21 سبتمبر ميلاد وطن جديد
أفق نيوز|
خلود سفيان
من بين ركام المآسي والحكم الجائر الذي استبدّ شعبًا بأكمله كان لا بد للثورة أن تولد. لم تكن مجرد ردة فعل بل كانت صرخة حياة انبعثت من عمق الوجع لتعيد للوطن والشعب كرامتهما وحقهما المسلوب.
خرج أبناء الشعب الأحرار ليلبّوا نداء الثورة على التسلط والظلم، خرجوا بوجه رافض الاستبداد الذي أصبح المهيمن على كل شبر من البلاد. كانت الثورة هي الشعلة التي تُعيد للشعوب مجدها وعزها وهي الكفيلة بتحقيق ما عجزت عنه الثورات السابقة. لقد سطا العملاء والمرتهنون على أهداف ثورتي 26 سبتمبر و11 فبراير وتجاهلوا تضحيات الشعب العظيم فكانت الحاجة ماسة لثورة تصحيح. لم تكن ثورة 21 من سبتمبر مجرد امتداد بل كانت ثورة تصحيح حقيقي لمسار الثورات السابقة. لقد كشفت زيف المنافقين وحقدهم وفضحت أولئك الذين استهانوا بالشعب من أجل مصالحهم وأطماعهم الشخصية.
21 سبتمبر إرادة شعب وتاريخ يُكتب من جديد، كانت ثورة 21 سبتمبر المجيدة ميلادًا جديدًا لليمن فقد حررته من الوصاية الخارجية ورفعت اسم اليمن عاليًا لم تعد اليمن مجرد تابع بل أصبحت صانعة قرار وموقف. فها هو اليمن اليوم يمتلك قوة عسكرية تُعد الأعظم في المنطقة وجيشًا يُحسب له ألف حساب يقف موقفًا مشرفًا لنصرة الحق، إنه لا ينصر غزة اليوم إلا إيمانًا بمبادئ الثورة الإيمانية الإنسانية الحقيقية التي لم يسطُ عليها أحد. إنها ثورة قام بها الشعب وهو وحده من يقرر مصيره ثورة تشتعل بقيادة السيد القائد وستظل شعلتها متقدة لأنها هي من أعادت لليمن روحه وجعلته يولد من جديد.
إن الثورة ليست مجرد تغيير سياسي بل هي تغيير في الوعي ثورة في الفكر ونقلة نوعية في إدراك الشعب لقدراته. لقد علّمتنا ثورة 21 سبتمبر أن التحرر الحقيقي يبدأ من الداخل وأن قوة الأمم ليست في عدد جيوشها فقط بل في وحدتها وعزمها وإيمانها بقضيتها العادلة. هي ليست نهاية المطاف بل بداية طريق طويل نحو بناء يمن قوي ومستقل يمن يحكمه أبناؤه ويصنع مجده بيديه