أفق نيوز
الخبر بلا حدود

محورية اليمن في الصراع مع إسرائيل (لن نتردد)

162

 

بقلم / مرتضى الحسني

طوفان الأقصى المعركة التي نسفت أسطورة الجيش الذي لا يقهر وبددت سرديات الكيان الصهيوني ومعه ديموقراطيات العالم لاسيما الغربي التي ما انفكت تدافع عنه وتدفع به لارتكاب أبشع الجرائم بحق الأبرياء والعزل..

معركة أحييت ضمائر الشعوب المُغرر بها من سبات عميق بأنّ فلسطين الطريق والبوصلة، في الوقت ذاته مثلت دعوة للأمة لتصويب سهامها نحو فلسطين المحتلة ونصرة المظلومية الأكبر في العالم؛ والتي لم يتردد اليمن في إجابتها منذ اليوم الثاني من المعركة إذ أعلن سيد الثورة بالمشاركة الفعّالة في المعركة بقدر الاستطاعة مُجسِّداً المبادئ الإيمائية والانتمائية بشجاعة لم يجرؤ عليها أحدٌ من قبل.

 

الإعلان أتبعه تحديد أهدافٍ في العمق الإسرائيلي وضربت-دون تردد- متواصلة مع تكتمٍ إسرائيلي حول العمليات واكتفاء جيش الاحتلال بأخبار الاعتراض علماً على أنهم فعلوا أكبر منظوماتهم الدفاعية(السهم3) وقبلها على الطريق دفاعات متخاذلي الأعراب من السعودية والأردن إلا أن المسيرات والصواريخ اليمانية عرفت أهدافها وهم أكثر من عرف وصولها.

 

اليوم وبعد أكثر من شهرٍ طوفان الأقصى لا يزال اليمن في ذات الخط يقول قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بخطابٍ بمناسبة ذكرى الشهيد قدم فيه تصور الأحداث مؤطره بنظرته القرآنية الثاقبة-كما نعرفها-ورسم فيه ملامح جديدة لمآلات قادمة تتسع باستمرارية الحرب.

 

أولاً: مع الوهن الذي تعيشه الأمة الإسلامية والاضطهاد لابد من التحرك المتماشي مع احتياجات العصر وأهمه حمل راية الجهاد والتضحيات في مواجهة الطغيان فبه تُستنهض الأمة وكسر قيود الذل والخوف وجموح الأعداء في انتهاش جسد الأمة لاسيما ممن ضُربت عليهم الذلة والمسكنة.. وما يحدث من إجرام وتفننٍ في القتل والإبادة بغزة من قبل الصهاينة وبدعم من الأمريكيين والأوروبيين يبرهن ضرورة الجهاد وانتهاج مشروع الشهادة كرديفٍ مؤثر ومناسبٍ لذلك الإجرام؛ وإذا لم يكن هذا هو الحل لما جعله الله ذروة سنام دينه الحنيف، والتأريخ قد تكفل لنا بالحديث عن مآسٍ يندى لها جبينه حصلت للمسلمين حال تخلوا عنه.

 

من سبعة عقود زرعت بريطانيا وأمريكا هذا الكيان في قلب الشام والوطن العربي بناءً على نزعات تطرفية دينية وأوهام تلمودية غير موجودة سطوراً أو أطلالا وجمعت فيها اليهود من جميع أنحاء العالم وقوته بفكفكة الصفين العربي والإسلامي من حوله، غذّت النزاعات وبطريقٍ أو آخر ترغيباً أو ترهيبا نجحت أمريكا في هذا وحولت الأنظمة العربية والإسلامية حول فلسطين إلى أسوار حماية لإسرائيل على مر السنين، همها المصالح الشخصية و الفرعية بدلاً من المركزية وما يهم الأمة، وبعضها دخل في اتفاقيات سياسية وعلاقاتٍ دائمة مع الكيان وتخلٍ عن مسؤولية مهمة كهذه، بل حذت بها الأيام ترويض شعوبها عن قضيتها المركزية وصارت-الأنظمة-تتعامل مع أصحاب الأرض والقضية بأنهم أشبه بالإرهابيين والمتخلفين وغير ذلك وللمزايدات الإعلامية جعلوا أفضل مواقفهم بيانات إدانات لا يرقى أن تصدره مدرسة ابتدائية علاوةً على أن تصدره 57 دولة عربية ومسلمة كالأخير الذي أنتجته قمة الرياض في جلسة تسمى طارئة تجاه أحداث غزة الجارية.

 

على الطرف الأخر إسرائيل أو لنقل على ذات الطرف وإنما على الميدان تستبيح كل شيءٍ في فلسطين ليس لها مراقب، خصوصاً غزة ففيها انتهاكات القانون الدولي التي ترتكبها قد أُعفيتها بصك غفرانٍ من أمريكا والغرب، يقصفون المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، وحداتٌ سكنية يدُفن أهلها تحت أنقاضها، جرافات تمشي على رؤوس المواطنين، جثث تأكلها الكلاب والغربان، مجازر بالمئات بل قل شهداء بالآلاف أكثرهم نساءً وأطفالا علاوةً على من يزالون تحت الأنقاض؛ كانت غزة أكبر سجنٍ في العالم وحالياً أكبر مقبرة جماعية في العالم.

 

ثانياً: موقف اليمن الشجاع من الصراع يرفع سقفه السيد القائد ويرسم الملامح القادمة له.. العمليات العسكرية مستمرة وآخرها ما حصل ليلة الخطاب وبعدها عملية أعلن عنها متحدث القوات المسلحة بعد الخطاب استهدفت إيلات جنوب فلسطين المحتلة..

 

 

 

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com