أفق نيوز
الخبر بلا حدود

ماهي أهداف أمريكا من وراء الهجمات على عناصر تنظيم القاعدة في اليمن؟

42

أفق نيوز|

تشهد محافظة مأرب الخاضعة لسيطرة قوى التحالف تصاعداً ملحوظاً في وتيرة الاستهداف الامريكي لعناصر تنظيم القاعدة، حيث قُتل السبت القيادي البارز في التنظيم منير الأهدل، المعروف بـ”أبو الهيجاء الحديدي”، إثر غارة جوية بطائرة مسيرة أمريكية استهدفت دراجة نارية كان يستقلها في وادي عبيدة.

ويُعد الأهدل “أمير القاعدة في ولاية مأرب” والمسؤول العسكري للتنظيم الإرهابي في محافظات البيضاء وشبوة وأبين، ما يجعل مقتله ضربة مباشرة للهيكل القيادي للتنظيم في اليمن.

ويعكس تصعيد الغارات الجوية على قيادات وعناصر القاعدة توجهًا استراتيجيًا جديدًا لواشنطن، يتمثل في الحد من تنامي هذه التنظيمات الإرهابية ومنع خروجها عن السيطرة الأمريكية، بعد أن انحسر نفوذها الكبير أمام قوات صنعاء، حيث لم تعد الولايات المتحدة بحاجة إلى وجود هؤلاء العناصر في مأرب، خصوصًا بعد تراجع نفوذ التنظيم وفقدانه القدرة على تحقيق أي أهداف تخدم واشنطن ، بالتالي، أصبح تصفيتها واستهدافها الوسيلة الأنجع لضمان ألا تتحول إلى مصدر قلق بالنسبة للولايات المتحدة.

مسرحيات تبيض الوجه

على أن هناك من يعتقد أن الهجمات التي تنفذها الولايات المتحدة على عناصر من تنظيم القاعدة، تهدف إلى تبييض سجل واشنطن، بالادعاء بـ”مكافحة الإرهاب” وهو إدعاء يبدو متناقضا مع حقيقة التوجهات الأمريكية في اليمن، حيث يمكن ملاحظة أن الجماعات الإرهابية بما فيها تنظيم القاعدة تتواجد في معسكرات ومواقع معروفة، في مناطق سيطرة التحالف، بما يجعل مسألة استهداف عنصر من الجماعات الإرهابية هنا أو هناك مجرد مسرحية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن العناصر التي يتم استهدافها، قد تكون عناصر استنفذت مهمتها ولم يعد هناك دواعي لبقائها بالنسبة لواشنطن.

إضافة الى ذلك من الواضح ان هناك محاولة أمريكية لمنع أي كشف للعلاقات السابقة مع التنظيم الإرهابي، وللتحكم في قدرته على التحرك خارج إطار السيطرة.

 

 

عجز التنظيم عن إعادة الهيكلة

كان المعول عل مأرب أن تتحول الى مركز لإعادة ترتيب صفوف عناصر القاعدة وإرسالهم إلى مناطق أخرى، لكن الوضع الحالي يجعل من الصعب إعادة تنظيمهم أو توجيههم، ما يزيد بالنسبة لواشنطن من أهمية العمليات الجوية بغرض ضبط نشاط التنظيمات الإرهابية ومنع تناميها بشكل يحرج الولايات المتحدة أمام العالم، خصوصا أن تنظيم القاعدة في اليمن ينشط في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

ويمكن القول ان تحول السياسة الأمريكية من استغلال الجماعات الإرهابية إلى الحد من نشاطها يظهر استراتيجية واضحة لواشنطن والتحالف، تهدف إلى منع أي توسع محتمل للتنظيمات الإرهابية وضمان بقائها تحت السيطرة، بعد تغيّر موازين القوى الميدانية وانعدام الحاجة لها بشكل مؤقت كأداة من أدوات الحرب على اليمن.

 

 

علاقة واشنطن الاستراتيجية بالعناصر الإرهابية 

لم تعد العلاقة بين التحالف وواشنطن والجماعات الإرهابية في اليمن مجرد تكهنات، فقد أثبتت تقارير دولية وجود ارتباط سياسي وعسكري مباشر لتنظيمي القاعدة وداعش مع التحالف خلال سنوات العدوان على اليمن.

وفق هذه التقارير، عمل التحالف، ومن خلفه الولايات المتحدة، على إقامة معسكرات لتدريب العناصر الإرهابية، وتزويدها بالمال والسلاح لاستخدامها في القتال إلى جانب قوات التحالف ضد قوات صنعاء. وقد أكد قادة التنظيم، ومن أبرزهم قاسم الريمي وخالد باطرفي، هذا الدعم بشكل علني، من خلال تسجيلات مصورة اعترفوا فيها بالمشاركة في العمليات القتالية إلى جانب قوات التحالف.

لكن مع تغيّر الوضع الميداني وانحسار التنظيمات الإرهابية، اتجهت واشنطن والتحالف نحو ضبط هذه الجماعات، والحد من نموها ومنع خروجها عن السيطرة، بما يعكس استراتيجية جديدة للتحكم في مسار النزاع والحفاظ على النفوذ الاستراتيجي في اليمن.