احتفالات المولد النبوي في اليمن: خصوصية أنصارية وتراث أصيل
أفق نيوز|
تقرير | تتجاوز احتفالات اليمن بذكرى المولد النبوي الشريف مجرد كونها مناسبة دينية، لتتحول إلى تجسيد حي لعلاقة الشعب اليمني الفريدة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وبحسب تقرير متلفز بثته قناة المسيرة، للزميل وليد الوشلي، فإن اليمنيين، أو كما يُطلق عليهم “شعب الإيمان والحكمة”، يتميزون بخصوصية في إحياء هذه الذكرى، تختلف عن بقية الشعوب الإسلامية.
الصلوات الجماعية: شعار الاحتفال اليمني
على عكس العديد من الشعوب التي تصلي على النبي خفية وفرادى، يتميز اليمنيون برفع صوتهم بالصلوات عليه جهرة وجماعة. هذا الأداء الجماعي القوي والمؤثر، يُتوارث من جيل إلى جيل، ويعكس عمق العلاقة الإيمانية التي تجمعهم بالرسول. ففي كل محفل ومولد، تبدأ الفقرات بالصلاة الجماعية التي تتفنن في أدائها، مثل: “اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله عدد كلام الله وكما يليق بكماله”. كما أنهم يحرصون على ترديد الصلاة الإبراهيمية بخمس صيغ مختلفة، بلحن مميز، مما يضفي على الاحتفال بعداً روحانياً فريداً.
تراث يمني ينسج علاقة فريدة بالنبي
يُشير التقرير إلى أن التراث اليمني الشعبي يتميز بخصوصية في علاقته بالنبي، فهو الأجمل فنوناً، والأكثر شجناً، والأوثق اتصالاً بفجر الرسالة.
هذا الموروث الإيماني الغني لا يقتصر على فئة أو منطقة معينة، بل يتشارك في التمسك به كل أبناء الشعب اليمني بلا تمييز أو فوارق مذهبية. فالجميع يشاركون في طقوس جماعية، مما يؤكد أن حب الرسول هو قاسم مشترك يوحد اليمنيين.
استحضار الجهاد: ربط الماضي بالحاضر
لا تقتصر علاقة اليمنيين بالرسول على الجانب الروحي فقط، بل تمتد إلى الجانب العملي والجهادي، ففي كل حركة وسكنة من حياتهم، يستحضرون مواقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الجهاد والقتال والشجاعة والثبات.
وهذا الاستحضار ليس نظرياً، بل هو واقع عملي يتجلى اليوم في دعمهم وإسنادهم للقضية الفلسطينية في غزة، مما يثبت أن هذه العلاقة هي علاقة نصرة وعمل وليست مجرد كلمات.
الجامع النبوي: رمزية المكان
يُضفي التقرير بعداً خاصاً على الاحتفال بالمولد في “الجامع النبوي” في اليمن، حيث يؤكد أن هذا الجامع هو جزء من أقدم وأقدس مساجد الدين الإسلامي.
وبما أن بناه الأنصار، الذين خصهم الله بنصرة نبيه، فإن الاحتفال فيه يكتسب رمزية خاصة، فهو يعيد ربط الحاضر بماضي النصرة والجهاد، ويؤكد على أن هذه العلاقة المتميزة بين اليمنيين ونبيهم هي إرث تاريخي متوارث.
إن احتفال اليمنيين بذكرى المولد النبوي ليس مجرد احتفال، بل هو ممارسة عملية لعلاقة إيمانية متأصلة، قائمة على الحب، والنصرة، والتمسك بالقيم النبوية، من خلال الصلوات الجماعية، والموروث الثقافي الأصيل، واستحضار مواقف الجهاد، يثبت اليمنيون أنهم شعب يجسد معنى النصرة والولاء لرسول الله في كل زمان ومكان.