أفق نيوز
الخبر بلا حدود

ضغوط صنعاء تدفع العدو الإسرائيلي إلى التلويح بورقة المرتزقة

40

أفق نيوز|

تقرير|

تكشف هجمات العدو الصهيوني -التي استهدفت منشآت مدنية في العاصمة صنعاء مساء الأحد- عن حالة الإفلاس التي بات يعاني منها العدو الصهيوني في التعامل مع التحديات التي يفرضها اليمن في معركة الإسناد للشعب الفلسطيني.
وكالعادة فإن العقلية الإسرائيلية تعاني من حالة عقم، من خلال عجزها الواضح عن تجاوز الدائرة المفرغة التي تدور داخلها بخصوص إخفاقها عن تحييد دور اليمن في معركة إسناد غزة.
وعند المقارنة بين حجم التأثير المتبادل بين اليمن والكيان الصهيوني، يمكن ملاحظة أن القوات المسلحة اليمنية تُحدث الكثير من التطورات على صعيد الضربات الموجهة إلى عمق الكيان الصهيوني، والتي كان آخرها الصاروخ المتشظي الذي أطلقته اليمن مساء الجمعة الماضي، والذي تمكن من ضرب عدة أهداف في عمق الكيان الإسرائيلي.

كيف طوت اليمن زمن القبة الحديدية?

وبالنظر إلى حجم الضربة التي أحدثها الصاروخ اليمني متعدد الرؤوس، يبدو أن العدو الإسرائيلي أضاف معضلة جديدة إلى قائمة الإخفاقات التي يعاني منها على يد اليمن، حيث لم تعد مشكلة العدو الإسرائيلي تقتصر في العجز عن التصدي للصواريخ اليمنية، بل إن هجمات اليمن اتخذت طوراً جديداً يتمثل في قدرة تلك الصواريخ على ضرب عدة أهداف في وقت واحد، وهو ما يتطلب -من وجهة نظر خبراء عسكريين صهاينة- إعادة النظر في قدرات “إسرائيل” الدفاعية، وبما يعني أن مئات مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة والعدو الإسرائيلي باتت (هباءً منثورا).
في المقابل عاود العدو الإسرائيلي قصف أهداف مدنية في العاصمة صنعاء، محاولاً بذلك التظاهر أمام قطعان المستوطنين بأنه يوجه ضربات موجعة لليمن، سرعان ما تتكشف الحقائق على أنها مجرد دعاية إعلامية كاذبة من خلال الرد اليمني السريع بتوجيه ضربات جديدة لعمق الكيان الصهيوني، وبما يؤكد لقطعان المغتصبين أن أكاذيب نتنياهو مجرد أوهام لا تجدي نفعا في وقف أو حتى الحد من ضربات اليمن على الكيان الصهيوني.

العدو الإسرائيلي يلوح بورقة المرتزقة في اليمن

ومع تصاعد العمليات العسكرية اليمنية على الكيان الصهيوني، بدأت الأوساط الإسرائيلية في التصريح علانية بضرورة استخدام جبهات المرتزقة داخل اليمن، بما يوضح أن عصابات المرتزقة ليست أكثر من مجرد ورقة بيد العدو الإسرائيلي، يستطيع تحريكها متى يشاء.
آخر تلك التصريحات جاءت على لسان قائد “البحرية الإسرائيلية” الصهيوني “اليعازر مارون”، الذي دعا في حوار مع إذاعة ( f.m 103 ) العبرية إلى تحريك ما وصفها بـ”القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا ضد قوات صنعاء”، من أجل إنقاذ “إسرائيل”، واعتبر اليعازر أن “تحريك القوى المحلية أصبح ضرورة ملحة” حسب قوله.

حكومة المرتزقة تندمج في المخطط الصهيوني 

في الـ26 من يوليو الماضي كشف تقرير نشرته صحيفة jpost العبرية أن الصحفي والمحلل الأمني الإسرائيلي “جوناثان سباير” -المعروف بخلفيته الأمنية وصِلاته بمراكز بحث “إسرائيلية” ذات صلة بالمؤسسة العسكرية الصهيونية والموساد- أجرى زيارة ميدانية إلى مدينة عدن المحتلة، والتقى بقيادات عسكرية وأمنية في حكومة “المرتزقة” وما يسمى بـ”المجلس الانتقالي” الذي يتبنى “الانفصال” بدعم إماراتي.
ونشرت الصحيفة العبرية تقريراً أعده “جوناتان سباير” بعد زيارة قام بها إلى عدن ومناطق أخرى واقعة تحت سيطرة المرتزقة في المحافظات الجنوبية، لمعرفة مدى استعداد تلك الفصائل للتعاون مع الكيان الصهيوني ضد القوات المسلحة اليمنية، بعد أن عجز “جيش” الاحتلال والولايات المتحدة وتحالف غربي في ردعهم أو إيقاف عملياتهم المساندة للشعب الفلسطيني.
وأوضحت الصحيفة أن “سباير” التقى بقائد عسكري يدعى صالح علي حسن ويشغل منصب “رئيس هيئة العمليات المشتركة” لدى المرتزقة، في مكتبه بمدينة عدن.
وقال “سباير” في التقرير “نحن في مقر المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني. جئتُ إلى هنا لأبحث في سؤال هو: هل هناك شركاء محتملون متاحون للغرب في اليمن للمساعدة في تنفيذ المهمة العاجلة المتمثلة في دحر الحوثيين من منطقة ساحل البحر الأحمر?”. مشيراً إلى أن المرتزق “صالح حسن” قال له “نحتاج فقط إلى ضوء أخضر، وسنصدّ الحوثيين”.

