أفق نيوز
الخبر بلا حدود

“جيروزاليم بوست” العبرية : “الحوثيون أصبحوا أكثر جرأة بعد إغراق السفن”

63

قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية إن القوات البحرية اليمنية باتت أكثر جرأة بعد تنفيذها لعملية مزدوجة في عرض البحر الأحمر أدت إلى إغراق سفينتين ووقوع خسائر بشرية في طواقمهما، في مشهد عسكري قالت الصحيفة إنه يكشف عن تطور لافت في قدرات قوات صنعاء وتبدل في موازين الردع البحرية”.

وأضافت الصحيفة أن العمليتين تمتا الأسبوع الماضي، واستهدفتا سفينتين هما “ماجيك سي” و”إترنيتي سي”، وأشارت إلى أن زوارق هجومية وطائرات مُسيّرة كاميكازي شاركت في الهجمات، وأن السفينة الثانية غرقت بعد فقدان عدد من طاقمها واختفاء آخرين، يُعتقد أن البحرية اليمنية أخذتهم أسرى”.

وذكرت الصحيفة أن “العمليتين وقعتا على بُعد أكثر من خمسين ميلاً بحرياً من السواحل اليمنية، وفي المياه الدولية، ما يعني حسب وصفها أن “الحوثيين” خططوا لها بعناية واستعداد لوجستي بعيد المدى، إذ إن الوصول إلى هذه النقطة يتطلب ساعات من الإبحار والتنسيق بين الزوارق والطائرات المسيرة”.

وتساءلت الصحيفة عن “سر غياب أي تدخل من القوات البحرية الأجنبية رغم امتلاكها قدرات للوصول، منتقدة بشدة غياب الاستجابة من ما يُسمى بتحالف “حارس الرخاء” الذي أنشئ العام الماضي بزعم حماية الملاحة في البحر الأحمر، كما أشارت إلى أن الولايات المتحدة شنت هجمات ضد اليمن في مارس، لكنها لم تنجح في إيقاف الردع اليمني.

ونقلت الصحيفة عن وول ستريت جورنال تقريرًا وصفت فيه الهجوم بأنه استمر يومين أو ثلاثة دون أي تدخل من القوات الدولية، وأن السفينتين حاولتا صد الهجوم بشكل يائس دون جدوى، حيث لم تصل أي مساعدات بحرية أو جوية لإنقاذهما. واعتبرت أن غياب المساعدة يشير إلى أن حماية هذه السفن ليست أولوية فعلية لدى الغرب، وأن ذلك يعزز شعور اليمنيين بالحصانة والسيادة البحرية.

وتساءلت الصحيفة عن سبب عدم تدخل حاملتي الطائرات “كارل فينسون” و”نيميتز”، رغم وجودهما في المنطقة بحسب صور بثّتها القيادة المركزية الأمريكية، وقالت إن المدمّرات والطائرات الأمريكية القادرة على قطع مئات الأميال البحرية في اليوم لم تظهر في مسرح العمليات.

مضيفة أن الطائرات الأمريكية من نوع F/A-18 أُطلقت من حاملات الطائرات في 11 و12 يوليو، وإنه تم نشر صور حاملة الطائرات “فينسون” وهي تعمل في المنطقة، لكن رغم ذلك لم تُنفذ أي عملية إنقاذ في البحر الأحمر، رغم أن هذه القدرات كفيلة بتغطية المنطقة البحرية الواقعة بين اليمن والسفن التجارية. وأضافت أن بعض الدول الأجنبية لديها أصول جوية وبحرية في جيبوتي، وهي قريبة من موقع الحادثة، لكنها لم تتدخل هي الأخرى.

وختمت الصحيفة العبرية تحليلها بالقول إن عدم تحرك الأساطيل الأجنبية للدفاع عن السفن أو الردع السريع يكشف أن الهجمات لم تعد تُقابل بالأولوية التي تدعيها واشنطن أو “تل أبيب”، وأن اليمنيين يدركون ذلك، ما يجعلهم أكثر استعدادًا وجسارة لتنفيذ المزيد من العمليات النوعية. وأضافت أن ما جرى الأسبوع الماضي يثير تساؤلات عميقة حول الجاهزية الغربية ومصداقية تحالف “الازدهار”، في وقت تتقدم فيه صنعاء نحو فرض معادلتها السيادية في البحر الأحمر، ليس فقط كشعار بل كواقع ميداني يعيد تعريف موازين الردع الإقليمي والدولي.