أفق نيوز
الخبر بلا حدود

حزب الإصلاح و رحلة الوقوع في براثن الفخ…

172

بقلم / الشيخ عبدالمنان السنبلي

ما لم أستطع فهمه حتى الآن هو كيف لحزبٍ عريقٍ كحزب الإصلاح أن يتخذ بهذه البساطة قراراً يؤيد فيه العدوان على اليمن و هو الحزب الذي قد طالما شَكَّل على مدى عقودٍ جبهةً رافضة لأي عدوانٍ أجنبي على اليمن و عنصراً فاعلاً و أساسياً من عناصر التعبئة العامة ضد أي إنتهاكٍ للسيادة الوطنية !!

هل كانت قيادته تدرك جيداً حين إتخذت ذلك القرار ماذا يعني أن تتحالف أكثر من 15 دولة مجهزةٍ بأحدث العتاد و القدرات العسكرية الفتاكة و المدعومة لوجستياً من دولٍ عظمى على بلدٍ و شعبٍ يُعَدُّ من أفقر بلدان و شعوب العالم يُفترض أنهم جزءٌ و مكونٌ أصيل من مكوناته السياسية و الشعبية ؟!!

و هل كانوا يعلمون حينها أن العدوان سيستهدف البشر و الحجر و الشجر و أن صواريخه و قاذفاته و راجماته ستطال كل مقدرات و مؤسسات الشعب الخدمية و الإقتصادية و الأثرية و التعليمية و أنهم لن يستثنوا حتى مراكز تأهيل المكفوفين و المعاقين و دور العجزة و مخيمات الأعراس و العزاء ؟!!

و هل لو كانت قياداتهم التاريخية و التي أصبحت رموزاً وطنية كالزبيري و الشيخ عبدالله و ياسين عبدالعزيز حاضرةً اليوم و هم صاحب القرار، هل كانوا سيتخذون هكذا قرار ؟!!

الأخوة في التجمع اليمني للإصلاح ..

أي ظلمٍ هذا الذي وقع عليكم حتى تدعمون عملية الإستقواء على شعبكم و وطنكم بالقوى الإستعمارية الطامعة و التى كان لكم فيما مضى شرف السبق دائماً في مناهضتها و دحرها ؟!!

هذا رسول الله (ص) و قد وقع عليه من الظلم و الضيم من قومه ما لم يقع على أحدٍ من المسلمين لم يطبق عليهم الأخشبين و قد عُرض عليه ذلك، و لم يُجيّش عليهم العرب و العجم ، و لم ينتقم منهم حين تمكّن منهم و لكن قال :  إذهبوا فأنتم الطلقاء !!

أليست تسعة أشهرٍ من العدوان و القتل و التدمير كافيةً لكم حتى تعيدوا حساباتكم و تراجعوا مواقفكم و تعودوا إلى وضعكم الطبيعي بين شعبكم و مع قضاياه ؟!!

من تحالفتم معهم اليوم لن يقفون معكم حتى آخر الطريق، بل أنهم لم يكونوا يعتبروكم أصلاً من قبل حتى أصدقاءً لهم، و لولا مصلحةٌ آنيةٌ لهم تستدعي الإلتقاء معكم، لكنتم أول المستهدفين لطغيانهم و إجرامهم .. أنتم في نظرهم مجرد ورقةٍ للإستخدام الآني و المرحلي و سرعان ما سينقلبون عليكم و يتخلون عنكم إن لم يحاربوكم و يعيدوكم إلى حيث وضعوكم من قبل على رأس قائمتهم السوداء للحركات و المنظمات الأرهابية، فكيف إستطاعوا جركم إلى هذا الفخ السحيق و أنتم تعلمون ؟!!…

أيها الإصلاحيون :

و الله إننا لم نكن نتمنى لكم شيئاً إلا أن تكونوا بيننا و معنا، فلماذا ذهبتم بعيداً و آثرتم علينا من لا يتمنى لكم إلا الفناء و الزوال ؟!!

يا إخواني حتى لو كنتم أنتم من يقف على الحق و ما سواكم هم من يقف على الباطل، فإن ذلك لا يجيز لكم و لن يغفر لكم قراركم و موقفكم المؤيد و الداعم للعدوان إلا أن تتوبوا و تعودوا و تعتذروا لشعبكم قبل أن تعود العاصفة أدراجها و تجرجر أذيالها

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com