أفق نيوز
الخبر بلا حدود

حضرموت صخرة اليمن التي تتحطم عليها أطماع الخارج

49

أفق نيوز| د نبيل عبدالله القدمي

ما يحدث اليوم في حضرموت ليس خلافا سياسيا ولا اختلاف رؤى
انه اقتتال أدوات تتناحر باسم مشاريع ليست لها وتتحرك بتوجيهات خارجية لا علاقة لها بمصالح أبناء المحافظة ولا بهويتها

حضرموت اليوم تعيش مشهدا عبثيا تديره قوى العدوان من خلف الستار وأحيانا بدون ستار
قوات ممولة من جهة السعودية وأخرى مدعومة من جهة الإمارات وقيادات محلية تدار بالريموت
والنتيجة أرض تنهب وثروات تقسم وأمن يداس فوقه بحذاء المحتل وأدواته

ووسط هذا المشهد المنفلت شهدت حضرموت مهزلة جديدة
المحافظ المعين من قوى العدوان فر هاربا إلى ابوظبي اليوم تاركا المحافظة على صفيح ساخن
في رسالة واضحة
عندما يقترب الخطر الحقيقي يهرب المسؤولون المعينون
من قوى الشر وتبقى حضرموت وحدها تواجه الفوضى التي صنعت لها عمدا

ما يثير السخرية أن هذه الأطراف على اختلاف شعاراتها تلتقي كلها على شيء واحد
الارتهان للخارج والصراع الدموي فيما بينها على الفتات

لكن خلف الستار الحقيقة أوضح من الشمس
الامارات والسعودية لا تتقاتلان في حضرموت من أجل مشروع سياسي
بل من أجل النفط والمناجم والمعادن النادرة والموانئ والسواحل
الامارات تضع يدها على الموانئ والمنافذ البحرية
والسعودية تمد يدها نحو النفط والمعادن وتموين الشركات الخاصة التي تعمل تحت غطاء ما يسمى بالشرعية
وكل طرف يدفع مليشياته لخلط الأوراق فقط ليضمن نصيبه الأكبر من ثروات حضرموت

حضرموت ليست بحاجة إلى مزيد من العسكرة
ولا إلى من يجرها إلى مستنقعات صراع لا ناقة لها فيه ولا جمل

حضرموت بحاجة إلى قرار حر
وأمن تصنعه سواعد أهلها
ومستقبل لا يكتب في غرف مظلمة
لا تعرف تاريخ ولا مكانة هذه الأرض

المشهد واضح
كلما اقتربت أدوات العدوان من بعضها تصادمت
وكلما تصادمت تكشف الوجه الحقيقي لمشاريع الارتزاق

وحضرموت ستظل أكبر من أن تبتلعها مشاريع خارجية
لدول عمرها لا يتجاوز عشرات السنين أو ميليشيا مأجورة
أو دويلات طارئة لا تاريخ لها ولا هوية صنعتها بريطانيا
لحماية إسرائيل
وسوف تبقى حضرموت الحضارة الضاربة بجذورها في عمق التاريخ حضرموت التي شيدت أول ناطحات سحاب في العالم في قلب شبام حضرموت
و التي صنعت مجدها بيدها وكتبت اسمها في صفحات العالم ستقذف كل مشاريع العمالة والخيانة والارتهان للخارج.

وستظل حضرموت يمنية عريقة تمتد من تاريخ الأرض إلى صلابة الإنسان وستعانق سيئون والمكلا صنعاء .
وسيبقى اليمن واحداً وحضرموت قلبه النابض.