أفق نيوز
الخبر بلا حدود

باكستان الضحية الجديدة من حلقات التآمر الأمريكية لضرب الأنظمة

132

أفق نيوز../

عبر بوابة باكستان تقود الولايات المتحدة الأمريكية فصلا جديدا من حلقات التآمر والإطاحة بالحكومات والرؤساء والزعماء، الذين لا يسيرون في ركبها ولا يؤيدون سياساتها ووصل ذلك لمرحلة التحرك للإطاحة برئيس الوزراء عمران خان بمساعدة المعارضة الداخلية.

ففي تأكيد إضافي على التدخل  السافر في الشأن الباكستاني قامت الإدارة الأمريكية بتحريض الجيش والمعارضة على رئيس الوزراء عمران للإطاحة به وإسقاط حكومته.

وجاءت التحركات الأمريكية بعد رفض خان إقامة قواعد عسكرية لها في بلاده ورفضه الانصياع للأوامر الأمريكية بالانحياز لها في مناطحتها لروسيا في أزمة أوكرانيا.

لكن رئيس الوزراء الباكستاني استطاع في خطوة غير متوقعة، من قلب الطاولة فوق رأس المعارضة الباكستانية عقب إفشاله جلسة حجب الثقة التي كانت مقررة الأحد الماضي، لحجب الثقة عن حكومته وبالتالي إزاحته من منصبه.

وألغى البرلمان الباكستاني مشروع قرار التصويت على حجب الثقة، بالاستناد إلى المادة الخامسة من الدستور.

واعتبر رئيس الجلسة ونائب رئيس البرلمان قاسم خان سوري، أن مشروع طرح الثقة كان نتيجة للتآمر، ومن شأنه الإضرار بالمصلحة الوطنية العليا، وبالتالي أعلن سوري رفضه لهذا المشروع، مستندا إلى المادة الخامسة من الدستور الباكستاني التي تمنع التصويت على “أي مشروع قرار لا تتمتع دوافعه بالمصداقية”.

وعلى إثر ذلك، أمر الرئيس الباكستاني عارف علوي بحل البرلمان الاتحادي والبرلمانات المحلية في الأقاليم، والحكومة، استجابة لطلب من رئيس الوزراء بذلك.

وهذا ما مهد لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة في غضون 90 يوما.. إلا أن القوى المعارضة لخان، رفضت هذه القرارات متهمة إياه بأنه تجاوز وخرق مواد الدستور من خلال إجبار البرلمان على إلغاء تصويت سحب الثقة.

ووصف زعيم المعارضة شهباز شريف ذلك بأنه “لا يقل عن الخيانة العظمى”.

وفي ضوء اشتداد حدة الأزمة دعا عمران خان وفقا لقناة “جيو نيوز” الباكستانية الشباب في بلاده الى التظاهر والنزول للشوارع “من أجل باكستان سلمية ومزدهرة”.. مشددا على وجود أدلة تثبت وجود “مؤامرة وقحة” ضد حكومته.

وقال رئيس الوزراء لمجموعة من الصحفيين الأجانب “التحرك للإطاحة بي هو تدخل سافر من الولايات المتحدة في السياسة الداخلية”.

وحذر من أنه “لا مستقبل لباكستان إذا استمر الوضع في هذا الاتجاه”.. مشيراً إلى ان التظاهر السلمي يمثل حقا مشروعا للمواطنين.

واتهم رئيس الحكومة الرافض منطق البلطجة الأمريكي الأوروبي معارضيه ب”ببيع ضميرهم”.. قائلاً: لـ”يتذكر التاريخ هؤلاء الخونة الذين يتآمرون مع قوى خارجية” ضد بلادهم، وليس ضد شخص خان فقط.

وأكد خان أن “القوى الخارجية تقدم دعما للمعارضة.. لا سيما من خلال تمويل حملات إعلامية”.. مشددا على أنها على دراية بشأن خطط الإطاحة، للإتيان بخصومه الذين تساوقوا مع الغرب في مخططهم.

