسعودية. وتشمل العروض الأمريكية المقابلة لهذه الدول رفع العقوبات، دعم مشاريع إعادة الإعمار، واستثمارات ضخمة في البنية التحتية والاتصالات، من بينها مشروع “ستارلينك” للبنان.

ويرى مراقبون أن ما يجري حاليًا لا يُمثل مجرد اتفاق لوقف الحرب، بل هو إعادة رسم للحدود والتحالفات في الشرق الأوسط، تمهد لتحولات قد تطال الهوية السياسية والجغرافية لدول عديدة.

السعودية وحل الدولتين… دولة فلسطينية “منزوعة السلاح”؟

وفيما يتعلق بالسعودية، التي تشترط إقامة دولة فلسطينية مقابل تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، أشارت تقارير إلى أن الإدارة الأمريكية تروج لفكرة حل الدولتين ضمن الإطار الجديد، إلا أن هذه الدولة الفلسطينية المقترحة ستكون عبارة عن مناطق متفرقة ومنزوعة السلاح، ما يثير تساؤلات حول جدية هذا الطرح.

إيران تحت الحصار… خنق محور المقاومة

وبعد فشل التصعيد العسكري ضد طهران، تتجه واشنطن – وفق تقارير من “فوكس نيوز” – إلى استراتيجية جديدة لمحاصرة إيران عبر تجفيف منابع نفوذها في المنطقة، خصوصًا في سوريا ولبنان والعراق، والعمل على “نزع السلاح السياسي” من حلفائها في ما يُعرف بمحور المقاومة.

خلاصة المشهد… تسوية أم إعادة تشكيل للمنطقة؟

ما تكشفه هذه التحركات والتسريبات يشير إلى أن ما يُحضّر في الكواليس يتجاوز مجرد وقف الحرب في غزة، إلى مشروع لإعادة تشكيل المنطقة برمتها، مع ما يتضمنه من تغييرات جيوسياسية وديموغرافية عميقة.

ويبقى السؤال الجوهري: هل نحن أمام تسوية سياسية حقيقية، أم “نهاية قانونية” لفلسطين كما نعرفها؟