اجتماع الرياض أبعاد ودلالات !
محمد المنصور
اجتماع وزراء خارجية وأركانات حرب دول حلف العدوان على اليمن في الرياض جاء بهدف التغطية على مأزق التحالف العسكري والسياسي والأخلاقي والإنساني للعام الثالث على التوالي..
العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي التحالفي على اليمن بانت أهدافه المشبوهة وانفضحت وسائله الإجرامية لليمنيين والعالم ، وبات اليوم سبة وعارا يلاحق قادة العدوان بسوء جرائمهم التي يندى لها جبين التاريخ.
الاجتماع يأتي في توقيته ومكانه كنوع من إبداء الدعم والتأييد للسعودية الغارقة في وحل أزماتها الداخلية والخارجية ، ولانتزاع الدول المشاركة في الاجتماع ما امكن من أموال السعودية الحرام حتى ولو كان الثمن قتل اليمنيين وحصارهم .
الاجتماع يأتي أيضا لإعادة ما يسمى بالتحالف العربي إلى الواجهة لتبرير استمرار العدوان المجرم على اليمن، وللتغطية السياسية والإعلامية على فضيحة اعتراف محمد بن سلمان بأن هدف الحرب على اليمن هو لمنع قيام حزب الله آخر على حدودهم الشمالية ، مما كشف حقيقة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي التحالفي وانه ليس من اجل الشرعية المزعومة لهادي ومرتزقة الرياض الذين وضعتهم تصريحات ابن سلمان في مكانهم الحقيقي مجرد أدوات رخيصة ومرتزقة يوظفهم العدوان لمصالحه غير المشروعة وأطماعه، تصريحات ابن سلمان وضعت الحرب والعدوان في سياقها الصحيح كحرب دولة على أخرى وهذا الاعتراف له تبعاته السياسية والقانونية على السعودية والإمارات والدول المشاركة في التحالف .
ولذلك حاول البيان الصادر عن الاجتماع إعادة موضع التحالف في سياق التبرير للتدخل بدعم الشرعية وانتهاك (الانقلابيين ) لحقوق الإنسان في اليمن وتسببهم في الأمراض والمجاعات وغير ذلك من جرائم تحالف العدوان التي نسبها لغيره وعلى طريقة رمتني بدائها وانسلت، وفي غير خجل ولا أدنى شعور بالإنسانية ودون مراعاة لقوانين الحرب التي جرى انتهاكها في اليمن .
الأمم المتحدة نالها نصيب من النقد الذي تضمنه بيان اجتماع تحالف الشر والإرهاب لإدراجها تحالف الشر والعدوان ضمن قائمة العار وقتلة الأطفال .
وفي صورة للإفلاس القيمي والأخلاقي لتحالف الشر والإرهاب السعودي الأمريكي الإماراتي أعاد بيان اجتماع وزراء الخارجية ورؤساء الأركان التنديد بأكذوبة استهداف الصواريخ اليمنية مكة المكرمة ، في محاولة بائسة لتأليب الشعوب الإسلامية ضد اليمن والتغاضي عن جرائم ومجازر العدوان والحصار والتجويع الممارس من قبل تحالف العدوان .
البيان زعم أن استهداف اليمن للإمارات والبحرين – وهو ما لم يتم حتى الآن – لكأنما هو موقف استباقي للتحذير وفي سياق رد فعل على تحذير وتهديدات قائد الثورة السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي لدول العدوان والتي صرح بها الناطق الرسمي لأنصار الله/ محمد عبد السلام من على قناة الجزيرة القطرية ، وتوعد الإمارات والسعودية بضربات صاروخية ردا على استمرار العدوان على اليمن .
ظهور الناطق الرسمي لأنصار الله على قناة الجزيرة للمرة الأولى منذ سنوات لا شك حمل دلالات ورسائل مزعجة للسعودية وتحالفها المعادي لقطر كان ولا شك من بين أسباب انعقاد اجتماع الرياض المفاجئ ودون سابق إنذار .
واذا كان اجتماع الرياض يهدف واقعا إلى رفع معنويات جيوش ومرتزقة تحالف العدوان ، ومؤازرة بن سلمان وبن زايد في مواجهة القادم من المفاجآت العسكرية والهزائم فإن هذا الاجتماع وما صدر عنه هو تحصيل حاصل واقع فرض نفسه على الشعب اليمني العظيم، ومن ثم عرف بوعيه التاريخي والحضاري ما يجب عمله منذ اللحظة الأولى للعدوان الهمجي ، وقرر بوعي وثبات وإرادة خوض المواجهة بشجاعة ونبل وإباء فشلت معها كل أسلحة العدوان وأساليبه الإجرامية في كسر تلك الإرادة اليمنية التي لن تقهر بإذن الله .
اجتماع الرياض جاء كذلك في سياق التصعيد الأمريكي السعودي ضد إيران التي أعاد اتهامها البيان بكل الاتهامات المكررة والسخيفة التي لم تثبت واقعا، الفزاعة الإيرانية استخدمت عمليا وطوال سنوات من قبل السعودية وأمريكا والكيان الصهيوني لتبرير الفتن الطائفية والمذهبية ومشاريع التفتيت والتحطيم للبلدان العربية الواحدة تلو الأخرى ، وتسويغ التدخل والغزو العسكري الأجنبي الأمريكي على وجه الخصوص.
فشل تحالف العدوان في اليمن خلال قرابة الألف يوم وسيفشل في مقبل الأيام والأسابيع والشهور أكثر مهما كانت التضحيات والمصاعب التي نعيشها كشعب وضعه العدوان أمام خيارين فاختار أحبهما إلى نفسه وهو الصمود ورفض الضيم ، وسينتصر بعون الله.