أفق نيوز
الخبر بلا حدود

هموم الشارع بسبب أضرار السيول ورسائلهم للمعنيين

361
وكيل وزارة الأشغال:
– الكارثة كبيرة ونتفهم تذمر السكان واتهامنا بالتقصير تجنٍّ
– نبذل ما بوسعنا للتخفيف من الأضرار والنتائج
– نفتقد إلى التعاون الإيجابي من قبل المواطنين
مدير مكتب الأشغال بالأمانة:
– ليس صحيحاً أنه لا توجد مضخات للمياه في الأنفاق فجميع الأنفاق الـ 16مغطاة بالمضخات
– مديرية شعوب وبعض الأماكن في السبعين وصنعاء القديمة الأكثر تضرراً
– الأحياء والشوارع الفرعية ليست من ضمن مهامنا
مدير مديرية بني الحارث:
– طلبنا من الإدارة العامة للأشغال توفير الإمكانيات فردُّوا: “تصرفوا وفق إمكانياتكم”
– عدم وجود ميزانية للطوارئ جعلنا عاجزين عن القيام بدورنا
– العشوائيات والبناء في مجاري السيول فاقم الكارثة والأضرار

أوضح وكيل وزارة الأشغال في أمانة العاصمة عبدالكريم الحوثي أن جهوداً متواصلة تبذل للتخفيف من الأضرار والنتائج الناجمة عن الأمطار والسيول التي منّ الله بها على بلادنا، ونفى الحوثي وجود أي تقصير، مؤكدا ان المتابعة المستمرة منعت تفاقم الأوضاع في عدد من مناطق أمانة العاصمة خصوصا وأنها تمثل حوضا تصب فيه السيول من جميع المديريات المحيطة.
“الثورة” قامت بجولة ميدانية لاستطلاع هموم بعض المواطنين ومعرفة آراء المسؤولين، والتقت أيضاً مدير عام الإدارة العامة لصيانة القنوات ومجاري السيول عبدالسلام مهاوش الذي أكد من جهته على القيام بأقصى ما يمكن وفق الإمكانيات المتاحة والتي رغم شحتها لم تعق العمل او توقفه و”إلا لكان الوضع أسوأ” حسب مهاوش.. التفاصيل في ما يلي:
الثورة / جمال الظاهري

أمطار استثنائية
الأخ فضل علي محسن الوشاح – رجل مرور- التقيناه في جولة تعز قال: الأمطار نعمة وخير من الله ولكن أمطار هذا العام لم نشهدها من قبل ونتيجة لذلك فقد تسببت بعدة مشاكل منها نخر الطرق، وأحدثت الكثير من الحفر في الطرقات الإسفلتية واحتقانات للمياه في الشوارع الفرعية الترابية وهذا كله أدى إلى اختناقات وإرباك للحركة المرورية، ولكن هذا لم يمنعنا من القيام بدورنا والذي منه عمل حلول تخفف من الاختناقات وتيسير للحركة.
وعن تقييمه لدور وواجب الجهات المعنية في أمانة العاصمة قال: ها هم أمامك في الموقع – وكيلا أمانة العاصمة ومدير عام الصيانة-جميعهم نزلوا لتفقد الوضع والاطلاع على الأضرار في جولة تعز التي حصل فيها هبوط للطريق “الخط الإسفلتي الواقع تحت الجسر وفوق النفق الممتد من الشرق باتجاه الغرب”.
ويضيف: ما حدث في هذا الخط أنه حصل هبوط فوق النفق وفي بداية الخط المحاذي للنفق من الجهتين الشمالية والجنوبية وفي الرصيف فوق النفق من الغرب نتيجة للأمطار والسيول والتي تسببت في تخلخل بعض البلاطات والبلوك.

