عدوانٌ (إسرائيلي) بخديعة أمريكية لإهانة مقصودة.. ما جدوى “الإدانة”؟
أفق نيوز|
شاهر احمد عمير
تظل الشعوب العربية منذ عقود تحت وطأة غدة سرطانية تمثلها (إسرائيل)، التي زرعها الاستعمار الغربي في قلب الأُمَّــة العربية والإسلامية لتكون أدَاةً للهيمنة والتفتيت، وتمكين المشاريع الإمبريالية في المنطقة. هذا الكيان يمارس أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين واللبنانيين واليمنيين والسوريين من قتل وتهجير وحصار، مستخدمًا كُـلّ الوسائل العسكرية والسياسية لفرض إرادته على الأرض، دون اكتراث بالقوانين الدولية أَو حقوق الإنسان، مستفيدًا من الغطاء الأمريكي المباشر والدعم الغربي العام. ومجلس الأمم المتحدة، تحت سيطرة الولايات المتحدة، بقي صامتًا أمام هذه الجرائم.
في الآونة الأخيرة، تكشفت بوضوح الخديعة الأمريكية التي تغطي على العدوان الإسرائيلي وتغنيه بالحرية والسلام. فبينما تدعو واشنطن المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، إلى الحوار في الدوحة للتوصل إلى حَـلّ سلمي، يقوم الطيران الإسرائيلي بقصف وفد المقاومة أثناء تواجده هناك، في مؤشر واضح على ازدواجية الدور الأمريكي وكذب شعاراته عن الحرية والسلام. هذا التناقض ليس مفاجئًا، بل يعكس السياسة الأمريكية الحقيقية، والتي تهدف إلى حماية الكيان الإسرائيلي، وتقديم الدعم العسكري والسياسي له، بينما تصور نفسها وسيطًا حياديًّا.
التجربة أثبتت أن (إسرائيل)، بدعم أمريكي مباشر، لن تتوقف عن العدوان على العرب وكَلِّ الأمة إلا بالقوة والمقاومة الحقيقية. وكل دعوات الحوار أَو المؤتمرات السياسية المصحوبة بالتهديدات والقصف تهدف إلى إذلال الشعب الفلسطيني وإضعاف المقاومة، كما حدث مع وفد حماس في قطر. هذا السلوك يكشف زيف الادِّعاءات الأمريكية ويفضح أهدافها الحقيقية، التي لا تتعلق بالحرية أَو السلام، بل بالحفاظ على الهيمنة الإسرائيلية واستمرار الاحتلال وتفتيت الأُمَّــة.
اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يجب على الشعوب العربية والإسلامية إدراك أن الكيان الصهيوني يمثل عدوًّا وجوديًّا، وأن الولايات المتحدة ليست إلا أدَاة لحمايته، تغطي على جرائمه بالكذب والدعاية، وتدّعي حرصها على الحوار والسلام بينما تسهم في استمرار العدوان. الصمود الفلسطيني والمقاومة المُستمرّة هما السبيل الوحيد لتحدي هذه الخديعة واستعادة الحق المسلوب، وكشف زيف الدعاية الأمريكية أمام العالم.
إن التاريخ سيسجل أن إرادَة الحرية لا تُقهر، وأن الشعوب الحية قادرة على مواجهة الاحتلال مهما امتدت يد الغطرسة.
العدوان على الدوحة إهانة متعمَّدة لكل العرب، قصفٌ أثناء الدعوة للحوار يُظهر بوضوح أن الخديعة الأمريكية والادِّعاءات الزائفة لا تحمي الكيان الإسرائيلي إلا على حساب الشعب الفلسطيني. صمود الفلسطينيين ومقاومتهم هو الطريق الحقيقي لاستعادة الأرض والكرامة، وكشف زيف الشعارات الأمريكية حول الحرية والسلام.