أصبحت الحربُ العدوانية الإسرائيلية/ الغربية، على المستضعفين المدنيين في غزة، محكَّ اختبار عروبة العرب، وإسلام المسلمين، وإنسانية الضمير العالمي، بوصفها المعيار الدقيق، الذي أخضع العالم – بأسره – لعملية الفرز الشاملة، للتفريق بين من يمثل الخير، ويحمل المشروع الحضاري الإنساني، ومن يمثل الشر، ويحمل المشروع الهمجي الوحشي، كحدَّين متناقضين تمامًا، لا توسط بينهما.

ولا مجالَ لتأويل خدعة “الحياد”، أَو تبرير كذبة “ذهب السكوت” – حين يكون الكلام من فضة – التي طالما لجأ إليها عملاءُ القوى الاستعمارية، من الأنظمة الحاكمة في المنطقة العربية والإسلامية.

حَيثُ جعلوها ذريعتهم لممارسة التواطؤ والتخاذل، تحت مسمى التأني وعدم التهور.

وقدّموا الهروب من مواجهة أعداء الأُمَّــة، بوصفه دليلًا على الحكمة وسداد الرأي.

وانتهجوا خيانةَ الأُمَّــة تحت عنوان الحياد، وأغلقوا أبواب الجهاد في سبيل الله؛ لكي ينالوا رضا أعداء الله، وينأوا بأنفسِهم عن تهمة الإرهاب.

وفرّطوا في الأرض والعرض والمقدسات – حفاظًا على الكراسي – تحت مزاعم عدم جدوى خوض الصراع؛ لأن الهزيمة هي نتيجته الحتمية؛ نظرًا لعدم تكافؤ القوى.

ولم يكتفوا بذلك، بل جعلوا الخيانة وجهةَ نظر، والتطبيعَ مع العدوّ حرية شخصية