كيف تتحرك جبهات العدوان على اليمن من الرياض إلى واشنطن ولندن و”إسرائيل”..!
أفق نيوز| تحليل|
تبدو تحركات العدو وأدواته في اليمن متزامنة مع مجموعة من القراءات التي توفرها سلسلة الاحداث التي كشف عنها الإعلام الغربي والوقائع على الأرض اليمنية.
واللافت أن التحركات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية تسير في اتساق تام مع تآمر سعودي اماراتي خبيث يحرك أدوات العدوان الإقليمية والمحلية على اليمن وهو ما فضحه كشف أجهزة الامن والمخابرات اليمنية في صنعاء لخلايا التجسس التي ضبطتها باحترافية شديدة …
غرفة عمليات الرياض جبهة عدوان متقدمة
وتبدو التحركات السعودية الاستخباراتية على الساحة اليمنية متزامنة مع ما كشفه الإعلام الغربي في الآونة الأخيرة من تنسيق أمني خطير بين مكونات العدوان على اليمن الخارجية منها والداخلية.
إن تفكيك شبكة التجسس الخطيرة التي تدار من غرفة عمليات واحدة موجودة في الرياض ليس سوى ترجمةً لمخطط أوسع يشترك فيه الـ CIA الأميركي والموساد الإسرائيلي مع جهاز المخابرات السعودي الذي لا يزال غارقاً حتى اذنيه في وحل التآمر على اليمن.
حجم الأهداف التي كانت ترصدتها هذه الأدوات التجسسية الرخيصة يعكس موقفاً متقدماً للعدوان لا يقتصر على الرصد أو المراقبة بل هي جبهة عدوان فعلي متقدمة على اليمن .
كل هذه المعطيات تأتي في سياق التحركات البريطانية والأمريكية والإسرائيلية ضد اليمن، مما يعزز قراءة مفادها أن ما يجري ليس مجرد تنسيق أمني أو بحري، بل جزء من مشروع استخباري إقليمي يسعى إلى تقويض قدرات اليمن وتعميق الاعتماد الخارجي على مسارات الضغط.
بريطانيا تبحث عن ذراع في البحر الأحمر
خلال هذا الأسبوع كشفت وسائل اعلام غربية ومنها الموقع الرسمي للحكومة البريطانية أن العدو لا يدخر وقتاً للاستمرار في التآمر على اليمن سواء عبر منظوماته الاستخباراتية أو الاقتصادية والسياسية وكذا منظومته الإعلامية.
على هذا الصعيد نشر موقع الحكومة البريطانية وثيقة رسمية تكشف أن لندن التي غادرت الاتحاد الأوروبي فعلياً قبل خمسة أعوام في 31 ديسمبر 2020، لا تزال ماضية في سعيها لاستغلال المهمة البحرية الأوروبية المعروفة اختصاراً باسم “اسبيدس” وتوظيفها لصالح المشاريع الامريكية البريطانية الصهيونية في البحر الأحمر.
الوثيقة الرسمية التي أصدرتها الحكومة البريطانية في 21 نوفمبر 2025 كشفت عن بنود موسّعة تتعلق بالتنسيق البحري بين بريطانيا واليونان التي تقود المهمة الأوروبية في البحر الأحمر وقرب السواحل اليمنية على الرغم من ان بريطانيا لم تعد عضواً في الاتحاد الأوروبي ولا يحق لها التعامل مع هذه المهمة البحرية او الاشراف عليها او توجيهها ولا حتى مجرد الاطلاع على تقاريرها.
وبحسب الوثيقة التي نشرها موقع الحكومة البريطانية، اتفقت لندن وأثينا قائدة المهمة البحرية الأوروبية على رفع مستوى التعاون البحري والأمني ضمن إطار الشراكة الثنائية، مع التأكيد على أن البحر الأحمر أصبح أحد الملفات ذات الأولوية المشتركة.
