أفق نيوز
الخبر بلا حدود

لو كنتُ مرتزِقًا..

41

أفق نيوز|

عبدالمنان السنبلي

لو كنتُ في موقع رئيس أَو أحد أعضاء ما يسمى بـ«مجلس القيادة»، وقد رأيت هذه الحشود والجموع المليونية غير المسبوقة، والتي نزلت يوم أمس في مختلف الساحات والميادين؛ لالتقطت الرسالة وفهمتها جيِّدًا.. 

ليس عيبًا أن استشعر المسؤولية..

أو أقر بحجمي..

أو أن أغلب مصلحة الوطن،

وأعلن الهزيمة بكل روح رياضية..

أو أن اعترف بشرعية النظام الحاكم في صنعاء..

العيب أَلَّا أقف احترامًا وإجلالًا وتقديرًا لكل هذه الجموع وهذه الحشود، أَو أن اتّجاهل إرادتها ومطالبها، أَو أن أستمر متماديًا في وصفهم بالـ «مليشيا»، في محاولة بائسة مني لتحجيمهم والتقليل من شأنهم..

العيب كُـلّ العيب أن أدعي مشروعية تمثيل هذا الشعب اليمني، في الوقت الذي أعلم فيه يقينًا أنني لم أعد أملك رصيدًا شعبيًّا ووطنيًا يؤهلني للعب حتى دور مواطن في أوساط هذا الشعب..

ألم نقل أن الشعب مالك السلطة ومصدرها..؟

وأن لا مشروعية إلا لمن يعبر عن ضمير هذا الشعب..؟

هذا هو الشعب اليمني خرج اليوم بالملايين شاهدًا علينا وعلى ما كُـلّ ما نسوِّقه من شعارات..

وبناء عليه:

إذا لم تكن هذه الحشود المليونية اليوم تمثل استفتاء على مشروعية النظام في صنعاء، فما هو الاستفتاء..؟

ما هو الاستفتاء يا «بتوع» الديمقراطية..؟

هل تعلمون ماذا يعني أن تخرج كُـلّ هذه الحشود المليونية والجموع الغير مسبوقة في تاريخ اليمن في هذا التوقيت بالذات، وفي ظل مؤامرة تتعرض لها صنعاء، وعدوان وحصار ومعاناة وحملات دعائية مضللة وحرب إعلامية مضادة شعواء، وعمليات تضليل وتشنيع وتشويه وَ…؟

يعني أن النظام في صنعاء، ببساطة، كسب المعركة..

وأننا خسرناها كما خسرنا الوطن..

خسرناها سياسيًّا وإعلاميًا وأخلاقيًا وَ..

فإلى متى نظل مغالطين أنفسنا، ومغالطين الشعب بالتخفي خلف شعارات نحن أول من يكفر بها..؟

إلى متى نظل في مواجهة مع إرادَة هذا الشعب، وأدَاة رخيصة في يد الأجنبي المتربص والطامع بهذا البلد..؟

إلى متى..؟

هذا، باختصار، ما كنت سأقوله وأحدث به نفسي لو كنت ـ مثلًا ـ في موقع رئيس أَو أحد أعضاء ما يسمى بـ«مجلس القيادة»، لكنني، لست كذلك..

الحمدُ لله أنني لست كذلك..

والحمدُ لله أنني، في حقيقتي، أنتمي إلى كُـلّ هذه الحشود وهذه الجماهير المقاومة والرافضة لكل أشكال التبعية والعمالة والارتهان للأجنبي..