العودة إلى الجذور.. استراتيجية استعادة السيادة والقوة في الأُمَّــة
أفق نيوز|
شعفل علي عمير
في ظل الأحداث الراهنة التي تعصف بالأمة، نجد أنفسنا أمام واقعٍ مريرٍ تملؤه الخيباتُ والانكسارات.
فـ العدوانُ الصهيوني على غزة يكاد يصبح حدثًا راتبًا في نشرات الأخبار، بينما تتسابق الأنظمة العربية لنزعِ سلاح المقاومة في فلسطين ولبنان، في مسعىً مذلٍّ لكسب ودّ ورضا أمريكا و(إسرائيل).
هذا المشهد الكئيب لا يؤدِّي إلا إلى تعميق هُوّة اليأس والإحباط في النفوس العربية، ويُسهم في تعزيز حالة الهوان التي صرنا نعيشها.
لنكن واقعيين وصريحين: كيف وصلنا إلى هنا؟ وكيف تحوّلنا من دولٍ ذات سيادة وأملٍ في النهضة إلى كياناتٍ تبحث عن البقاء عبر تقديم التنازلات والركوع لقوى خارجية؟ إن ما نشهده هو تراجعٌ خطير في الوعي السياسي والاستقلالية الفكرية، فضلًا عن غياب رؤية مستقبلية تعيد للأُمَّـة بريقها القديم.
ولا تزال القوى الغربية تعتبر المنطقة العربية مُجَـرّد رقعة شطرنج تحَرّك عليها بيادقها كيفما شاءت، مستغلةً ضعف حكوماتها وتبعيّتها.
لكن، كيف نغيّر هذا الواقع المظلم؟ وما المطلوب منا حتى لا نصابَ بالهوان؟ الإجَابَة ببساطة تكمن في العودة إلى التوجيهات الإلهية، والرجوع إلى قيم الدين والعروبة، ثم إلى الجذور والأسس التي أرستها الأجيال السابقة من النضال والمقاومة.؛ إذ يجبُ إحياءُ الروح الدينية في قلوب الشباب، وتعزيز الانتماء إلى القضية الأسمى، قضية الأُمَّــة بأكملها.
كما ينبغي إعادة النظر في الأولويات والقرارات السياسية التي تنتهجها بعض الأنظمة العربية، والتي تتواتر حولها التساؤلات في ظل حالة التسابق المحموم لنزع سلاح المقاومة لكسب وُدِّ ورضا قوى خارجية.
فهذا المسار لا يفضي إلا إلى مزيدٍ من التبعية وفقدان الاستقلالية في اتِّخاذ القرارات السيادية.
ومن هنا، يجب أن نعيد الثقة إلى نفوسنا وإلى قدرتنا على التغيير.
فـلا يمكننا الاستسلام لقوى الظلم والعدوان ونحن نملك من القوة والثروات ما يكفي لتغيير معادلة القوى.
من المهم إعادة بناء هيكلية الفكر الجمعي، والتركيز على دور القوى الحرّة في المقاومة داخل الأُمَّــة.
ويجبُ أن ندركُ تمامَ الإدراك أن ما تقوم به حركاتُ المقاومة في فلسطين ولبنان هو دفاعٌ عن الأُمَّــة بأسرها، وليس عن فلسطين ولبنان فحسب.
إن التضامن العربي والإسلامي هو السبيلُ الأنجعُ لمواجهة التحديات؛ لذا لا بدّ من تعزيز روابط الأخوّة والتعاون بين الدول والشعوب العربية والإسلامية.
إن التغلب على الهوان يتطلبُ منّا أن نعود إلى الجذور، إلى القيم النبيلة للدين الإسلامي، وإلى القيم التي عُرِف بها العرب عبر العصور من شجاعة وإباء ودفاعٍ عن الحق والعدل.
وبدون ذلك سنبقى ندور في حلقة مفرغة من الإحباط والتراجع.
علينا أن نؤمنَ بقدرتنا على التغيير، وأن نتحمّل المسؤولية في صياغة مستقبلٍ يليق بأمتنا وتراثها العريق.