وأشارت الوثيقة الرسمية إلى أن بريطانيا التي غارت الاتحاد الأوروبي تضغط على اليونان لاطلاعها على تفاصيل العملية الأوروبية في البحر الأحمر “اسبيدس” إضافة الى رغبتها في توجيهها على الرغم من ان لندن لم تعد عضواً في الاتحاد الأوروبي.
تعويل بريطاني على حكومة المرتزقة
ولأن الأساليب البريطانية لا تتغير فإن لندن تسعى دوماً لاستخدام الأدوات الرخيصة في العدوان على اليمن وتحديداً مرتزقة الحكومة الموالية للتحالف وهو ما فضحته الوثيقة البريطانية التي شددت على أهمية دعم بريطانيا والاتحاد الاوروبي لما وصف بالقدرات المحلية للحفاظ على الأمن البحري في محيط اليمن وباب المندب، في إشارة الى حكومة المرتزقة بكل فصائلها واذرعها الموالية للسعودية أو الامارات.
تعاون إماراتي أمريكي إسرائيلي يستهدف اليمن
في السياق التآمري ذاته، أكد تقريرٌ نشره موقع “ميدل ايست آي” البريطاني أن الولايات المتحدة تستخدم القواعد الإماراتية الموجودة في البحر الأحمر والساحل الأفريقي فيما يعرف “بعملياتها الرمادية” في المنطقة.
وأشار إلى أن القوات الأمريكية تستخدم بهدوء منشآت عسكرية أقامتها الإمارات في القرن الأفريقي ، والجزر اليمنية بصورة مشبوهة تستهدف اليمن.
ويشير التقرير إلى أن الإمارات طُوِّرت قواعدها البحرية بالتعاون الوثيق مع إسرائيل والولايات المتحدة، واستُخدمت في احد مهامها لمراقبة نشاط انصار الله لا سيما فيما يتعلق بأي تحركات في اطار الاعداد لعمليات يمنية في البحر الأحمر.
وتقول مصادر أمريكية مطلعة على العمليات ومسؤولون في إدارة بونتلاند لموقع ميدل إيست آي إنه في حين طورت الإمارات ميناء بوساسو الصومالي كنقطة انطلاق لتزويد قوات الدعم السريع في السودان، إلا أن الولايات المتحدة تستخدمها كنقطة انطلاق لمهامها في المنطقة.
وقال أمجد فريد الطيب، مدير “منظمة فِكرة” السودانية للسياسات العامة، لـ”ميدل إيست آي” إن “الإمارات كانت شديدة الحرص على السيطرة على خطوط الملاحة حول خليج عدن والبحر الأحمر.
وأضاف انها تنفّذ خطط أمريكية وبريطانية تقوم على خلق عدم الاستقرار والتحكم في الموانئ، كما تفعل في عدن.
شبكة تآمر برية وبحرية
وبينما توظف أمريكا وإسرائيل عبر ذراعها الاماراتي مرتزقة طارق عفاش المتمركزين على ساحل البحر الأحمر الغربي من جهة المخا فإنها تستخدم ايضاً مرتزقة المجلس الانتقالي في عدن بالطريقة ذاتها الذي تفعلها السعودية عبر مرتزقتها في مجلس العليمي وفصائل الاخوان المتأسلمين .
ولا يخفي الاماراتيون انهم يستخدمون مرتزقتهم في المخا وعدن خدمة للمخططات الامريكية الصهيونية وهو ما تفعله السعودية ايضاً.
وبعيدًا عن حركة الطائرات والسفن بين القواعد التي تديرها الامارات في الجزر اليمنية لصالح أمريكا وإسرائيل فإن تحركات قوى العدوان على اليمن في البر والبحر تؤكد ان العدو يعد العدة لمعركة يريد من خلالها الانقضاض على هذه الجبهة التي أعجزتهم لدرجة انها دفعت واشنطن لسحب حاملات طائراتها وبوارجها من البحر الأحمر في سابقة لم تحصل في التاريخ العسكري الأمريكي.
نقلا عن موقع يمانيات