وضع استثماري
حملنا تساؤلات الناس وتذمرهم من أداء الجهات الرسمية وطرحناها على المعنيين بأمانة العاصمة-وبداية التقينا الأخ وكيل الأشغال بأمانة العاصمة عبدالكريم الحوثي الذي كان متواجداً في الميدان وبالتحديد عند نفق جولة تعز الذي غمرته السيول وتسببت في أضرار بسيطة في الإسفلت والجزر تحت الجسر وضعنا بين يديه تساؤلات ورأي الشارع في أدائهم فأجاب: كثر الحديث عنا وعن نشاطنا في هذه الأيام كجهة معنية بمواجهة الكوارث الطبيعية بأمانة العاصمة والتي منها كوارث السيول والأمطار، وهذه فرصة مناسبة لاطلاع المواطنين على ما هو قائم والمسببات والعوائق وما نقوم به لتخفيف الأضرار الناجمة عن الأمطار والسيول الاستثنائية التي لم تشهد لها العاصمة واليمن مثيلاً من قبل.
وأضاف: بعيداً عن الجدل الذي يدور عن أن هناك إهمالاً في الصيانة, أتمنى من الجميع أن يتحلوا بالموضوعية لأن هذه الأمور لا تنتج الحلول وقد تأتي بنتائج عكسية وما هو حاصل أن اليمن وصنعاء تحديدا تعيش وضعاً استثنائياً سببه طقس استثنائي لم تشهده اليمن من قبل ولمن لا يعرف ذلك ندعوه لمتابعة التقارير والأخبار الدولية المتخصصة بالتغيرات المناخية كما أن البنية التحتية لأمانة العاصمة لم تتعود لمثل هكذا أمطار.
وبالنسبة لنا فإننا في حالة استنفار متواصلة وبحسب إمكانياتنا المتوفرة نبذل ما بوسعنا للتخفيف من الأضرار والنتائج الناجمة عن الأمطار والسيول وهذا الأمر يدركه الجاهل والعاقل.
ولفت قائلا: الكارثه كبيرة والجميع متضرر ومع هذا نتفهم تذمر السكان لأنهم يريدون حلولا سريعة ولكن اتهامنا بالتقصير تجنٍ لعدم إدراكهم ورؤيتهم للصورة الكلية التي نتعامل معها.
وأردف: القول بأن هناك تقصيراً في الصيانة يدحضه الواقع لأنه لو لم يكن هناك صيانة لاحتقنت أمانة العاصمة بشكل كلي لأنها عبارة عن حوض تصب فيه السيول من جميع المديريات المحيطة به.

التقاء السيول
وأردف الحوثي قائلا: وصل منسوب السائلة العظمى إلى الحد النهائي وأكثر فقد فاضت السائلة ودخلت السيول إلى سوق الذهب واتجهت إلى محلات الحاشدي وامتدت إلى ميدان التحرير, ما يعني أن مياه جميع السوائل قد التقت في مخنق واحد, ولو لم يكن هناك صيانة ومتابعة لحدثت كارثة, ولكن وبعد سويعات قليلة تم تصريف وتفريغ السيول من التحرير.

سلبية المواطن
وأضاف: أمر آخر يتمثل في الأعمال السلبية وغير المسؤولة التي يقوم بها المواطنون هي جزء أساسي من المشكلة فحين يرمون المخلفات في منافذ التصريف ومجاري السيول يفاقمون المشكلة ويهدرون الكثير من وقتنا ويكلفونا بأعباء وجهد إضافي كان يمكن توجيهه إلى مهام أخرى لا تقل أهمية عن إزالة هذه المخلفات.
“الثورة” التقت أيضا بالمختص- في الإدارة العامة لصيانة القنوات ومجاري السيول مديرها العام عبدالسلام مهاوش الذي أجاب:
بالنسبة لإشكالية الأنفاق فإن الحاصل هو أن المهندسين والفنيين حين صمموها ونفذوها تحت ضغط الحاجة لها لتخفيف ضغط الحركة على الشوارع لم يضعوا في حساباتهم عند تصميمها بأنها قد تستوعب سيولاً متدفقة وليس فقط ما أعدت من أجله وهو استيعاب الأمطار المتساقطة مباشرة إلى داخل النفق, وأعدّ لذلك مضخات لتفريغ هذه المياه وليس لسيول تتدفق من الشوارع والأحياء, ومن شواهد هذا الأمر ما هو حاصل ونشاهده اليوم في نفق شارع تعز الذي تدفقت إلى داخله السيول بالأمس, هذه السيول أحدثت أضراراً أخرى تمثلت بخلع الإسفلت أو نخرت وانخفضت وهناك شوارع اقتلعت بالكامل نتيجة لهذه السيول.

موسم استثنائي
ويضيف المهاوش: ليس صحيحاً ما يقوله البعض فلم يحدث أن سجلنا من بداية الموسم وحتى يومنا هذا أي حوادث اختناق في مجاري السيول والإشكاليات التي حصلت نتيجة للموسم الاستثنائي للأمطار وللقوة الكارثية للسيول، تتدفق السيول بشكل خطير جداً ليس فقط على مستوى اليمن وإنما على مستوى العالم، وهناك دول عظمى تمتلك إمكانيات ومعدات وأموال تعرضت للأضرار بينما اليمن يتعرض لعدوان وحصار ويفتقر للإمكانيات وأوقات كبيرة نعجز عن توفير (شيول) أو شفاط متنقل.

