أفق نيوز
الخبر بلا حدود

دفتر التنازلات المغلق.. حزب الله واستراتيجية الصمود

42

أفق نيوز| فهد شاكر ابوراس

في خضم العاصفة الإقليمية، يقف حزب الله عند منعطف تاريخي حاسم، ممسكًا بسلاح المقاومة كهُوية وجود وضمانة وحيدة.. لقد أغلق الحزب “دفتر التنازلات”، وليس لديه اليوم سوى التمسك بحق شعبه في الصمود والدفاع.

 

لا تنازُلات.. السيادة فوق التفاوض

يرفض الأمين العام للحزب، الشيخ نعيم قاسم، بصورة قاطعة أية دعوة لتقديم تنازلات لكَيان الاحتلال، مؤكّـدًا أن هذه الدعوات جزء من مشروع أمريكي-صهيوني لتحويل لبنان إلى أدَاة طيعة.

إن منطلق الحزب في هذه المرحلة واضح:

وقف العدوان الإسرائيلي فورًا وبشكل شامل.

الانسحاب الكامل من كُـلّ شبر من الأراضي اللبنانية المحتلّة.

الإفراج عن الأسرى وبدء إعمار جاد للجنوب الصامد.

 

استراتيجيةُ “الخنق” والخرقِ الصهيوني

رغم الاتّفاق، يواصل كَيان الاحتلال بدعم أمريكي حربها بشتى الوسائل؛ عبر الغارات الجوية المُستمرّة والاستهداف اليومي.

إنها استراتيجية ممنهجة تهدف إلى “خنق” المقاومة واستنزاف بيئتها الشعبيّة عبر مسارين: عسكري (اغتيالات واحتلال)، وسياسي (رفع سقف المطالب لنزع السلاح دون مقابل).

 

السلاحُ كـ “هُويةِ وجود” ورادعٍ استراتيجي

في مواجهة هذا الحصار، أعاد حزب الله تعريف معادلته للبقاء؛ فلم يعد السلاح مُجَـرّد أدَاة حرب، بل تحوّل إلى رمز لكرامة أُمَّـة ترفض الهيمنة.

واعتمد الحزب خيار “الصبر الاستراتيجي” لإفشال مخطّطات العدوّ الرامية لجر المقاومة إلى تصعيد يخدم أهدافه التوسعية.

إن ترسانة الحزب الدقيقة تشكل رادعًا يحفظ “توازن الرعب”، وهذه القدرة المقترنة بإيمان الرجال تخلق معادلة تكافؤ رغم فارق الإمْكَانيات المادية.

 

الدولةُ المترنحةُ والبديلُ الوحيد

بينما تترنح الدولة اللبنانية بين الضغوط الدولية والخوف من الانهيار، تتعزز قناعة الشعب بأن الحامي الحقيقي هو “سلاح المقاومة”.

المرحلة القادمة هي اختبار صمود، والتاريخ علمنا أن محاولات كسر الإرادَة تزيد المقاومين تشبثًا بالأرض.

 

ختامًا..

بإغلاق “دفتر التنازلات”، يكتب حزب الله فصلًا جديدًا من الثبات، مؤكّـدًا أن طريق الحرية لا يمر عبر المفاوضات الخانعة، بل عبر إصرار المقاوم على انتزاع حقوقه كاملة، وأن المستقبل لمن يملك إرادَة المواجهة ويرفض الانكسار.