أفق نيوز
الخبر بلا حدود

التجربة اليمنية .. كابوس واشنطن الذي يتكرر

33

أفق نيوز| تقرير | هاني أحمد علي

  في لحظة تتسارع فيها المواجهات الدولية وتتشابك فيها خطوط الصراع بين الشرق والغرب، تعود التجربة اليمنية لتفرض حضورها من جديد كـ “كابوس استراتيجي” يطارد واشنطن أينما حاولت توسيع نفوذها أو جرّ العالم إلى دائرة هيمنتها، فبعد عشر سنوات من الفشل الذريع في اليمن، ها هي الولايات المتحدة تجد التحذيرات تتوالى من أماكن بعيدة جغرافيًا، قريبة سياسياً وعسكرياً، وأبرزها فنزويلا التي رفعت سقف خطابها إلى الحد الأقصى.

 لقد تحولت التجربة اليمنية إلى لعنة استراتيجية تطارد واشنطن حيثما حاولت مدّ نفوذها أو فرض وصايتها، حيث وعشر سنوات من الفشل في اليمن كانت كفيلة بتحويل كل حرب أمريكية محتملة إلى مقامرة خاسرة قبل أن تبدأ، وهذا ما أكده التحليل الفنزويلي الأخير الذي أثار ضجة واسعة في الأوساط السياسية والعسكرية.

فنزويلا، وهي على بعد آلاف الكيلومترات من صنعاء، تختصر المشهد بجملة واحدة: “ما واجهته واشنطن في اليمن سيتكرر… لكن هذه المرة على حدودها القريبة”.

وفي تحليل مطوّل نشرته وكالة الأنباء الوطنية الفنزويلية، أكد الباحث “سيرجيو رودريغيز جيلفنشتاين” أن اليمن شكّل الضربة الأقسى للولايات المتحدة في تاريخ حروبها غير المباشرة، وأن واشنطن إذا فكرت في نقل مغامراتها العسكرية إلى أمريكا اللاتينية، فإنها ستجد نفسها أمام نسخة أكبر وأشد من التجربة اليمنية.

وأوضح “جيلفنشتاين” أن اليمن رغم الحصار الخانق تمكن من تحويل العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الصهيوني إلى مستنقع استنزاف مفتوح منذ 2015، وأن واشنطن لم تستطع حتى اليوم صياغة مخرج يحفظ ماء وجهها.

وأكد التقرير أن اليمن بحلول عام 2019 امتلك قدرات عسكرية غير متوقعة، بينها صواريخ باليستية استراتيجية ومسيرات انتحارية دقيقة وتقنيات تفوق سرعة الصوت وقدرة على استهداف منصات النفط العملاقة “أرامكو”، هذه القدرات بحسب الوكالة الوطنية الفنزويلية تمثل صفعة كبرى لواشنطن التي اعتقدت أن اليمن سيكون حرب أسبوعين، ليتحول إلى أطول فشل عسكري أمريكي حديث.

وتطرق التحليل إلى مقارنة دقيقة بين المسافـات، المسافة بين صنعاء ويافا المحتلة، التي تتعرض لهجمات يمنية نوعية، والمسافة بين كاراكاس وميامي… وهي المسافة نفسها تقريبًا، هذه المقارنة ليست جغرافية فقط، وإنما استراتيجية، وتشير إلى أن فنزويلا إذا قررت بناء منظومة ردع مشابهة لليمن بدعم من إيران وروسيا وكوريا الشمالية قد تجعل العمق الأمريكي مهددًا للمرة الأولى منذ عقود.

ووصف التحليل التجربة اليمنية بأنها “صدمة التعجرف العسكري الأمريكي”، حيث فشلت واشنطن في إسقاط الدولة وكسر المقاومة وتعطيل القدرات العسكرية وحسم المعركة سياسيًا أو عسكريًا وفرض أجندتها رغم الدعم الدولي والتحالفات الواسعة، ورغم كل ذلك فقد تحوّل اليمن من دولة محاصرة إلى قوة عسكرية مؤثرة في الإقليم، تمتلك أدوات ضغط على البحر الأحمر وعلى الكيان الصهيوني نفسه.

ولفتتوكالة الأنباء الوطنية الفنزويليةأن الولايات المتحدة إذا تجاهلت دروس اليمن فستجد الكابوس يتكرر أينما حاولت شن عدوان جديد، وأن نموذج المقاومة اليمنية أصبح المعادلة الجديدة التي تربك خطط البنتاغون، سواء في الشرق الأوسط أو في أمريكا اللاتينية، فاليمن الذي أسقط غرور واشنطن، كما وصفه التحليل، بات مدرسة تتعلم منها شعوب كثيرة كيف يُهزم أعتى تحالف، وكيف يتحول الحصار إلى قوة، والعدوان إلى فرصة لبناء الردع، وأنن واشنطن إذا لم تستوعب درس اليمن، فستواجه الهزيمة ذاتها في أي بقعة أخرى من العالم، وأن فنزويلا بإعلانها الواضح، وضعت أمام البنتاغون مرآة اليمن لتقول: “هذا ما حدث لكم في صنعاء… وهذا ما سيحدث لكم في كاراكاس إن تجرأتم”.

نقلا عن موقع المسيرة