فقدنا العديد من كوادرنا
وأردف: أما بالنسبة للمعوقات فنحن والحمد لله نعمل بأفضل صورة رغم ما نواجهه من معوقات منها عدم تعاون المواطن المستفيد، حيث يقومون برمي المخلفات وتكديسها بالأطنان في الأماكن غير المخصصة لها ونتيجة لذلك تختنق قنوات التصريف، ولو لم يكن هناك فريق عمل متفان يقوم بالمعالجات تحت أقسى الظروف التي قد تهدد حياته لكان الوضع أسوأ، ولعلكم سمعتم عن بعض موظفينا الذين فقدوا حياتهم اثناء عملهم في شارع تعز.

لنا شركاء في الميدان
وأشار المهاوش إلى أن هناك أطرافاً أخرى تشاركنا العمل الميداني منها المؤسسة العامة للمياه والدفاع المدني والأشغال العامة والنظافة والجميع يقومون بواجبهم إلى جانبنا بشكل مناسب وجدي.
وأردف قائلاً: ليس صحيحاً أنه لا توجد مضخات للمياه في الأنفاق فجميع الأنفاق الـ 16مغطاة بالمضخات باستثناء مصخة نفق المصباحي فهي متوقفة نتيجة عطب وقد حصلنا على بعض الدعم من منظمة اليونيسف وإن شاء الله يتم تركيبها في أقرب فرصة لأن استمرار الأمطار يعيق ذلك.

الأكثر ضرراً
وعن المناطق الأكثر تضرراً من السيول والأمطار قال: المديريات الأكثر تضرراً من الأمطار والسيول هي مديرية شعوب وبعض الأماكن في السبعين وصنعاء القديمة وحارة في السنينة.