وفيما لم يوضح العميل صالح حسن الجهة التي ينتظرون منها “ضوءاً أخضر” للتحرك ضد صنعاء، إلا أن الصحفي والمحلل الأمني الصهيوني أكد أن من يصفهم بـ”الحوثيين” قوة يصعب على فصائل المرتزقة مواجهتها.
ونقل الصحفي “الإسرائيلي” عن المرتزق محسن الداعري -الذي يشغل منصب ما يسمى بوزير الدفاع في حكومة المرتزقة- استياءه من استسلام الولايات المتحدة وإعلان واشنطن وقف إطلاق النار مع صنعاء، مطلع أيار/ مايو الماضي.
وأوضح “سباير” أنه التقى بالداعري في مكتبه بعدن، حيث أخبره الأخير أنه و”حكومته” شعروا بالصدمة إزاء القرار الأمريكي بالتوصل إلى وقف النار مع صنعاء.. مبدياً أسفه لعدم تنفيذ عملية برية ضد “الحوثيين” بدعم أمريكي صهيوني.
ومن ناحية أخرى قال الداعري إنهم شعروا بالارتياح لعدم التورط في حرب برية جديدة مع القوات المسلحة اليمنية، مبرراً ذلك بالقول “إن الولايات المتحدة كانت ستتخلى عنا”.. مشيراً إلى أنه “عندما قرر الأمريكيون بدء تلك العمليات ضد الحوثيين، لم ينسقوا معنا ولم يُخطرونا، وعندما قرروا التوقف، لم ينسقوا معنا ولم يُخطرونا أيضًا”.
وأضاف الداعري “لقد وضعنا خطة استراتيجية بالتعاون مع زعيم المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، وكان من المفترض أن تشمل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والإمارات والسعودية… ونبذل جهدا منسقا لإسقاط الحوثيين” حسب الداعري.

 

دعم الانفصال

في السياق كشف الصحفي والعميل الأمني الصهيوني أنه اجتمع مع مسؤولي ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” في عدن، وتم الحديث عن رؤية المجلس الموالي للإمارات في تفتيت الجمهورية اليمنية و”انفصال الجنوب”.
ولم يكتفِ المرتزقة بفتح مكاتبهم للصحفي “الإسرائيلي”، بل أخذوه في جولة ميدانية إلى عدد من الجبهات بمحافظتي الضالع وشبوة.
وقال “سباير” إنه التقى بعدد من “مقاتلي الانتقالي” في جبهتي الضالع وشبوة للاطلاع على أوضاعهم ومعرفة مطالبهم، حيث رافقه في تلك الزيارة المرتزق العميد عبدالله مهدي “رئيس العمليات المشتركة ورئيس فرع الانتقالي في الضالع”.
ونقل عن المرتزق مهدي الذي كان يقف على جبل في جبهة الفاخر بالضالع، قوله “نحن والولايات المتحدة في مواجهة واحدة ضد إيران والحوثيين”، وأضاف بصريح العبارة “إذا أردتم ضمان الأمن البحري في باب المندب والبحر الأحمر، فعليكم دعمنا”.
وكشف الصحفي الصهيوني -في ذات التقرير- تلقيه قائمة مطالب واحتياجات عسكرية وقتالية من عدن، بينها “طائرات بدون طيار ومعدات رؤية ليلية، ورشاشات خفيفة وثقيلة، ومدفعية متوسطة المدى”.

 تأثيرات عمليات اليمن على مستقبل المنطقة

ورغم أن اليمن أعلن مراراً وتكراراً على لسان السيد القائد عبدالملك الحوثي، والقيادات السياسية والعسكرية في صنعاء، أن وقف عمليات اليمن على العدو الإسرائيلي رهين بوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، إلا أن قيادة العدو الإسرائيلي اختارت المجازفة بمستقبل الكيان الصهيوني، من خلال الإصرار على مواصلة ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في غزة بالقصف والتجويع، وهو ما دفع عددا من المحللين السياسيين -بما فيهم محللون صهاينة- إلى الاعتقاد بأن نتنياهو وجماعة المتطرفين الصهاينة يعملون على التعجيل بزوال الكيان الصهيوني من فلسطين المحتلة، من منطلق أن ضربات اليمن، والصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية كشف عن مدى هشاشة العدو الإسرائيلي، وبما يشجع على المزيد من التحركات في المنطقة العربية لمواجهة العدو الصهيوني، وتدمير الصورة التي حاول خلالها الإعلام الغربي ومعه إعلام دول التطبيع العربية، تكريس الاعتقاد أن “إسرائيل قوة لا تقهر”، إلى جانب أن مواقف اليمن المساندة لغزة، أعادت إحياء التضامن، وإمكانية توحيد الصف العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية، وهي أفكار كانت القوى الصهيونية تعتقد أنها قد قضت عليها قبل أن تولد حركة أنصار الله في اليمن، وتقوم من جديد بتحدي القوى الصهيونية، والإعلان للعالم أن مصير اليمن وغزة واحد، وأن اليمن لن يتخلى عن غزة مهما كانت التهديدات أو المغريات المقدمة لصنعاء.