وقال مصدر مطلع من إسلام أباد لـ”وكالة أنباء آسيا”: إن حكومة بلاده تتجه نحو “انتفاضة” غير مسبوقة تجاه الإدارة الأمريكية الحالية، مستنداً على شريحة كبيرة من الشعب الباكستاني الرافضة للتبعية الخارجية.

ورجّح المصدر أن واشنطن تسعى لاستبعاد خان من الحكم واستبداله بـ شهباز شريف، شقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي تمت إقالته قبل حوالي 4 أعوام بتهم الفساد ونهب أموال الشعب، الأمر الذي يفسّر المساعي الأمريكية بتحريض المعارضة على إعادة السلطة السابقة بوجه جديد مقرّب من واشنطن على أبعد تقدير.

وحول أسباب الخلاف الباكستاني الأمريكي، يقول المصدر إن فتيل الخلاف اشتعل عند قيام خان بزيارة روسيا في فبراير الماضي قبيل شنها الحرب على أوكرانيا، وموقفه المتقارب مع موسكو تجاه التصعيد الغربي الرافض للعملية الروسية ضد السلطة في كييف.

يُضاف إلى ذلك – حسب المصدر- محاولة رئيس الوزراء الباكستاني كسب الشارع المحلي بمواقف خارجية ضد واشنطن بتوقيت تعيش بلاده أزمة اقتصادية تتحمل مسؤوليتها “الإدارة السيئة” وفقاً لما تروّج له المعارضة.

ولا شك أن لخطاب خان التصعيدي في منطقة فيهاري أمام سفراء الاتحاد الأوروبي في السابع من مارس الماضي، وقوله لهم “لسنا عبيداً عندكم لننفّذ ما تأمرونا به.. لقد ولّى زمن الإملاءات”، أدى بصورة أو بأخرى لتخطيط واشنطن وحلفائها في الداخل للتحرك ضد حكومته.

وخان لم يغفل الأمر بل حوله إلى “ثأر شخصي” وأكد بأن واشنطن تريد التخلص منه وقتله، وقدم احتجاجاً رسمياً للسفارة الأميركية بشأن مؤامرة مزعومة لإطاحة حكومته.

بدورها، قامت الخارجيّة الباكستانيّة باستدعاء القائم بأعمال السفير الأمريكي، للاحتجاج على دعم الولايات المتحدة الأمريكيّة مساعي الإطاحة بعمران خان، وجرى استدعاءه في العاصمة إسلام أباد.

في السياق ذاته، تقول وكالة “بلومبيرغ”، إن المُعارضة بقيادة الرئيس السابق آصف علي زارداري، ورئيس الوزراء السابق نواز شريف، نجحت بجمع 196 صوتاً، من عدد 172 صوتاً المطلوب للإطاحة بخان، ولكن هذه تظل توقّعات إعلاميّة وقد تكون تشويشيّة، وقد تنقلب المُجريات مع إصرار الرئيس خان على عدم الاستقالة، وهزيمة “المُؤامرات” كما قال، في حين حذّرت أصوات مُعادية لتدخّلات أمريكا، من مُؤامرات بدأ يجري طبخها، وعمليّات شراء ذمم لشراء الأصوات بهدف الوصول للعدد المطلوب (172) صوتاً للإطاحة بخان.

وتخشى واشنطن أن تعيد نتائج الانتخابات القادمة عمران خان وحزب “حركة الإنصاف الباكستانية” إلى سدة الحكم لأن الحزب يمتلك قاعدة جماهيرية واسعة، وخان يتمتع بتأييد شعبي كبير، وهو معروف بثقافته وقدراته السياسية وزهده ونظافة يده.

وسيكون نجاح خان، في حالة فوزة بالانتخابات، بمثابة هزيمة للولايات المتحدة وعملائها، ودعم لسياساته الإصلاحية الداخلية، ولرغبته في تغيير علاقات بلاده مع القوى العالمية، وإقامة علاقات استراتيجية متينة خاصة مع الصين وروسيا وإيران ودول الشرق الأوسط.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com