الشوارع الفرعية
سألناه عن غياب نشاط المكتب في الأحياء والشوارع الفرعية فقال: هذه الأماكن تتبع مدراء المديريات والمجالس المحلية وليست من ضمن مهامنا.
– توجهنا إلى المجلس المحلي لمديرية بني الحارث وهناك التقينا بحشد من الأهالي المتضررين من الأمطار والسيول الذين قدموا للمديرية مطالبين بتدخل المديرية لمساعدتهم وتقديم العون للتخفيف من الأضرار التي لحقت بهم وبمنازلهم واستمعنا لشكاواهم وهنا نورد نموذجاً لهذه الشكوى وطبيعة التدخل الذي يطالبون به.
– المواطن محمد علي هادي شعلان أحد الأهالي في مديرية بني الحارث حي بيت عاطف يورد شكواه ويقول: جميع سكان حينا متضررون من المياه المحتقنة والسيول الجارفة الآتية من عدة أماكن كشارع زايد وصرف والروضة وتحول الحي إلى مجرى للسيل بسبب عدم تنفيذ عبارة تحت شارع الأربعين لتصريف المياه إلى السائلة العظمى.
ويضيف: طالبنا خلال الأعوام السابقة وقبل موسم المطر الحالي المعنيين في المديرية لعمل حل للمنطقة ولكن لم نلق تجاوباً.. حيث يتم إرسال مهندس للمكان وشفاطات لا تفي بالغرض مع تواصل انهمار الأمطار والسيول والنتيجة غمر (البدرومات) وتشقق المنازل إلى جانب المعاناة التي نلاقيها كصعوبة التنقل وعدم القدرة على توفير احتياجاتنا من المياه النقية عبر الوايتات لفترات طويلة تصل إلى الشهر، كذلك نعاني من مشكلة صحية من المياه الراكدة بعد توقف الأمطار.
وكما ترى أتينا اليوم للمتابعة لأنه بالأمس نزل مهندس للمكان ورفع تقريراً وخطة عمل لجميع الأحياء المتضررة والتي منها حينا الذي يعتبر الأكثر تضرراً وهاهو موسم الأمطار يوشك على الانتهاء ولا نتيجة ملموسة ولا تزال مشكلتنا مراوحة عند التقارير والوعود.
– حملنا شكوى الأهالي ومطالباتهم وتوجهنا بها إلى مسؤولي المديرية والمجلس المحلي وكانت البداية مع الأخ مدير مديرية بني الحارث – حمد ركان الشريف الذي بدأ إجابته برسم صورة عن وضع المديرية مساحتها الكبيرة وافتقارها للكثير من الخدمات قياسا ببقية مديريات أمانة العاصمة كونها آخر المديريات التي ألحقت بالأمانة بعد أن كانت تتبع محافظة صنعاء.
الشريف استعرض أيضا الخصوصية التي تميز المديرية عن بقية المديريات وأنها لم تنل حقها من الاهتمام ولم يتم خلال العشرين عاماً الماضية منذ بداية إلحاقها بالأمانة إنزال المخططات العمرانية لأغلب أحيائها إلا بعد أن تم البناء ما ساعد على انتشار البناء العشوائي في الكثير من أحيائها التي يشكو سكانها اليوم من أضرار السيول وتجمع مياه الأمطار في أحيائها وشوارعها وافتقارهم لأبسط الخدمات رغم الكثافة السكانية الكبيرة فيها كما أن هذه المديرية وبحكم موقعها تمثل مصباً لجميع سيول مرتفعات وأحياء مديريات أمانه العاصمة وينتهي إليها مجاري الصرف الصحي ومقلب المخلفات.
– ويقول: عوامل كثيرة فاقمت من الأضرار منها ما ذكرناه سابقا ومنها أيضا وقوع أحياء كبيرة في مجاري السيول على سبيل المثال حي وادي أحمد هذا الحي مشكلة لوحده حي كبير وكثافة سكانية عالية وبناء عشوائي وشوارع ضيقة ومنفذ ضيف ووحيد للحي ويفتقد لجميع الخدمات ومنها المساحات التي يمكن عمل تصريف لمياه الأمطار والسيول إليها.
– وعن الإجراءات التي اتخذت من قبلهم للتخفيف من الأضرار يقول مدير المديرية: قمنا بعمل مصدات تحويلية ترابية للسيول في شارع الأربعين المؤدي إلى شارع 24 في وادي أحمد لحرف اتجاه السيل باتجاه خط المطار ومنه إلى السائلة.
ويضيف: كذلك حي ذهبان نفس إشكالية وادي أحمد تحول إلى نهر نتيجة السيول التي تأتيه من شارع الستين فتغرق البيوت وتحول حياة سكانه إلى جحيم.
– المدير الشريف نوه بأن العشوائيات والبناء في مجاري السيول وبدون مخططات فاقم الكارثة والأضرار التي لحقت بسكان المديرية وأن الوضع الاستثنائي وعدم وجود ميزانية وبالتالي عدم وجود مخصصات للطوارئ أفقدنا القدرة وجعلنا عاجزين عن القيام بدورنا كمجالس محلية معنية بتنفيذ الأعمال الاغاثية والتعامل مع الأسباب أولاً بأول.
– ويقول: رفعنا إلى الإدارة العامة للأشغال بأمانة العاصمة وأطلعناهم على ما هو حاصل وطلبنا تدخلهم وتوفير الإمكانيات والنفقات لأن ما يتم تحصيله من قبلنا وكذلك من بقية المديريات يتم توريده أولاً بأول ولا يسمح لنا باقتطاع شيء منه فردوا علينا تصرفوا وفق ما لديكم من إمكانيات؟! وأن ليس بإمكانهم تقديم شيء لنا ولا أدري عن أي إمكانيات يتحدثون عنها – فلا شيولات ولا قلابات ولا شفاطات لدينا لشفط المياه التي تتجمع في أماكن تمثل أحواضاً تحقن المياه ومع الأيام تتحول إلى مستنقعات والناس لا يعرفون وضعنا ويطالبوننا بتصريف هذه الأحواض ولا ندري بماذا نرد عليهم لأن إمكانياتنا صفر .
ويضيف: وللعلم تم سحب كل صلاحيات المديريات لصالح الإدارة العامة بأمانة العاصمة ومن ذلك حتى المشاريع التنموية وتراخيصها صارت من صلاحيات الإدارة العامة بأمانة العاصمة ولم يعد من صلاحياتنا حتى عمل دراسة لرصف شارع في إطار المديرية.
– وعن ما يقترحه قال: نقترح بل يجب أن يرصدوا مبالغ في حساب طرف البنك المركزي لكل مديرية وحسب حجمها لمواجهة الطوارئ ويتم المحاسبة عن الصرف بصورة قانونية ورسمية كذلك توفير معدات لدى المديريات ولو أثنين شيولات واثنين قلابات وشفاط كبير 8 أو 6 هنش حتى نهاية موسم الأمطار وهذه المقتراحات نوجهها عبركم للأخ أمين العاصمة لأنه بغير ذلك لا نستطيع عمل شيء.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com